إيران تعلن عن مفاوضات مع واشنطن وموسكو حول ملفها النووي

للمرة الأولى.. خارج إطار المحادثات مع القوى الكبرى

رئيسة المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون أثناء اجتماعها بوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بحضور ممثلي أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا في جنيف منتصف الشهر الماضي (أ.ب)
TT

أعلنت إيران أمس، أنها ستجري مفاوضات ثنائية غير مسبوقة مع الولايات المتحدة في جنيف غدا وبعد غد، تليها بعد يومين محادثات مباشرة مع روسيا في روما تحضيرا للمفاوضات النووية مع مجموعة «خمسة زائد واحد» التي ستستأنف في 16 يونيو (حزيران) في فيينا.

وهي المرة الأولى التي تجري فيها إيران مثل هذه المفاوضات خارج إطار المحادثات مع القوى الكبرى.

وسبق أن أجرت طهران مفاوضات ثنائية مع هاتين الدولتين، لكن على هامش محادثات (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).

وأوضحت وزارة الخارجية الإيرانية، كما نقلت عنها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن المفاوضات الثنائية مع روسيا التي ستجرى في 11 و12 يونيو (حزيران) في روما وكذلك المفاوضات مع الولايات المتحدة - هدفها التحضير لاستئناف الحوار مع مجموعة القوى الكبرى في فيينا.

كما قالت الخارجية الإيرانية إن نائبي وزير الخارجية الإيراني سيترأسان الوفدين المفاوضين في جنيف وروما.

وأوضحت أيضا أن الدبلوماسيين الإيرانيين يحضرون لإجراء محادثات ثنائية أخرى مع أعضاء آخرين من مجموعة «خمسة زائد واحد». وأجرى خبراء إيران ومجموعة الدول الكبرى محادثات تقنية في فيينا هذا الأسبوع.

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، يمكن أن تمدد المفاوضات لفترة جديدة من ستة أشهر، كما ينص اتفاق جنيف.

وهدف المفاوضات التوصل إلى اتفاق شامل يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني ورفع كل العقوبات الدولية التي فرضها مجلس الأمن الدولي أو الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وبعد سلسلة المفاوضات الأخيرة في فيينا، طلبت إيران من الدول الغربية عدم الرضوخ لمطالب دولة أخرى، في إشارة إلى إسرائيل التي عبرت عن معارضتها اتفاقا محتملا يتيح لطهران مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم.

ولا تزال هوة كبيرة تفصل بين إيران والدول الغربية من أجل التوصل إلى اتفاق.

وأبرز المواضيع الخلافية بين الطرفين، حجم برنامج التخصيب (عدد أجهزة الطرد المركزي ومستوى إنتاج اليورانيوم المخصب)، ومفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والقادر على إنتاج بلوتونيوم، وموقع فوردو الواقع تحت الأرض ويصعب تدميره.

وبموجب اتفاق جنيف المرحلي، جمدت إيران قسما من أنشطتها النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية الغربية.

وقد جرت سلسلة محادثات سياسية وتقنية منذ يناير (كانون الثاني) بين إيران والقوى الكبرى، لكن المحادثات السياسية الأخيرة التي جرت في منتصف مايو (أيار) انتهت من دون التوصل إلى أي نتيجة ملموسة. وترفض إيران، من جانب آخر، بحث برنامجها الباليستي، بينما طلبت الولايات المتحدة عدة مرات بأن يكون ضمن المباحثات.

وأشاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، الاثنين الماضي في فيينا، بجهود إيران من أجل اعتماد الشفافية حول برنامجها النووي، مؤكدا في الوقت نفسه أن الشكوك لم تتبدد بالكامل.

وتجري إيران محادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ما يطلق عليه الدبلوماسيون تسمية «الشق العسكري المحتمل» للبرنامج الإيراني. وتريد الوكالة بشكل خاص أن تحصل على ردود حول أدلة «موثوقة» لديها كما تقول، تشير إلى أن إيران أجرت أبحاثا تهدف إلى صنع قنبلة ذرية قبل عام 2003 أو حتى بعد ذلك التاريخ.