الأمن التونسي يحجز في ميناء حلق الوادي أسلحة حربية متطورة

تزامنا مع احتفالات «النهضة» بالذكرى الـ33 لتأسيسها

تونسيون يشيعون جنازة رجل الأمن الذي قتله إرهابيون إثر الهجوم على منزل عائلة لطفي بن جدو وزير الداخلية (أ.ف.ب)
TT

واصلت مصالح الجمارك في ميناء حلق الوادي بالعاصمة التونسية عمليات التفتيش عن الأسلحة، بعد يوم من الإعلان عن حجز 32 رشاشة حربية كانت مخبأة داخل سيارة جزائرية مقبلة إلى تونس من ميناء مرسيليا الفرنسي. وأشارت مصادر من الجمارك إلى حجز بنادق نصف أوتوماتيكية متطورة جدا، وأسلحة موجهة لخوض الحروب، وعدد من البنادق تتميز بتقنيات متطورة.

وحجزت قوات الأمن أيضا السيارة والأسلحة التي كانت بحوزة جزائريين اثنين، وأمرت السلطات القضائية ببدء التحقيق الأمني معهما.

يذكر أن عملية حجز الأسلحة في ميناء حلق الوادي تعد الثانية من نوعها في غضون أيام، إذ تمكنت مصالح الجمارك قبل أيام من حجز كمية من الأسلحة، كانت موجهة إلى أحد الجزائريين في مدينة القصرين المهددة بالإرهاب، والواقعة على الحدود التونسية - الجزائرية.

من جهة ثانية، انتقد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، مواقف الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة تجاه الحركات الإسلامية التي رأت النور سنة 1981، وقال إن بورقيبة واجه دخول الحركة الإسلامية باب المشاركة الديمقراطية باللجوء الخاطئ إلى «السجن والعصا»، على حد تعبيره، وهو ما لم يترك مجالا أمام الحركة للعمل السياسي السلمي في نطاق ما يسمح به القانون.

وأشار الغنوشي في مداخلته خلال ندوة «التحول الديمقراطي في دول الربيع العربي: تونس نموذجا»، نظمتها حركة النهضة بمناسبة الذكرى الـ33 لتأسيسها، إلى تعطل المسار الديمقراطي بسبب الضغوط التي فرضت على القيادات طوال 33 سنة من وجود الحركة الإسلامية، سواء في عهد بورقيبة، أو خلال 23 سنة من حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

وأضاف الغنوشي أن حركة النهضة أضافت طوال هذه الفترة الكثير إلى المشهد السياسي التونسي، وساهمت بعد ثورة 2011 في نشر الإسلام الوسطي المعتدل بطريقة إيجابية، وأثرت في عملية التجديد المجتمعي والفكري.

وأشار إلى أن بورقيبة عمل لعقود على «ضرب الهوية العربية الإسلامية للشعب التونسي»، فيما اعتمدت الحركة الإسلامية على التدين العقلاني والحراك الاجتماعي.

وبشأن ما آلت إليه الثورة التونسية بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتقال الديمقراطي، قال الغنوشي إن حركة النهضة عبرت بخروجها الطوعي من السلطة عن نضج في التعامل مع الواقع السياسي الجديد، وتمكنت من الخروج من مأزق سياسي بعد أن تنازلت عن الحكم حتى لا يقع البيت على رؤوس ساكنيه. وأشاد بما تحقق للتونسيين من نجاحات خلال فترة حكم «النهضة» أدت إلى سن الدستور التونسي الجديد، والتصديق على القانون الانتخابي، وهو ما فتح أبواب النجاح أمام فترة الانتقال الديمقراطي، رغم العراقيل الكثيرة التي واجهت تحالف «الترويكا» الحاكمة، حسب تعبيره.

وتطرق الغنوشي إلى ما سماه «صراع الهوية» بين هويات تعمل على التغريب، وهوية إسلامية متأصلة بين التونسيين، وقال إن من مزايا الثورة التونسية أنها حسمت هذا الصراع لصالح الهوية الإسلامية. وأشار إلى تمسك التيار الإسلامي بمبادئ الدولة المدنية، والتداول السلمي للسلطة، وحرية المرأة، التي عدها قاسما مشتركا يلتقي عنده كل التونسيين ولا يمكن التنازل عنها.

وشهدت الندوة السياسية مشاركة محمد يتيم، نائب رئيس مجلس النواب المغربي، والباحث الفلسطيني عزام التميمي، والباحث الفرنسي فانسان جيسر.