مسلحو «داعش» يفجرون الجسر الرابط بين بغداد والفلوجة وخزانات نفط

تقديم موعد عقد مؤتمر الوحدة الوطنية في الأنبار إلى الأحد المقبل

جانب من الدمار الذي خلفه قصف بالمروحيات في سوق بالرمادي أول من أمس (رويترز)
TT

أجهز مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على واحد من أهم الجسور الرابطة بين بغداد ومدينة الفلوجة (50 كلم غرب العاصمة) في وقت أعلنت فيه اللجنة التحضيرية لمؤتمر الوحدة الوطنية في الأنبار عن تقديم موعد عقد المؤتمر إلى منتصف الشهر الحالي بدلا من الـ20 منه.

وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين يشتبه في أنهم من «داعش» فجروا بعبوات ناسفة جسر «بزيبز» الرابط بين عامرية الفلوجة وبغداد. في سياق ذلك، أعلنت قيادة عمليات الأنبار فرض حظر شامل للتجوال في مدينة الرمادي والمناطق المحيطة بها ابتداء من ظهر أمس وحتى إشعار آخر. وجاء فرض الحظر إثر ورود معلومات تفيد بوجود مخطط لتنظيم داعش لاستهداف القوات الأمنية والمدنيين بسيارات ودراجات مفخخة.

من ناحية ثانية، أضرم مسلحون ينتمون إلى «داعش»، أمس، النار بخزانات النفط في مدينة الرمادي، حسبما أفادت به مصادر أمنية. وأوضح المقدم حسين الدليمي من الجيش العراقي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن «مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم داعش أحرقت مستودع النفط الواقع غرب مدينة الرمادي، بعدما سيطروا عليه فجر اليوم (أمس)». وقال إن «المجموعة قتلت اثنين من حراس الموقع الذي يضم خزانا من الجاز والبنزين، بينما انسحب الآخرون بعد مواجهات معهم». وتمكنت قوة من الجيش من استعادة السيطرة على الموقع بعد مواجهات أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش».

وأفاد مسؤول محلي بأن «وزارة النفط سلمت هذا المخزون لتجهيز أصحاب المولدات الأهلية مجانا، لتوفير الطاقة الكهربائية لأهالي المدينة خلال شهر رمضان».

وتأتي هذه التطورات الأمنية في وقت لا يزال فيه تنظيم داعش يحتجز موظفين في جامعة الأنبار، التي اقتحمها مسلحوها، السبت الماضي. وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في تصريح صحافي إن «تنظيم داعش لا يزال مستمرا في احتجاز 15 من موظفي الجامعة داخل المباني التي يتمركز فيها التنظيم»، مشيرا إلى إنه «جرت سرقة 15 مليار دينار عراقي (نحو 14 مليون دولار أميركي) من مبالغ المنح المالية التي خصصت للطلبة في جميع الكليات». وأضاف كرحوت أن «القوات الأمنية تعمل على تطهير المناطق المحيطة بالجامعة والتوجه لاقتحام المباني التي يتمركز فيها عناصر (داعش) وتحرير الرهائن مع ضمان سلامتهم بالدرجة القصوى».

من جهتها، أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الوحدة الوطنية في الأنبار الذي دعا إليه رئيس الوزراء نوري المالكي الأحد المقبل، بدلا من العشرين من الشهر الحالي. وفي هذا السياق، كشف أمير قبائل الدليم الشيخ ماجد العلي السليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك اتصالات تجريها بعض الأطراف مع الشيخ علي الحاتم السليمان (ابن شقيق الشيخ ماجد) بهدف إشراكه في مؤتمر الوحدة الوطنية». وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الاتصالات به قد أثمرت نتيجة، قال السليمان إن «المؤشرات الأولية تؤكد أن هناك استجابة أولية من قبله، ونأمل أن يكون مع أهله وأبناء محافظته لكي نعمل معا على محاربة (داعش) وكل الغرباء الذين أدت أعمالهم إلى تدمير الأنبار ومدنها وتشريد أهاليها وعوائلهم، فضلا عن الخسائر بالأرواح».

وبشأن ما إذا كان المؤتمر سيحقق الأهداف التي يعقد من أجلها، قال السليمان إن «ميزة هذا المؤتمر أنه يشمل الجميع بل أستطيع القول إنه يشمل الخصوم قبل الأصدقاء، والدولة من جانبها أصدرت عفوا شاملا عن الجميع وأسقطت الحق العام عنهم جميعا، وبالتالي فإن المؤتمر بحد ذاته فرصة للمّ الشمل ومداواة الجراح»، لافتا إلى أن «المهمة العاجلة الآن، وهي التي استدعت التعجيل بعقد المؤتمر عن موعده السابق، هي عودة العوائل النازحة إلى ديارها قبل حلول شهور رمضان المبارك، وتعويضهم عما عانوه جراء عمليات التهجير والنزوح».

وبشأن الأسباب التي أدت إلى حدوث الأزمة الحالية، ومنها المظاهرات التي انطلقت في المحافظات الغربية الخمس، وما ترتب عليها من مطالب، قال أمير قبائل الدليم إن «كل هذه الأمور صحيحة وتحتاج إلى نقاش مسؤول، لكن هذا لن يتحقق ما لم يجلس المتخاصمون على طاولة نقاش واحدة ويعرضون ما لديهم، لكي يجري التوصل إلى حلول».