الأكراد يصادرون صناديق الاقتراع في القامشلي والنظام يرهب المقترعين في مناطقه

مواقع التواصل الاجتماعي تتوقع فوز الأسد بـ102 في المائة من الأصوات

TT

أكدت مصادر المعارضة السورية، لـ«الشرق الأوسط»، أن نظام الرئيس بشار الأسد «أجبر السوريين على الاقتراع في المناطق الخاضعة لنفوذه»، في حين سرت معلومات عن تهديده «باعتقال كل الأشخاص الذين لم يوشم إبهامهم بالحبر الانتخابي خلال اليومين المقبلين بعد يوم الانتخاب». وفيما صادرت وحدات حماية الشعب الكردي في القامشلي صناديق الاقتراع منعا لإجرائها، سخر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي من نتائج الانتخابات قبل صدورها، بموازاة تداول صور لناخبين يقترعون بالوكالة، بعد إرسال صور هويات عبر تطبيق «واتس آب».

وأعلن ناشطون سوريون، أمس، أن قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) صادرت صناديق الاقتراع الخاصة بانتخابات الرئاسة في مناطق خاضعة لسيطرتها بمدينتي الحسكة والقامشلي. وأكد الناشط السوري الكردي في القامشلي، ميرال أمادورا، لـ«الشرق الأوسط»، أن الصناديق «لم توزع في القامشلي، بعد أن صادرتها قوات حماية الشعب الكردي، مما حال دون إجراء الانتخابات»، مشيرا إلى أن الصناديق «وصلت إلى المربعات الأمنية التابعة للنظام في مركز المدينة، لكن منع إخراجها إلى النقاط الانتخابية».

وعلى غرار القامشلي، منع الأكراد إجراء الانتخابات في مناطق سيطرة قوات «الأسايش» في وسط مدينة الحسكة، في حين اقتصر الاقتراع على المناطق التابعة لقوات الدفاع الوطني التابعة للنظام. وقال ميرال إن قوات الدفاع والحزبيين في «البعث»: «أجبروا الموظفين في المدارس والمستشفيات والإدارات الحكومية على الاقتراع في الحسكة، وهددوهم بالطرد من وظائفهم في حال تخلفهم». وانسحب ذلك التهديد على سكان مدينتي حلب وإدلب، إذ أفاد ناشطون بأن سكان الجزء الغربي من حلب التحقوا بمراكز الاقتراع تحت الضغط، وكذلك في مدينة إدلب. وكان التهديد أكثر بروزا في مناطق خاضعة لسيطرة النظام، يسكنها مؤيدون للمعارضة السورية. وقال عضو المجلس الوطني السوري أنس عيروط لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود النظام واعتقالاته وسلطته في قرى بانياس المؤيدة بأغلبها للمعارضة هو ضغط في حد ذاته»، مؤكدا أنه «لا أحد من السكان كان ليتجرأ على عدم الانتخاب».

وأوضح عيروط، الذي يتحدر من مدينة بانياس في معقل النظام في طرطوس، أن النظام «أجبر السكان في رأس النبع وسوق الهال والبيضاء على المشاركة في احتفالات عشية الانتخابات الرئاسية»، علما بأن هذه القرى شهدت مجازر العام الماضي، اتهم الشبيحة بارتكابها. وقال عيروط إن الضغوط التي مارسها النظام على الشعب «دفعت النازحين خارج سوريا إلى العودة إليها بالتزامن مع الانتخابات، خوفا من اعتقالهم إذا قرروا العودة بعد أسابيع بحجة عدم المشاركة بهذه العملية».

وكشف ناشطون عن تهديدات مماثلة في ريف دمشق، إذ أكدت مصادر معارضة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن قوات أمن النظام «سربت معلومات عن نيتها، خلال اليومين المقبلين، اعتقال كل من لم يوشم إبهامهم بالحبر الانتخابي الذي يُستخدم للتأكيد أن هؤلاء اقترعوا»، مشيرة إلى أن هذه المعلومات «دفعت كثيرين للمشاركة في عملية الاقتراع خوفا من العقوبة». وانسحب التخويف على مدينة داريا، حيث قالت مصادر فيها لـ«الشرق الأوسط» إن النظام حوّل نقطة عسكرية في «فندق الفصول الأربعة» جنوب غربي المدينة، إلى نقطة اقتراع، مشيرة إلى أن القوات الحكومية «أجبرت النازحين من داريا الذين يسكنون تلك المنطقة على الاقتراع في هذا المركز العسكري، نظرا لعدم تمكن النظام من افتتاح مركز له في قلب المدينة المحاصرة».

وفي المناطق الواسعة الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، تفرّغ الناشطون للسخرية من العملية الانتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بطرق تنوعت بين كتابة تعليقات ساخرة من احتفالات النظام ومؤيديه بما سموه «عرس الدم»، فيما سخر آخرون بطريقة دراماتيكية، حيث كتب ناشط من درعا أن «عدد البراميل المتفجرة التي ألقيت على درعا اليوم يفوق بكثير عدد الصناديق الموزعة بمنطقة أو منطقتين».

وبينما استهزأ الناشطون من نتيجة الانتخابات بالقول إنها ستكون «102 في المائة لأن (المرشحين) الحجار والنوري سيصوتان للأسد»، قال آخرون إن الأسد «صوت للحجار بينما صوتت (عقيلته) أسماء للنوري كي لا تكون النتيجة 100 في المائة لصالحه». على مقلب آخر، تداول ناشطون صورة من قلب مركز انتخابي، تصوّر شخصا يحمل هاتفا جوالا وتظهر فيه صورة هوية لامرأة غائبة، يجري التصويت بالنيابة عنها»، مما دفع ناشطين إلى السخرية، قائلين «فقط في سوريا الانتخاب مش ضروري تحضر.. أرسل صورة هويتك لصديقك (واتس آب) وهو يصوّت عنّك»، بينما قال آخرون إن هذه الهويات «عائدة لأموات».