عراقجي: المحادثات الثنائية مع واشنطن ضرورية.. لأننا ندخل في مرحلة جدية

مسؤول إيراني يتوقع حصول تقدم «في الدقيقة التسعين» حين تكون المفاوضات على وشك الفشل

TT

جرى في جنيف أمس، اللقاء الثنائي بين إيران والولايات المتحدة بهدف دفع المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وهو اللقاء الرسمي الأول بين ممثلين أميركيين وإيرانيين خارج جلسات التفاوض مع القوى الست الكبرى المتمثلة في مجموعة 5+1، (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا).

وترأس نائب وزير الخارجية الأميركي بيل بيرنز الوفد الأميركي خلال المفاوضات ترافقه مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان. وحضرت الاجتماع أيضا، هيلغا شميت مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تتفاوض باسم مجموعة 5+1، هذا الاجتماع. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس إن اللقاءات الثنائية أو اللقاءات الجماعية بين إيران والقوى الكبرى ستركز على البرنامج النووي فقط. وأضاف «المفاوضات مع القوى الست صعبة ومعقدة، وينبغي أن تكون مواقف هذه الدول منسجمة، حيث يوجد حاليا أفكار، وآراء مختلفة».

وأشار عراقجي وهو كبير المفاوضين الإيرانيين إلى أن مشاورات أخرى مباشرة بين الوفدين قد تجري في وقت لاحق (مساء أمس). وأكد أن المحادثات مع الولايات المتحدة أصبحت ضرورية حيث إنها دخلت في مرحلة جدية. وأن «القسم الأكبر من العقوبات فرضته الولايات المتحدة». وأضاف «إن معظم العقوبات فرضتها الولايات المتحدة وباقي الدول الست غير معنية» بها. وقال بحسب ما أوردته عنه وكالة الأنباء الإيرانية إرنا الرسمية «أجرينا دائما مباحثات ثنائية مع الولايات المتحدة على هامش مباحثات إيران والقوى الست لكن بما أن المباحثات دخلت مرحلة جدية، نريد إجراء مشاورات منفصلة».

وتهدف هذه المحادثات إلى الإعداد لجلسة التفاوض المقبلة مع مجموعة 5+1 التي تنطلق من 16 إلى 20 يونيو (حزيران) الحالي، في فيينا حيث يأمل الطرفان في البدء بصياغة اتفاق شامل يأملان إبرامه قبل العشرين من يوليو (تموز). وعن دور بيرنز في المفاوضات قال عراقجي «شارك بيرنز في المفاوضات وكان له دور فعال. وآمل أن يكون حضوره أيضا إيجابيا في هذه المفاوضات». وكان بيرنز شارك في مفاوضات سرية عقدت لعدة أشهر في سلطنة عمان بين طهران وواشنطن في 2013 سعيا إلى تحريك المباحثات الرسمية. كما أنه من المقرر تنظيم مباحثات ثنائية مع روسيا الأربعاء والخميس في روما.

وقال سيريس ناصري عضو فريق المفاوضين النوويين بين 2003 و2005 حين كان الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني مكلفا بالمفاوضات «ستجري إيران مفاوضات مع جميع أعضاء مجموعة الست لكن الولايات المتحدة هي العضو الرئيس وأهم محاور لأن الأميركيين هم من يقف وراء كل هذا الهرج والمرج حول برنامج إيران النووي السلمي». وأضاف «كما أن الولايات المتحدة هي من يجب أن تسعى للتوصل إلى حل لتسوية المشكلة.. بالتالي الحديث إلى الولايات المتحدة منطقي وتطور إيجابي».

وانتقد هذا الدبلوماسي السابق المقرب من روحاني «تعنت» الولايات المتحدة التي تتهم إيران بالسعي إلى صنع سلاح ذري، الأمر الذي نفته إيران باستمرار. وأضاف «السؤال الآن هو معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد للقيام بخطوة وقبول حل معقول يكون الطرفان فيه رابحين. أي كلام آخر أن تنتهي من عشر سنوات من الاتهامات التي لا أساس لها ضد البرنامج النووي الإيراني».

وكرر القادة الإيرانيون وضمنهم الرئيس روحاني، في الأسابيع الأخيرة أن إيران لن تتخلى عن حقوقها النووية وخصوصا امتلاك «برنامج إنتاج الوقود النووي» لمحطاتها ومفاعلاتها المستقبلية. لكن بالنسبة لإيران المباحثات تتعلق أيضا ببحث بنود رفع العقوبات الاقتصادية. وقال محمدي لموقع نسيم الإعلامي «إذا حصل تقدم فسيكون في الدقيقة التسعين حين تكون المفاوضات على وشك الفشل».

وقال الخبير الإيراني في الشؤون السياسية، وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور هرميداس باوند لـ«الشرق الأوسط» أمس «يجب ألا ننسى الدور الريادي للولايات المتحدة في هذه المفاوضات، لأن الأميركيين يحددون مسار المفاوضات». وأضاف «أدت معارضة الولايات المتحدة للمفاوضات التي أجراها السيد روحاني في الماضي التي أفضت إلى اتفاق باريس، إلى انهيار الاتفاق. وعلى أثره عزفت بريطانيا عن تأييدها للاتفاق». وتابع باوند «سيكون للمفاوضات بين إيران وروسيا بعد مساند وداعم فقط لإيران، وذلك نظرا للأزمة في أوكرانيا، وتوتر العلاقات الروسية الغربية».