أوكرانيا تريد إقامة ممرات إنسانية للمدنيين وإنهاء الحرب خلال أيام

موسكو ترحب بخطط الرئيس الجديد في كييف.. وبرلين تتحدث عن أجواء جديدة حلت مكان التصعيد

وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي (يمين) ونظيراه الروسي سيرغي لافروف (وسط) والألماني فرانك - فالتر شتاينماير (يسار) أثناء اجتماعهم لمناقشة الأزمة الأوكرانية في سان بطرسبورغ أمس (إ.ب.أ)
TT

أمر الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو أمس بإقامة ممرات إنسانية في الشرق الانفصالي يمكن أن تؤدي إلى تطبيق خطته الهادفة إلى إنهاء قرابة شهرين من القتال بحلول نهاية الأسبوع الحالي، في مبادرة لاقت ترحيبا روسيا. وجاء هذا فيما رأى وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير أن كل الأطراف الأوكرانية باتت «مستعدة» للتحرك من أجل وقف التصعيد. وقال شتاينماير في ختام محادثات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في سان بطرسبورغ «لاحظت أن كل الأطراف مستعدة للتحرك من أجل وقف تصعيد الأزمة في أوكرانيا. لا أقول إننا توصلنا إلى حل للأزمة لكن أجواء جديدة حلت محل التصعيد».

ومن جهته، رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقرار الرئيس الأوكراني إقامة ممرات إنسانية في شرق البلاد حيث يشن الجيش الأوكراني حملة عسكرية لمواجهة التمرد المسلح للموالين لروسيا. وسبق أن طالبت موسكو بإقامة هذه الممرات. وقال لافروف «نرحب بهذا القرار. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح»، مضيفا أن «روسيا مستعدة لدعم أي قرار يؤدي إلى حل سلمي للأزمة». وأضاف لافروف «مهما كانت التفسيرات المختلفة للأحداث، من الضروري اليوم التركيز على الوقف غير المشروط لحمام الدم وبدء حوار يشمل كل المناطق في أوكرانيا».

يذكر أن مبادرة بوروشينكو المدعوم من الغرب تلبي طلبا أساسيا قدمته موسكو وتساهم في تبديد القلق لدى المجموعات المدافعة عن حقوق الإنسان إزاء استخدام كييف الدبابات وسلاح الجو في مناطق ذات كثافة سكانية من أجل قمع الانفصاليين الموالين لروسيا.

لكن الملياردير الأوكراني لم يوافق على طلب الكرملين السماح بوصول مساعدات روسية إلى الشرق الأوكراني، لأن كييف تخشى أن يجري خلال ذلك نقل أسلحة إلى المتمردين. وقال مكتب بوروشينكو في بيان «من أجل تجنب سقوط ضحايا جدد في منطقة عملية مكافحة الإرهاب، أمر الرئيس الوزراء المعنيين بتأمين كل الظروف اللازمة للمدنيين الراغبين في المغادرة». وطلب الرئيس الجديد أيضا من حكومته تأمين وسائل نقل وإمدادات أغذية ومواد طبية للمسؤولين المحليين ليتمكنوا من مواجهة تدفق النازحين في أقسام أخرى من أوكرانيا. وكان بوروشينكو كشف الأحد الماضي عن خطط لوقف حركة تمرد أوقعت أكثر من 200 قتيل وهزت أسس الجمهورية السوفياتية السابقة، مع اختتام أول أسبوع له في السلطة. وتأتي مبادرة السلام بعد أول لقاء في إطار سلسلة اجتماعات يومية مرتقبة مع سفير موسكو في كييف وممثل من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتشمل المفاوضات التي يجريها بوروشينكو مع الكرملين بذل جهود من أجل تجنب وقف إمدادات الغاز الروسي الذي يمكن أن يؤثر على أوروبا ويغرق الاقتصاد الأوكراني المتداعي في انكماش أكبر.

وانتهت جولة حاسمة من محادثات الغاز التي تجري برعاية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أول من أمس دون التوصل إلى اتفاق لكن الطرفين سيلتقيان مجددا اليوم الأربعاء لإجراء مشاورات إضافية. وقال المفوض الأوروبي للطاقة غونتر أوتينغر بعد مفاوضات مع ممثلين عن الطرفين إنه «جرى بحث كل النقاط» و«جرى اقتراح حلول». وأضاف «لدينا أسئلة لا تزال مطروحة ومواقف متباينة»، مشيرا إلى أن «على الطرفين التشاور مع حكومتيهما وقادتهما».

من جهته قال وزير الطاقة الأوكراني «لم نتوصل إلى اتفاق ولم نتقدم لكن هناك خبرا سارا هو أن المفاوضات ستتواصل. نريد حلا شاملا يوجد تسوية لمسألتي سعر الغاز وتسديد الديون لكن لا يمكننا القبول بآلية احتساب الأسعار التي اقترحتها مجموعة (غازبروم)». وأكد «نريد سعرا عادلا يقوم على سعر السوق».