أئمة جوامع الموصل يدعون الأهالي إلى مقاتلة «داعش».. والمحافظ أول المتطوعين

إقليم كردستان استقبل 450 عائلة نازحة

TT

كشف مصدر مطلع في اللجنة الأمنية العليا في محافظة نينوى، شمال العراق، أن «ما حصل في الموصل خلال الأيام القليلة الماضية هو توغل عناصر من مسلحي (داعش) بين سكان بعض الأحياء، مما شكلوا نوعا من الخلايا النائمة استفادت منهم الجماعات الأخرى التي دخلت المدينة من مناطق الجزيرة».

وقال المصدر المطلع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه إن «الهجمة التي تتعرض لها الموصل الآن وحدت المواقف جميعا سواء على مستوى الأهالي والمواطنين الذين حملوا السلاح دفاعا عن مدينتهم ومحافظتهم، أو على مستوى التنسيق بين قيادة العمليات العسكرية والشرطة الاتحادية والمحلية والمحافظة، وهو أمر كان له دوره الإيجابي في التصدي لهذه المجاميع التي هي غريبة تماما عن أهالي الموصل، وبعضهم ليس عراقيا أصلا».

وأضاف المصدر المطلع أن «تسلل هؤلاء بدأ من عدة أحياء في المدينة، والجهة التي قدموا منها هي الصحراء، وبالذات منطقة الجزيرة».

وأوضح أن «العمليات العسكرية التي باشرها الجيش لطرد هؤلاء أدت إلى تعرض مضخات الماء في كثير من المناطق إلى الضرر، حيث لدينا الآن مشكلة في تجهيز بعض الأحياء بالماء والكهرباء، لكننا نرى أن الهدف الأساس الآن هو إخراج هؤلاء المسلحين الغرباء من الموصل، وهو هدف كل أبناء المدينة بصرف النظر عن الخسائر في البنية التحتية، ومنها تضرر أسلاك نقل الطاقة الكهربائية».

وكان أئمة وخطباء محافظة نينوى طالبوا الأهالي بحمل السلاح ومساندة الأجهزة الأمنية لقتال تنظيمات «داعش». وجاء في بيان صدر عن أئمة وخطباء نينوى مساء أول من أمس أنه «يجب على كل من يستطيع حمل السلاح مقاتلة تنظيمات داعش ومساندة الأجهزة الأمنية للحفاظ على سلامة مدينتهم وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم ومساندة الأجهزة الأمنية لطرد تلك العصابات التي تحاول تدمير المدينة».

وبينما حمل محافظ نينوى، أثيل النجيفي، سلاحه وخرج إلى الشوارع للمشاركة في القتال، دعا إلى «تشكيل لجان شعبية لحماية المناطق السكنية من تنظيمات داعش الإرهابية». وقال النجيفي في بيان أمس، إنه «لم يعد اليوم كغيره من الأيام نلقي فيه خطبنا ويجادلنا فيه من يجادل، ولم يعد لأحاديث السمر والمجاملة مكان لها في مدينة ضربتها الأهوال، وأوشكت على الضياع بين انسحاب أهلها وتحكم الغرباء في أحوالها». وأضاف النجيفي: «أطالب الرجال من أهل الموصل بالثبات في أحيائهم والدفاع عنها ضد الغرباء، وبأن يشكلوا من خلال ديوان المحافظة لجانا شعبية في أحيائهم ومناطقهم تقوم بإغاثة أهلهم ومساعدتهم وحماية مناطقهم عند الحاجة»، داعيا «جميع الأجهزة الأمنية في المحافظة تسهيل أمر تلك اللجان، والتعاون معهم، ومتى ما استقرت الأوضاع في الموصل، فسيعاد ترتيبها وفق السياقات القانونية والدستورية». وتابع: «أهلي وعشيرتي وعزوتي إنه شعارنا دائما أن نتقدمكم أيام المخاطر والأهوال ونضع صدورنا دريئة لصدوركم فلا تخذلوا دينكم ولا تخذلوا وطنكم، لقد قررت أن أبقى على أرض الموصل الحدباء لأفديها، فكم واحدا من أهلها يقف معي؟! إنه يومي ويومكم ويوم مدينتكم، فأثبتوا لها أنكم رجالها».

من جهته، ناشد رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، وهو الشقيق الأكبر لمحافظ نينوى، في بيان «جميع الفعاليات المجتمعية والثقافية والشبابية، وشيوخ العشائر ورجالاتها ووجهاء الموصل وعلماءها الوقوف صفا واحدا مع قوات الجيش والشرطة المحلية ورئيس اللجنة الأمنية من أجل حسم المعركة ضد الإرهاب (القاعدة وداعش)».

ودعا النجيفي «أعضاء مجلس النواب إلى الوجود في الشوارع لدعم القوات الأمنية، وتقديم المساعدات لإخوانهم من النازحين».

من ناحية ثانية، أعلن مكتب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، أمس، أن أكثر من 400 عائلة نزحت من محافظة نينوى إلى إقليم كردستان، مبينا أن الوزارة شكلت خلية طوارئ خاصة بذلك.

وقالت عالية البزاز، مديرة مكتب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط» إن «نحو 450 عائلة من محافظة نينوى نزحوا خلال اليومين الماضيين إلى إقليم كردستان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في المحافظة».

وتابعت أن حكومة الإقليم قامت بالتسهيلات اللازمة لهؤلاء المواطنين واستقبالهم، مشيرة إلى أن 300 عائلة من هؤلاء دخلت محافظ دهوك، بينما استقر 150 آخرون في قضاء عقرة، وأشارت إلى أن أي عائلة لم تدخل محافظة أربيل حتى الآن.

وأضافت عالية البزاز أن الوزارة شكلت خلية طوارئ خاصة بالموضوع وستقرر خلال الساعات المقبلة خطة لاحتواء هذا النزوح وتهيئة الظروف الملائمة للنازحين لحين انتهاء الأزمة.

من جانبه أعلن محافظ أربيل نوزاد هادي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن عملية النزوح حتى الآن هي نحو أطراف محافظة نينوى، مستدركا بالقول: «لكن مع هذا اتخذت كافة الإجراءات المناسبة في هذا المجال، وشكلت اللجان الخاصة به والمستعدة لمواجهة أي وضع طارئ قد يحدث في الموصل».