نزوح جماعي من الموصل باتجاه كردستان.. وحكومة الإقليم تدعو مواطنيه إلى مساعدتهم

نيجيرفان بارزاني حمّل بغداد مسؤولية سقوط المدينة.. والبيشمركة تعلن استعدادها لأي طارئ

عائلات نازحة من مدينة الموصل تنتظر عند نقطة عبور إلى إقليم كردستان أمس (رويترز)
TT

دعا نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، مواطني الإقليم إلى مساعدة عشرات الآلاف النازحين من الموصل. كما أعلنت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان أمس الاستنفار العام في قواتها لمواجهة أي هجوم ينفذه مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مناطق الإقليم المحاذية لمحافظة نينوى.

وقال نيجيرفان بارزاني في بيان نشره موقع الحكومة إنه «للأسف وبسبب فشل الجيش والقوات الأمنية العراقية في حماية أهالي مدينة الموصل، سيطرت مجموعات ما تسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة الموصل»، لافتا إلى أنه «على مدى اليومين المنصرمين بذلنا محاولات كثيرة للتنسيق من أجل حماية مدينة الموصل، ولكن للأسف فإن موقف بغداد لم يكن بالشكل الذي يمكننا من بناء هذا التنسيق». ودعا مواطني كردستان إلى مد يد العون لنازحي الموصل، وأضاف: «أدعو مواطني إقليم كردستان إلى تقديم كل ما يمكنهم من عون في إطار الإجراءات القانونية والأمنية، وأن يساعدوا النازحين من أهالي الموصل. كما أدعو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى نجدة النازحين من الموصل»، وطمأن بارزاني في الوقت نفسه مواطني المناطق المتنازع عليها إلى أن قوات البيشمركة في حالة تأهب لحماية مناطقهم.

من جهتها، أشارت وزارة البيشمركة إلى أن قواتها ستتدخل إذا أمر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بذلك، فيما أعلنت محافظة أربيل أنها اتخذت كل التدابير اللازمة لاستقبال النازحين، مؤكدة وفود الآلاف من عائلات محافظة نينوى خلال الساعات القليلة الماضية إلى إقليم.

وقال هلكورد حكمت، مدير الإعلام في وزارة البيشمركة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات البيشمركة في حالة استعداد تام لمواجهة أي طارئ، ولم تتحرك أي قوات نحو الموصل، هناك وجود لقوات البيشمركة في الجانب الأيسر من محافظة نينوى، وهذا الجانب تحت السيطرة التامة وأوضاعه مستقرة، ومسلحو (داعش) يسيطرون على الجانب الأيمن من المحافظة»، مشددا في الوقت ذاته على أن قوات البيشمركة مستعدة من الناحية اللوجيستية والمعنوية لمواجهة أي خطر يحدق بمناطق إقليم كردستان، وحسم الوضع في أي مدينة تناط إليها مسؤوليتها الأمنية.

وتابع حكمت أن قوات الجيش العراقي «تعرضت لانهيار كبير وتترك كل الأماكن التي تهاجمها (داعش)». وأضاف «قوات البيشمركة اضطرت إلى دخول منطقة ربيعة بعد إخلائها من قبل الجيش العراقي ولولا دخول قوات البيشمركة إليها لاحتلت (داعش) هذه المنطقة أيضا». وأضاف حكمت أن «تحرك قوات البيشمركة باتجاه الموصل أو المشاركة في أي عمليات عسكرية في العراق من الناحية القانونية يجب أن تكون من خلال طلب يتقدم به رئيس الوزراء نوري المالكي إلى رئيس الإقليم مسعود بارزاني يطلب فيه تدخل قوات البيشمركة أو أي تنسيق عسكري آخر في العمليات العسكرية في مناطق العراق الأخرى».

وشهدت الموصل حركة نزوح كثيفة باتجاه محافظتي أربيل ودهوك في إقليم كردستان. وأفادت تقارير بنزوح نحو 150 ألف عائلة نحو الإقليم فيما قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إنه «شاهد سيارات تحمل عائلات تفر من المدينة، وسيارات شرطة وآليات للجيش بعضها محترق وأخرى متروكة على الطريق، فيما أغلقت المحلات أبوابها».

في السياق نفسه، بين مدير إعلام وزارة البيشمركة أن الإقليم يقدم التسهيلات اللازمة لاستقبال النازحين وأن قوات البيشمركة قامت من الناحية الإنسانية بالمساهمة في عمليات استقبال النازحين وتقديم المساعدة اللازمة لهم. ومنطقة خازر التي تبعد عن أربيل نحو 50 كلم كانت منطقة لتجمع العائلات النازحة من بطش المعارك في الموصل. وجهزت حكومة الإقليم في هذه المنطقة كافة مستلزمات إيواء النازحين من خيام ومياه شرب وطعام.

وقال محافظة أربيل، نوزاد هادي، لـ«الشرق الأوسط» أثناء تفقده للعائلات النازحة: «هناك تدفق كبير وسريع للنازحين إلى إقليم كردستان، نحن بصدد بناء مخيم لهم هنا، الآن وفرنا لهم المياه والطعام، وعربات إسعاف وكل المستلزمات اللازمة، وأدخل عدد منهم إلى داخل الإقليم، لكن هناك تدفقا مستمرا باتجاه أربيل ودهوك». وأشار إلى أن حكومة الإقليم تبذل ما بوسعها من أجل توفير الظروف اللازمة للنازحين من الموصل.

وفي الإطار ذاته قال رزكار مصطفى قائمقام قضاء خبات في محافظة أربيل القريب المحاذي لحدود محافظة نينوى لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد تدهور الأوضاع الأمنية في الموصل، نزحت آلاف العائلات إلى محافظة أربيل، وعلى طول الطريق بين أربيل والموصل نرى طوابير طويلة من سيارات العائلات النازحة، وهذا الازدحام يتسبب في مشكلة كبيرة لمراكز قوات الآسايش ونقاط التفتيش، لأنهم قادمون من أماكن تعيش حالة حرب، لذا يجب في الأول التأكد منهم ومن أوراقهم ومن ثم السماح لهم بدخول الإقليم».

وحول كيفية نزوحهم من الموصل، قال المواطن عبد الرحمن أحمد لـ«الشرق الأوسط»: «انهارت الموصل بشكل تام لم يبق من يحميها، القوات الأمنية تركت مواقعها بسرعة، وتعرضنا إلى قصف شديد من قبل المسلحين بقذائف الهاون، فيما بعد شهدنا عناصر تنظيم (داعش) يصولون ويجولون في المدينة، وبعضهم كان لا يتقن اللغة العربية، فتركنا المدينة هربا من بطش الحرب وجئنا إلى مناطق الإقليم الآمنة».

بدورها، قالت أمينة إبراهيم أثناء فرارها من المدينة مع أولادها الصغار «الموصل مثل الجحيم.. نار وتشتعل. ضيعت زوجي الذي مات في انفجار قنبلة العام الماضي ولا أريد أن يلحق به أبنائي».