سوريا: اتهام النظام بإعدام 20 معارضا سلموا أنفسهم في حمص وسجن 80 آخرين

تقدم القوات الحكومية في جنوب حلب وريفي اللاذقية ودمشق.. وتصد لتقدمها بدرعا

مقاتلون من الجيش السوري الحر يتجولون داخل قصر العدل في حلب أمس (رويترز)
TT

أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، أن القوات الحكومية أعدمت 20 شخصا من المقاتلين المعارضين الذين سلموا أنفسهم بعد خروجهم من أحياء حمص المحاصرة، بينما نقلت أكثر من 80 آخرين منهم، إلى فرع فلسطين في العاصمة دمشق.

تزامن هذا الإعلان مع تقدم قوات النظام السوري بشار الأسد في محافظة اللاذقية، باستعادة السيطرة على منطقة النبي يونس، وتقدمها أيضا بجنوب محافظة حلب، باستعادة السيطرة على جبل عزان، فيما تواصل القصف والاشتباكات في محافظة ريف دمشق، بالتزامن مع تقدم مقاتلي المعارضة على مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» في محافظة دير الزور، غداة سيطرة التنظيم على كامل الريف الغربي للمحافظة الواقعة شرق البلاد.

الائتلاف المعارض، أعلن في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن النظام السوري أعدم «قرابة 20 شخصا ونقل أكثر من 80 آخرين من مقاتلي حمص إلى فرع 235 (المعروف باسم فرع فلسطين) في دمشق»، مشيرا إلى أن «هؤلاء المقاتلين كانوا قد سلّموا أنفسهم وخرجوا من أحياء حمص المحاصرة إلى حي الخضر بعد أن تم الاتفاق مع النظام على أن يطلق سراحهم حال تسليم أسلحتهم، وقد حدث ذلك قبل عقد الاتفاقية التي رعتها الأمم المتحدة حول إخلاء أحياء حمص الشهر الماضي، بحسب معلومات وصلت إلى الائتلاف من ناشطين في المدينة».

وأدان الائتلاف «عملية الإعدام»، معربا عن قلقه الشديد إزاء مصير البقية الذين تم نقلهم. وطالب المنظمات الدولية «بالتحرك السريع للتأكد من سلامتهم بعد توثيق آلاف المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون الأسد».

وكانت الدفعة الأخيرة من مسلحي المعارضة، قد خرجت من أحياء حمص المحاصرة إلى ريفها الشرقي، بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة مطلع شهر مايو (أيار) الماضي. لكن عددا من المقاتلين المعارضين، كانوا سلموا أنفسهم إلى القوات الحكومية على دفعات قبل التوصل إلى الاتفاق، بعد اشتداد الحصار على أحياء حمص القديمة البالغة مساحتها 4 كيلومترات مربعة.

وفي سياق الاستهدافات لشخصيات تابعة للنظام السوري، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن انفجارا وقع بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة في منطقة المزرعة وسط دمشق، ناجما عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة مسؤول حكومي في النظام السوري، دون معلومات عن مصيره حتى الآن.

وميدانيا، أفاد ناشطون سوريون بأن قوات النظام استعادت فجر أمس السيطرة على منطقة جبل عزان وكتيبة الصواريخ في ريف حلب الجنوبي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات تابعة المعارضة السورية، استخدم فيها الطرفان كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، تخللها قصف جوي لمواقع المعارضة ما دفع المقاتلين إلى التراجع والانسحاب من المنطقة. وعمدت قوات النظام إلى لتحصن وتدعيم تواجدها بإقامتها سواتر ترابية، ونشرها الدبابات في مناطق من الريف الجنوبي لحلب.

وتزامن هذا التقدم مع اشتباكات أخرى اندلعت على أطراف حي الزهراء قرب إدارة الدفاع الجوي شمال غربي مدينة حلب، شارك فيه إلى جانب القوات النظامية، مقاتلون أجانب آزروا قوات النظام، بينهم لواء أبي الفضل العباس العراقي وحزب الله اللبناني، بحسب ما أفاد ناشطون. وتواصل القصف الجوي بالبراميل المتفجرة على أحياء تسيطر عليها المعارضة شرق مدينة حلب، ومناطق في ريف المحافظة.

وفي ريف دمشق، تصاعدت حدة القصف، إذ سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في بلدة جسرين، بينما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة داريا، بضواحي العاصمة، بموازاة استمرار الاشتباكات العنيفة بين جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية وآسيوية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في بلدة المليحة ومحيطها ترافق مع تجدد قصف قوات النظام على مناطق في البلدة.

كذلك، اندلعت اشتباكات أخرى في بلدة الثورة قرب مدينة الكسوة، إلى الجنوب الغربي من دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى تقدم قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة والسيطرة على أجزاء واسعة من البلدة. هذا، وقصفت القوات الحكومية مناطق في قرية عين الفيجة والطرق المؤدية إليها في وادي بردى، غرب العاصمة، بينما تعرّضت مناطق في الجبال الشرقية عند منطقة هريرة لقصف من قوات النظام. ونفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في مدينة دوما وأطراف بلدة جسرين ومناطق في أطراف مدينة عربين، وكلها في محيط العاصمة السورية.

أما في شرق البلاد، فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سيطرة مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة إلى جانبها، على بلدة الحريجة على الخط الغربي لنهر الخابور في ريف محافظة دير الزور الشرقي عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «داعش» التي كانت قد سيطرت على القرية يوم 30 أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت هذه التطورات غداة سيطرة مقاتلي «داعش» على كامل الريف الغربي لدير الزور.

وفي الشرق أيضا، انفجرت سيارة مفخّخة في حي الدانا بمدينة موحسن، في شرق محافظة دير الزور حيث سمع دوي الانفجار في كافة أرجاء المدينة وفي القرى المجاورة بحسب ناشطين من المنطقة. وكانت السيارة، يقودها انتحاري «وتوجه لمقر أحد ألوية الجيش الحر في المنطقة بمرافقة اثنين يستقلان دراجة نارية»، بحسب ما أفاد ناشطون، قالوا: إنها انفجرت قبل عشرات الأمتار من وصولها إلى الهدف، بعد إطلاق النار عليها.

وفي المناطق الأخرى، بمحافظة حماه، بين دمشق وحلب، قال ناشطون إن الطيران المروحي قصف بعدد من البراميل المتفجرة مناطق في بلدة كفرزيتا بالريف الشمالي للمحافظة، ما أدى لأضرار في ممتلكات مواطنين، بينما استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية بعدد من الصواريخ مطار حماه العسكري.

وفي ريف محافظة اللاذقية، بشمال غربي سوريا، أفاد ناشطون بتقدم قوات الجيش النظامي في محيط قمة النبي يونس، وهي أعلى قمم منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية، بعد اشتباكاتٍ مع قوات المعارضة حولها. وأدت الاشتباكات إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين لم يتسنّ توثيق عددهم، فيما استمرت الاشتباكات في محيط بلدة كسب بين قوات من الجيش النظامي السوري، وجبهة النصرة وحركتي «أحرار الشام» و«أنصار الشام» التابعتين للجبهة الإسلامية المعارضة أيضا.

وفي محافظة درعا، بجنوب البلاد، شنّ الطيران الحربي عدة غارات استهدفت قرى وبلدات الريف الغربي للمحافظة، حيث قصفت الطائرات بالصواريخ الفراغية بلدة سحم الجولان، بحسب ناشطين، أشاروا أيضا إلى أن الطائرات الحربية قصفت مدينة إنخل بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون. وفي مدينة نوى استمرت الاشتباكات بالقرب من فرع الأمن العسكري شمال المدينة، بعد محاولة من قبل قوت الجيش السوري النظامي للسيطرة على الأبنية المجاورة للفرع، إلا أن قوات معارضة تصدت للمحاولة.