وزير الخارجية الأميركي يدعو من بيروت إيران وروسيا وحزب الله إلى وضع حد لحرب سوريا

كيري أعلن مساعدة بـ290 مليون دولار للاجئين والتزام بلاده أمن لبنان

وزير الخارجية الأميركي جون كيري أثناء لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في بيروت أمس (.أ ب)
TT

دعا وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، من بيروت أمس، حلفاء النظام السوري؛ إيران وروسيا وحزب الله اللبناني، إلى «بذل جهد حقيقي» لوضع حد للحرب في سوريا، عادا أنه «لا قيمة» للانتخابات الرئاسية السورية.

وقال كيري، في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام ببيروت، في زيارة مفاجئة استمرت ساعات وهي الأولى لوزير خارجية أميركي إلى لبنان منذ خمس سنوات - إن «تداعيات الحرب على شعب سوريا تظهر بوضوح»، مشيرا إلى أن «مسؤوليتنا كلنا، كدول، هي العمل على إنهاء هذا النزاع (السوري)، وأنا أدعو، بالتحديد، الدول التي تدعم نظام الأسد مباشرة (...)، أدعو إيران وروسيا، وحزب الله الموجود هنا في لبنان، إلى بذل جهد حقيقي لوضع حد لهذه الحرب».

وعد كيري «الانتخابات (السورية) ليست انتخابات. هي عبارة عن صفر كبير»، متسائلا: «كيف تكون انتخابات عندما يكون الشعب غير قادر على الانتخاب أو على اتخاذ قرار؟».

من جهة أخرى، أعلن كيري تقديم مساعدة إضافية، قيمتها 290 مليون دولار، إلى الأمم المتحدة لتمويل عملياتها في سوريا وفي الدول المجاورة التي لجأ إليها السوريون. وقال: «يسرني أن أعلن عن مساعدة إنسانية إضافية من 290 مليون دولار»، مشيرا إلى أن «المساعدات التي قدمتها واشنطن بلغت حتى الآن ملياري دولار، وأن 51 مليون دولار منها ستذهب مباشرة إلى اللاجئين في لبنان».

وجدد كيري تأكيد أن «الولايات المتحدة ملتزمة جدا بأمن لبنان واستقراره وسيادته وبدعم الشعب اللبناني»، لافتا إلى أنه «يجب حل مشاكل العالم والمنطقة؛ كي نتمكن من أن نستمتع في بيروت ولبنان، فلبنان دولة مهمة بالنسبة لأمن المنطقة». وقال: «نعلم أن تداعيات الحرب في سوريا خرجت عن حدود سوريا، ولبنان يشعر بهذه التداعيات أكثر من أي مجتمع آخر، التقيت بعض النازحين في مخيمات بالأردن وشعرت هناك بالإحباط الكبير والاستياء الذي يعيشه هؤلاء النازحون، حياتهم تتغير ولكنهم لا يعلمون كيف تتغير ومتى تنتهي هذه الحرب».

وقال: «الوضع في لبنان مختلف قليلا، لأن كمية استيعاب النازحين ليست مشابهة للدول الأخرى، ليست هناك مخيمات بل هناك نوع من التحدي في هذا المجال، مما يشكل عبئا كبيرا على البنى التحتية والمجتمع، ولا بد أن نتدارك هذه الكارثة الإنسانية التي نراها أمام أعيننا».

وأعرب كيري عن رغبة بلاده في «حكومة تكون بعيدة عن التدخل الأجنبي، ورئيس قوي جدا، ورئيس للبرلمان يستجيب لحاجات الشعب اللبناني»، وقال: «أوضحت للرئيس سلام أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ملتزم بدعم لبنان والأمن فيه، فأمن لبنان كان محور اهتمامنا في السنوات الأخيرة، والفراغ الدستوري في لبنان أمر مهم جدا، ولا بد من ملئه لكي تكون جميع المؤسسات فاعلة».

وجزم بأنه «لا يعود للولايات المتحدة تقديم أي طرح حول انتخاب رئيس لبنان، وليس لدينا أي مرشح، ولا نريد أن نقوم بهذا الأمر، ولا نريد تقديم أي اقتراح، فهذا يعود إلى السياسيين في لبنان»، متابعا: «جئت لأسأل رئيس الحكومة اللبنانية ما خطة المستقبل وكيف سيتم التعاطي مع الأزمة السورية؟». وقال: «نريد رسم صورة حول كيف أن الفراغ سيعقد الأمور بالنسبة للبنان والدول المجاورة، وكيف سيعقد رد القوات المسلحة على أي تدخل، وكيف سيؤثر ذلك في النسيج السياسي بلبنان، وقد يتصاعد التوتر في الوضع السياسي بين البرلمان والحكومة».

ورأى أن «التحديات كبيرة وضخمة، ولبنان يستحق أن تكون له حكومة فاعلة وتعمل بشكل كامل، ونأمل أن ينتخب البرلمان اللبناني رئيسا بأسرع وقت ممكن، والولايات المتحدة ستبقى شريكا قويا للبنان»، مشددا على أن «الأمن في لبنان مهم جدا لتأمين أمن المنطقة، وسنعمل مع شركائنا في لبنان لحمايته من كل من لديه أهداف مختلفة».

وفي مجال آخر، لفت كيري إلى أن «الولايات المتحدة لا تعترف بحكومة لفلسطين لأن هذا اعتراف بوجود دولة، وبالنسبة للقوانين في الولايات المتحدة قد يكون هناك تواصل مع هذه الحكومة في إطار ما»، مشيرا إلى أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أن الحكومة الجديدة ملتزمة برفض العنف والمفاوضات والاعتراف بدولة فلسطين، وهو شكل حكومة تكنوقراط لا وزراء فيها ينتمون إلى حماس».