إقالة محافظي عمران وإب على خلفية المواجهات مع الحوثيين والاحتجاجات الشعبية

رئيس منظمة الإنتربول يدعو إلى مساعدة دولية لقوات الأمن اليمنية بعد لقائه هادي

TT

قرر الرئيس اليمني تعيين محافظ جديد لمحافظة عمران شمال البلاد، بعد أن شهدت مواجهات مسلحة بين الجيش وجماعة الحوثيين المتمردة، فيما عين محافظا جديدا لمحافظة إب وسط اليمن التي شهدت احتجاجات ضد المحافظ السابق.

ونص القرار الذي نشرته وكالة الأنباء الحكومية، على تعيين اللواء محمد صالح شملان محافظا لمحافظة عمران، وتعيين القاضي يحيى محمد الإرياني محافظا لمحافظة إب، وتعيين محافظ عمران السابق والمنتمى لحزب الإصلاح، محمد حسن دماج، ومحافظ إب المنتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام القاضي أحمد عبد الله الحجري، أعضاء في مجلس الشورى. ورحبت اللجنة الرئاسية المكلفة بالإشراف على اتفاق الهدنة بين الجيش وجماعة الحوثيين الشيعية بقرار تعيين محافظ جديد لعمران بعد أن شهدت المحافظة مواجهات مسلحة عنيفة طيلة 20 يوما. وأكد عضو اللجنة أحمد البكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» مساندتهم لقرار الرئيس هادي و«ترحيبهم بتعيين شخصية لديها الكفاءة والخبرة ما يمكنها من نزع فتيل الأوضاع المتوترة بالمحافظة». وعد البكري الذي يشغل منصب وكيل محافظة عمران وينتمي لحزب الإصلاح «القرار بأنه يعكس اهتمام الرئيس هادي بعمران وحرصه على حياة أبنائها».

وخاضت جماعة الحوثي التي تتخذ من محافظة صعدة معقلا لها حربا مع الجيش في عمران للمطالبة بإقالة المحافظ السابق محمد حسن دماج المنتمي لحزب الإصلاح إضافة إلى إقالة قائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي المقرب من الجنرال علي محسن. فيما شهدت محافظة إب وسط البلاد خلال الفترة الماضية احتجاجات لشباب الثورة الذين ينتمي أغلبهم لحزب الإصلاح للمطالبة بإقالة المحافظ الحجري بسبب تدهور الأوضاع بالمحافظة. وينتمي المحافظ الجديد لعمران إلى حزب الرئيس هادي المؤتمر الشعبي العام وتقلد الكثير من المناصب الحكومية آخرها وزيرا للثروة السمكية قبل انتفاضة 2011.

في غضون ذلك ناقش رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن أحمد علي الأشول مع قيادة محافظة إب دخول جماعات مسلحة إلى المحافظة. وكشف مصدر رفيع المستوى في محافظة إب جنوب العاصمة صنعاء، أن سيارات تحمل مسلحين دخلت المحافظة خلال الشهر الماضي وتركزت في عدة مديريات أهمها المناطق الحدودية لمديرية فرع العدين. وكان الأشول قال يوم الجمعة إن الحرب على الإرهاب مفتوحة في البلاد وإنه سيجري ملاحقة العناصر الإرهابية أينما وجدت حتى يجري القضاء عليها. وأضاف المصدر أن العناصر المسلحة عبارة عن جماعات يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة عادت إلى المحافظة بعد تضييق الخناق عليها في محافظات أبين وشبوة والبيضاء والتي تدور فيها عمليات واسعة ضد عناصر التنظيم. وأشار المصدر إلى أن محافظة إب هي المحافظة التي تنتمي إليها العناصر المسلحة التي عادت.

من جهة ثانية التقى رئيس منظمة الإنتربول رونالد كي. نوبل، في صنعاء، أمس، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ودعا إلى تقديم مساعدة دولية إلى أجهزة الأمن اليمنية التي تواجه جماعات القاعدة وأعمال القرصنة البحرية. وتطرق نوبل خلال هذه الزيارة الأولى له إلى اليمن إلى إمكان تقديم مساعدة أساسية إلى الشرطة اليمنية تشمل على سبيل المثال وسائل التصوير وأخذ بصمات المجرمين، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المنظمة. وقال رئيس الإنتربول وفق البيان «إن اليمن بحاجة ماسة إلى دعم المجتمع الدولي للسيطرة على مناطقه البحرية ومحاربة الإرهاب».

وقال إن زيارته تأتي بعد الإعلان عن غرق نحو ستين مهاجرا غير شرعي في الحادي والثلاثين من مايو (أيار) الماضي قبالة الشواطئ اليمنية ما عد «أسوأ كارثة بحرية هذا العام في المنطقة». وأشاد نوبل بجهود اليمن في محاربة القرصنة البحرية، مشيرا إلى أن أكثر من 120 قرصانا صوماليا مثلوا أمام القضاء اليمني خلال السنوات القليلة الماضية.

كما ذكر نوبل أيضا بأن المدبر الأساسي عام 2000 للاعتداء في مرفأ عدن على المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» ما أدى إلى مقتل 17 جنديا أميركيا، تمكن من الفرار من سجن عسكري ولا يزال طليقا. وكان حكم على جمال أحمد البدوي بالسجن 15 عاما وهو موضع ملاحقة حاليا من قبل الإنتربول. وختم رئيس الإنتربول قائلا «إن الجرائم التي يواجهها اليمن يوميا مثل الإرهاب والقرصنة البحرية ترتدي طابعا عالميا ومن الضروري أن يحصل على مساعدة هو بأمس الحاجة إليها، وتتراوح بين التكنولوجيا المتقدمة والتجهيزات البديهية مثل مولدات الكهرباء لإبقاء مراكز الشرطة مفتوحة».