المصريون يحتفلون شعبيا بتقلد السيسي مهامه الرئاسية

وزعوا الحلوى ورقصوا على الأغاني في الميادين والمقاهي

مصريون في ميدان التحرير بوسط القاهرة احتفالا بتسليم السلطة أمس (إ.ب.أ)
TT

تحولت شوارع وميادين مصرية أمس لساحات احتفالية بتسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه رسميا كرئيس للبلاد. وعاش المصريون أمس يوما تاريخيا من الفرح والرقص والغناء والزغاريد في الشوارع وميادين المدن والقرى والنجوع وعلى المقاهي. واستعادوا بقوة زخم ثورتي «25 يناير» عام 2011، و«30 يونيو» عام 2013، اللتين أطاحتا بنظامي حكم الرئيسين السابقين حسني مبارك ومحمد مرسي.

وكان لافتا في الشوارع عودة البسمة لوجوه الأطفال والشباب والشابات والرجال والنساء والشيوخ، وهم يلوحون بالأعلام والرايات، ويطلقون الهتافات والألعاب النارية، بينما حلقت مجموعات من طائرات القوات المسلحة في السماء وهي تلقي على المحتفلين صور الرئيس السيسي وأعلام مصر، وقابلها الجمهور بالتهليل وترديد الهتافات المؤيدة للجيش.

وفي المقاهي، تجمع المئات أمام شاشات التلفزيون يتابعون حفل حلف اليمين الدستورية أمس، وهلل المواطنون على إيقاع الأغاني الوطنية التي أعقبت حلف اليمين، كما هتف سائقو السيارات أمام الشاشات الكبيرة التي جرى وضعها في الميادين الكبرى بالقاهرة والجيزة لنقل حلف اليمين «تحيا مصر.. يحيا السيسي»، وفي أحياء كثيرة قدمت المقاهي المشروبات بالمجان لروادها ابتهاجا بالرئيس الجديد. كما شهدت المحافظات المصرية ترديد الهتافات والتكبير وسجود الشكر وضرب الدفوف، وتوزيع الحلوى والعصائر، وإطلاق أبواق السيارات والألعاب النارية والشماريخ، التي أعادت مشاهد خروج الناس إلى الشوارع في فترتي «25 يناير» و«30 يوينو».

وفي ميدان التحرير، أيقونة الثورة المصرية، خرجت الجموع منذ صباح أمس للاحتفال، وتزايدت أعدادهم على مدار ساعات يوم أمس، حيث رفعت الأعلام المصرية وصور الرئيس السيسي، ورسم الصغار الأعلام المصرية على وجوهم، وجرى تعليق لافتات كبيرة وصور الرئيس على واجهات مبنى مجمع التحرير الإداري.

وعقب حلف الرئيس اليمين، ردد المئات العديد من الهتافات، منها «السيسي رئيسي. وبنحبك يا سيسي. وتحيا مصر»، وأطلقت السيدات الزغاريد وأذاعت المنصة الرئيسة للميدان الأغاني الوطنية، والتي ألهبت حماس المحتفلين وقاموا برقصات جماعية على وقع أغنيات ألهبت الحماس على غرار «تسلم الأيادي» و«بشرة خير» و«يا حبيبتي يا مصر». فيما تابع المحتفون مراسم تنصيب الرئيس الجديد عبر شاشات عرض، وشيدوا تمثالا رمزيا، من الشمع والورق للسيسي، بالإضافة إلى تمثال رمزي آخر على هيئة سيدة تقوم بتسليم مصر للرئيس الجديد. وقال أحد المشاركين في تصميم التمثال: «هدفنا توضيح أن مصر تطلب من الرئيس الجديد أن يقوم بتولي زمام الأمور، إلى جانب ضرورة الحفاظ على الأمانة التي يؤديها والدفاع عنها ضد أي مكروه».

وفي سياق متصل، واصلت قوات الجيش والشرطة إغلاق الميدان لليوم الثاني على التوالي أمام حركة مرور السيارات، فيما تقوم الكلاب البوليسية وخبراء المفرقعات بعمليات تمشيط موسعة للكشف عن المواد المتفجرة بمحيط الميدان، كما تنتشر مدرعات الجيش على كل مداخل الميدان. وقال أحد الشباب المحتفلين بالميدان إن «هذا اليوم أراه عيدا للمصريين، فأهداف خارطة الطريق التي خرجنا من أجلها يوم 30 يونيو ها هي تتحقق».

وبعبارة «عودة الفرحة»، وصفت أمنية صبره، وهي سيدة ثلاثينية، شعورها وهي تتمايل مع طفليها عبد الرحمن وجنة بأعلام مصر وسط حشود من المصريين أمام الصينية الموجودة في وسط ميدان التحرير. وتقول: «بكيت بينما كان الرئيس السيسي يحلف اليمين. فخورة بكوني مصرية. صدقني مصر من الآن ستنطلق إلى الأفضل والأجمل».

على بعد خطوات أخرى، كان هناك شاب وسط الجموع ممسك بعلم مصر. قال: «اليوم فقط صححنا مسار ثورة 25 يناير بإرادتنا الشعبية وبإخلاص جيشنا الباسل»، مضيفا: «لا بد أن يخرج المصريون جميعا اليوم للاحتفال، فلا وقت للبكاء على الماضي.. الفرح ينتظر الجميع».

وعلى أنغام الأغاني الوطنية، التي قامت هيئة مترو أنفاق القاهرة بإذاعتها في جميع المحطات أمس، وقف الشباب والشابات يرقصون على أنغامها. وقالت نورهان محمود، وهي طالبة في جامعة القاهرة، بينما تقف على محطة مترو جمال عبد الناصر (القريبة من ميدان التحرير): «اليوم يوم استثنائي في حياتنا. رجعنا اليوم سنوات للخلف لتذكرنا أننا أصبح لدينا رئيس بالفعل يصافحه زعماء العالم. ولدينا بلد فيه أمان وأمن وليست عزبة لجماعة أو فئة».

وأخذت صديقتها عفاف، التي حرصت على رسم علم مصر على وجهها، طرف الحديث قائلة: «قسمنا أنفسنا جزءين، الأول ذهب إلى ميدان التحرير والآخر لقصر الاتحادية. وفي المساء سوف نتجمع جميعنا أمام قصر القبة الرئاسي، لنؤكد للجميع أننا مع الرئيس في كل مكان يوجد فيه»، لافتة إلى أن الشباب يعولون على الرئيس السيسي الكثير والكثير، قائلة: «هو رجل متفهم لمشاكلنا وسوف نكون معه في كل قراراته».

أما فريد سيد، وهو بائع بالقرب من ميدان التحرير، فقد وضع علم مصر أعلى منصة الذرة الشامية التي يبيعها. وقبل سؤاله بادر قائلا: «ربنا يديم الفرح علينا كلنا. ونعود مصريين بحق؛ نخاف على بعضنا».

ومن بين اللافتات العديدة والصور التي غمرت احتفالات المصريين، تصدرت صورة الرئيس السيسي بزيه المدني المشهد. حيث يرى الكثيرون أنه أصبح «الأمل في المستقبل». فحسبما تقول عبير عبد الرحيم، وهي مدرسة، تقطن بالقرب من قصر الاتحادية الرئاسي: «السيسي انحياز إلى إرادة وأشواق الأغلبية الكاسحة من المصريين الذين انتخبوه. وخرجوا اليوم للفرح معه فهو رئيسنا المدني. الله معه ويوفقه، ومصر سوف تتقدم به».

وفي أنحاء أخرى من القاهرة، ومع انكسار درجة الحرارة المرتفعة في المساء، خرجت بعض المسيرات التي تضم العشرات من المصريين إلى محيط القصر الرئاسي (شرق القاهرة) وميدان التحرير، معبرين عن فرحتهم بالرئيس الجديد، كما طافت السيارات بشوارع القاهرة تطلق الأبواق.

وشهدت مدينة الإسكندرية، مسيرات بالسيارات عقب حلف اليمين الدستورية وقام سائقوها بإطلاق نفير السيارات الخاصة بهم، تعبيرا عن فرحتهم. كما سادت حالة من الفرحة بين أهالي وسكان محافظة الغربية عقب الانتهاء من مراسم تنصيب الرئيس وأطلقت النساء الزغاريد من شرفات المنازل، بينما أطلق الشباب العشرات من الألعاب النارية.

وفي الشرقية، مسقط رأس الرئيس السابق محمد مرسي، عمت الأفراح قرى ونجوع ومدن المحافظة، وأطلقت النساء الزغاريد من داخل البيوت فور انتهاء الرئيس السيسي من حلف اليمين. وعبر الأهالي عن فرحتهم بالخروج للشوارع وتهنئة بعضهم البعض. وفي أسيوط بصعيد مصر، احتفل المواطنون بساحة ميدان البنوك بوسط المدينة، وأقام فرع ثقافة أسيوط سرادقا أمام قصر الثقافة، ووضعوا شاشة عرض لإذاعة مراسم الاحتفال بالتنصيب. وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، فإن المواطنين تفاعلوا عقب دخول الرئيس السيسي إلى مقر المحكمة الدستورية، وهتف المواطنون «السيسي رئيسي»، وسادت حالة من الفرحة العارمة والزغاريد وسط الحاضرين.