مساع دولية وعربية لوضع مبادئ تحكم العملية السياسية في ليبيا

وزير الخارجية المصري التقى المبعوثين الأميركي والعربي بشأن الأزمة

وزير الخارجية المصري نبيل فهمي خلال لقائه السفير ديفيد ساترفيلد مبعوث الولايات المتحدة إلى ليبيا في القاهرة أمس (ا.ف.ب)
TT

في تطور جديد حول تداعيات الموقف في ليبيا، التقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي كلا من المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا السفير ديفيد ساترفيلد، وأيضا المبعوث العربي ناصر القدوة، كلا على حدة، لبحث الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، حيث شرح المبعوث الأميركي موقف بلاده تجاه هذه التطورات والتنسيق القائم بينه وبين المبعوثين الإقليميين والدوليين، كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وغيرهم من ممثلي الدول المؤثرة، وذلك بهدف الاتفاق على مجموعة من المبادئ الأساسية التي يتعين أن تحكم العملية السياسية في ليبيا، مستندة إلى نبذ العنف والإرهاب، وتمكين الحكومة الليبية من فرض سيطرتها وتحقيق المصالحة وتقاسم السلطة والثروة بين أبناء الوطن الليبي.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بأن فهمي استعرض مع ساترفيلد بشكل مفصل عناصر الموقف المصري تجاه الوضع في ليبيا، والقلق الشديد إزاء تصاعد العنف والتطرف، وضرورة التصدي للإرهاب ونبذ العنف وجمع السلاح، وأهمية الاحتكام للحوار من جانب الأطراف الليبية المختلفة والوقوف إلى جانب إرادة الشعب الليبي والحفاظ على وحدة ترابه الوطني، والتعاون المشترك لضبط الحدود بين ليبيا وجيرانها.

وشرح الوزير فهمي نتائج الاجتماعين الوزاريين لدول الجوار لليبيا، اللذين عقدا في الجزائر حول الأوضاع في ليبيا، وما تمخض عنهما من نتائج تتسق مع عناصر الموقف المصري، فضلا عن تناول نتائج الاتصالات الإقليمية والدولية التي أجراها فهمي في هذا الشأن. وشدد فهمي على ضرورة التنسيق الكامل والتشاور المسبق من جانب المجتمع الدولي مع دول الجوار الجغرافي لليبيا، باعتبار أن الأخيرة لها الدور الرئيس في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني بالتعاون الكامل مع السلطات الليبية، وتمكينها من فرض سيطرتها على الأراضي الليبية، خاصة أن ما يحدث هناك يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي لدول الجوار الجغرافي لليبيا ومن بينها مصر.

وعلى صعيد ذي صلة، التقى فهمي ناصر القدوة مبعوث الأمين العام للجامعة العربية لدى ليبيا، حيث تناول معه جهود الجامعة العربية في تحقيق الاستقرار في ليبيا. وذكر المتحدث القدوة أنه نقل إلى فهمي نتائج الاتصالات التي أجراها مع الدول العربية ودول الجوار الجغرافي لليبيا، وأن فهمي كرر خلال اللقاء قلق مصر البالغ من تصاعد زيادة وتيرة التطرف والعنف في ليبيا، وانتشار الأسلحة في أيدي جماعات خارجة عن إطار الحكومة الليبية، مجددا التأكيد على أن مصر سوف تبذل قصارى جهدها للحفاظ على وحدة ليبيا.

وقال المتحدث إن فهمي أوضح للقدوة أن دول الجوار الليبي تعاني وسوف تستمر في المعاناة في حالة استمرار الوضع في ليبيا على ما هو عليه أو في حالة تدهوره، مشددا على ضرورة وضع خطة عمل تتضمن اتخاذ خطوات لضبط الحدود وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، مشيرا إلى أهمية الاجتماع المقبل لدول الجوار خلال صيف هذا العام حول الأمن في ليبيا وضبط الحدود، وأهمية تقديم الدعم الكامل للمبعوث العربي للاضطلاع بمهمته والمساهمة في تسوية الأزمة المتفاقمة في ليبيا.