مقتل إمام مناهض لـ«الجهاديين» في مومباسا الكينية

الشيخ إدريس كان يرأس مجلسا يدعو للحوار بين الأديان ومع السلطات

الشيخ محمد إدريس (أ.ف.ب)
TT

قتل عالم دين مسلم اشتهر بمعارضته للتفسيرات الدينية التي يتبناها المتشددون و«الجهاديون»، بالرصاص قرب مسجد على الساحل الكيني يوم أمس. ولقي الشيخ محمد إدريس (64 عاما) حتفه بعدما تعرض لإطلاق نار أثناء توجهه لصلاة الفجر في أحد مساجد مومباسا، ثاني كبرى المدن الكينية.

وقال قائد شرطة مومباسا نيلسون مارو إن مسلحين مجهولين كانوا يركبون دراجة أطلقوا عليه النار في بطنه. وأضاف أن الشيخ إدريس «توفي وهو في طريقه للمستشفى. الآن لا يمكن أن نحدد الجهة المسؤولة عن الجريمة، لكننا بدأنا تحقيقات». ومن جهته، قال محمد سعيد أحد المقربين من الضحية «فتحت له الباب وسمعت عيارين ناريين فور خروجه من المنزل. خرجت ووجدته ممددا على الأرض. كان القتلة بانتظاره بالتأكيد».

وكان الشيخ محمد إدريس قال إنه يخشى على حياته بعدما تعرض لهجوم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من قبل نحو مائة شاب من متشددين سيطروا في نهاية الأمر على المسجد. وكان إدريس يترأس «مجلس الأئمة والدعاة في كينيا» وهي منظمة غير حكومية مسلمة تدعو إلى الحوار بين الأديان ومع السلطات الكينية. كما كان يؤم الصلاة في مسجد سكينة في مومباسا الذي سيطر عليه متشددون في الآونة الأخيرة. ويقع مسجد سكينة بالقرب من جامع موسى الذي يعد معقل المتشددين دينيا في كينيا حيث تتهم السلطات القائمين عليه بتحويله إلى مركز لحركة الشباب الصومالية المتشددة، وللحملات الدعائية والتجنيد للجهاد في الصومال حيث يخوض الجيش الكيني معارك منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2011.

وقال مسؤول الشرطة المحلي روبرت كيتور «كان هناك صراع على السلطة في مسجد سكينة حيث كان من المفترض أن يعين إدريس شيخا، وكان الصراع بين أنصاره ومجموعة متطرفة تعارضه». وتوعد الرئيس اهورو كياتا «بتعقب القتلة ومحاسبتهم». وقال الرئيس في بيان إن «الشيخ إدريس كان في واجهة القتال ضد جر الشباب إلى التطرف، وبالتالي فإن مقتله يعد ضربة كبيرة لجهود البلاد لوقف التطرف الديني». وقال علي إدريس شقيق الإمام القتيل «لا نستطيع أن ننتقم. الله سيعاقب القتلة».

والشهر الماضي دعت العديد من الدول الغربية مواطنيها إلى عدم السفر دون ضرورة إلى مدينة مومباسا الساحلية التي تشهد سلسلة من التفجيرات والاشتباكات المسلحة. ويفيد إحصاء نشر في الآونة الأخيرة بأن عددا من الدعاة المسلمين قتلوا في السنوات الأخيرة على الساحل الكيني الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه في بلد 80 في المائة من سكانه مسيحيون.