البرلمان اللبناني يفشل للمرة السادسة في انتخاب رئيس.. وجعجع عَدّه «يوما حزينا»

وزير العمل قال إن تعطيل النصاب يعني أن لدى 8 آذار قرار لعرقلة انتخاب رئيس

TT

فشل البرلمان اللبناني، وكما كان متوقعا، في الجلسة السادسة التي كانت مقررة أمس، في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بسبب إصرار قوى 8 آذار على تعطيل النصاب المطلوب لانعقاد الجلسة بانتظار قرار رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بشأن ترشحه رسميا للرئاسة أو عدمه بناء على مشاورات مفتوحة في هذا المجال مع زعيم تيار «المستقبل»، رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.

وطغى ملف سلسلة الرتب والرواتب التي ستمنح موظفي القطاع العام والمدرسين زيادة على رواتبهم، على المشهد العام في البلد، بعد أن تركزت الحركة السياسية على محاولة تأمين نصاب الجلسة التشريعية المنتظر انعقادها اليوم (الثلاثاء) للبحث بالموضوع.

ولم يشارك أمس في الجلسة النيابية لانتخاب الرئيس إلا 64 نائبا من أصل 128 نائبا. ومعظم الحاضرين كانوا من قوى 14 آذار، إضافة إلى نواب كتلة رئيس البرلمان نبيه بري، علما أن النصاب المطلوب لانعقاد الجلسة يفترض حضور 86 نائبا. ولم يطرأ خلال الجلسة أي تعديلات على لائحة الأسماء المرشحة للرئاسة، فظل عون ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع والنائب في اللقاء الديمقراطي هنري حلو المرشحين الثلاثة للمنصب وإن كان الأول لم يعلن ترشيحه بشكل رسمي، في حين بدت لافتة دعوة النائب في حزب «الكتائب» إيلي ماروني كلا من عون وجعجع لـ«الانسحاب إفساحا للمجال للبحث عن توافق». وأشار وزير العمل ونائب رئيس حزب «الكتائب» سجعان قزي لـ«الشرق الأوسط» أمس إلى أنّه «على كل الطامحين للرئاسة، المعلنين والمضمرين، أن يقيّموا تجربتهم، باعتبار أنّه لا يجوز أن نبقى أمام حواجز تحول من دون تخطي الاصطفافات السياسية الحاصلة»، عادا أنّه «قد يكون من المبكر البحث في خطط بديلة بالموضوع الرئاسي لأن المعطيات المتوافرة لا توحي بقرب الخروج من أزمة الرئاسة».

ودعا قزي «كل القوى اللبنانية الساعية لوضع حد لحالة الشغور الرئاسي إلى التحرك، حتى ولو استدعى ذلك النزول للشارع لفرض انتخاب رئيس»، عادا أن «الاستمرار بتعطيل نصاب الجلسات، يعني وجود قرار لدى قوى 8 آذار بعدم انتخاب رئيس إلا إذا كان ينتمي لها وينفذ مشروعا خاصا يختلف عن مشروع الدولة، وهو ما لمح إليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أخيرا حين قال إن اختيار هذا المرشح يؤمن إجراء الانتخابات خلال ساعات». وأكّد قزي «عدم الخضوع لابتزاز نصر الله»، مشددا على أن «أي رئيس جديد يجب أن يكون رئيس الدستور والميثاق اللبنانيين، كما رئيس اتفاق الطائف والمناصفة والكيان اللبناني الحالي». وأضاف: «وإلا توجب استخلاص العبر من تعثر الصيغة اللبنانية والتصرف على هذا الأساس من خلال إقرار إصلاحات أبرزها اعتماد اللامركزية الموسعة والحياد الإيجابي الناشط والدولة المدنية».

واستهجن رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان اهتمام الخارج بالاستحقاق الرئاسي، «في حين نمضي نحن في وضع شروط مسبقة تليها شروطٌ مضادة لمواصفات الرئيس العتيد»، داعيا إلى «وجوب إبقاء الخارج بعيدا عن هذا الاستحقاق، والمشاركة في الجلسات النيابية حتى انتخاب الرئيس».

وقال سليمان في تغريدات له على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «لا يليق بلبنان العريق في الديمقراطية أن يكتفي بالرقص في أعراس الانتخابات الصديقة والشقيقة، لطالما تمنّينا أن تسود الديمقراطية حولنا ويجري تداول للسلطة، ولكن ليس على حساب تقاليدنا المتجذّرة».

بدوره، عد جعجع أن يوم إرجاء الجلسة السادسة لانتخاب الرئيس «يوم آخر حزين»، وقال: «هناك انطباع بأن النظام ينهار بفعل تصرف بعض النواب المفترض فيهم أكثر من غيرهم المحافظة على هذا النظام».

ونبّه جعجع في تصريح إلى أن «هناك محاولة لاصطناع رئيس بدل انتخاب رئيس»، داعيا «اللبنانيين الذين انتخبوا النواب الذين يعطلون أن يتوجهوا إليهم ليطلبوا منهم الانتخاب ووقف التعطيل».