بعد ليلة دامية في بغداد.. المفخخات تضرب مقرا لحزب طالباني في ديالى

مخاوف من تكرار السيناريو السوري في العراق

TT

بعد ليلة دامية في بغداد، استهدف انتحاري، صباح أمس، مقرا لحزب الرئيس العراقي جلال طالباني، في محافظة ديالى، موقعا عشرات القتلى والجرحى، حسبما أفادت به مصادر أمنية وطبية. في الوقت نفسه، واصلت القوات العراقية هجومها في الموصل (شمال) لاستعادة عدد من أحياء المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقال خورشيد أحمد، رئيس مجلس بلدية جلولاء في محافظة ديالى (115 كيلومترا شمال شرقي بغداد) إن انتحاريا أوقف سيارة ملغومة قرب مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في البلدة، وعندما انفجرت تمكن من التسلل إلى داخل المبنى وفجر سترته الناسفة، موقعا 18 قتيلا على الأقل و67 جريحا، حسبما أفادت به «رويترز». وورد أن معظم الضحايا من أفراد قوات الأمن الكردية التي كانت تحرس مكتب الحزب.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي قال إنه جاء ردا على اعتقال مسلمات في كردستان العراق. وأضافت الجماعة أن انتحاريين، وليس انتحاريا واحدا، نفذا الهجوم، وأن الانتحاري الأول فجر نفسه في سيارة ملغومة بمحيط مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بينما فجر الثاني (الذي يوحي اسمه بأنه كردي) حزامه الناسف بين أشخاص تجمعوا لنقل المصابين.

من جهة أخرى، قالت مصادر في الشرطة والأمن إن القوات الخاصة العراقية كانت لا تزال تخوض معارك، أمس، لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق على الضفة اليسرى من نهر دجلة الذي يقطع مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الشمالية، التي انتقل إليها المسلحون الجمعة الماضي.

وتوجهت، أمس، تعزيزات عسكرية من محافظات وسط وجنوب العراق إلى الموصل، التي أفادت تقارير بنزوح الآلاف من سكانها هربا من العمليات العسكرية.

من ناحية ثانية، قالت الشرطة ومسؤولون أمنيون وشهود إن المسلحين انسحبوا، أول من أمس، من جامعة احتلوها في محافظة الأنبار بغرب البلاد، وتمركزوا في مواقع محيطة بها، وأطلقوا النار على الجيش عندما حاول الدخول إلى حرمها.

في السياق ذاته، أكد مصدر أمني أن التحقيقات أشارت إلى تعاون عدد من الطلبة الذين انتموا إلى تنظيم داعش في عملية احتجاز الرهائن في جامعة الأنبار.

وأضاف المصدر أن «الاعترافات التي حصلت عليها القوات الأمنية بعد اعتقال عدد من هؤلاء تؤكد أن العملية تهدف برمتها إلى منع الدراسة في الجامعة، لأنها تمثل وجود حياة طبيعية، وإلغاؤها يعد نهاية لملامح الحياة في هذه المدينة».وكانت العاصمة العراقية بغداد شهدت مساء أول من أمس هجمات بسبع سيارات مفخخة في جانبي الكرخ والرصافة، أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 170 شخصا. وبينما اعترفت قيادة عمليات بغداد بمقتل 16 شخصا وجرح مائة آخرين، فإنه وطبقا للمصادر الأمنية والصحية المختلفة، فإن أعداد القتلى بلغت 63 شخصا، معظمهم من المدنيين، وجرح نحو 110 أشخاص.

من جهته، عد عضو البرلمان العراقي عن الاتحاد الوطني الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حسن جهاد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهجوم بالسيارة المفخخة، والعملية الانتحارية التي وقعت في جلولاء، إنما جاء رد فعل من قبل مسلحي (داعش) على عملية اعتقال مجموعة من مسلحي (داعش) في قضاء خانقين قبل نحو شهر، وبالتالي فإن هذه العملية بمثابة رد فعل على القبض على تلك الشبكة من قبل الأمن الكردي». وأضاف جهاد أن «الصورة العامة للوضع الأمني لم تعد تطاق، حيث خرجت عن كونها مسؤولية طرف (في إشارة إلى الحكومة ورئيسها نوري المالكي)، لأن ما يجري الآن يستهدف الجميع، وبالتالي يتعين على الجميع تحمل المسؤولية، من خلال اتخاذ خطوات عملية وإجراءات على الأرض، من قبل كل القوى والكتل السياسية، مهما كانت الخلافات فيما بينها».

وأضاف أن «بقعة الزيت تتسع، والعمل جار على إسقاط مناطق هنا وهناك، وهو ما يعني تكرار السيناريو السوري، إذ إن المعلومات تشير إلى أن أعداد النازحين من الموصل الآن فاقوا أعداد النازحين من الأنبار خلال ستة أشهر، وهي كلها مؤشرات على أن التدهور بات يتسارع، والمطلوب عقد مؤتمر عام ليس فقط في محافظة الأنبار بل في كل العراق، لكي يجري الخروج بقرارات حاسمة ومسؤولة»، مشيرا إلى أن «المدن التي كانت آمنة أصبحت الآن جبهات قتال».