اليمن في ظلام دامس جراء انقطاع الكهرباء كليا إثر هجومين مسلحين

لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن تصل إلى صنعاء للوقوف على التطورات

TT

عاش اليمن أمس يوما مظلما بعد أن أعلنت وزارة الكهرباء انقطاع التيار بشكل تام على كامل الأراضي اليمنية، إثر هجوم على خطوط لنقل الطاقة، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

وذكرت الوزارة أن «المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية خرجت بكاملها عن الخدمة بما فيها محطة مأرب الغازية (في وسط البلاد) بعد تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية (بين) مأرب وصنعاء لاعتداء تخريبي صباح أمس في منطقة جهم بمحافظة مأرب». وقال مصدر مسؤول في الوزارة لوكالة الأنباء اليمنية إن «الاعتداء الذي نفذه المخربون جاء بعد أقل من ست ساعات من اعتداء آخر نفذه ذات المخربين في نفس المنطقة في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس. وبحسب المصدر فإن الفرق الهندسية قامت بإصلاح الأضرار الناجمة عن الهجوم الأول، «وبعد لحظات من عملية الإصلاح قام المسلحون بضرب خطوط نقل الطاقة مرة ثانية باستخدام الرصاص الحي في نفس المنطقة».

وهجوم أمس هو الثالث من نوعه في هذه المنطقة منذ بداية يونيو (حزيران)، وغالبا ما تتعرض المنشآت الكهربائية والنفطية في مأرب لعمليات تخريب تنسب بغالبيتها إلى القبائل. وأكد سكان في صنعاء أن العاصمة تعاني منذ أسابيع من أزمة حادة في المحروقات، بينما تصطف السيارات في طوابير أمام محطات الوقود. وفي العادة يحصل اليمنيون على ثماني ساعات من الخدمة الكهربائية، بسبب شح المشتقات النفطية لمحطات التحويل الكهربي، ونسبة لهجمات المخربين.

وبحسب المصدر فإن الفرق الهندسية قامت صباح أمس بإصلاح أضرار الاعتداء الأول وبعد لحظات من عملية الإصلاح قام المسلحون بضرب خطوط نقل الطاقة مرة ثانية باستخدام الرصاص الحي في نفس المنطقة. وأكد المصدر أن «المخربين» ما زالوا يرفضون السماح للفرق الهندسية التابعة لمؤسسة الكهرباء بإصلاح خطوط النقل المتضررة.

من جهة ثانية قتل مسلح يشتبه بأنه من تنظيم القاعدة جنديا في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية، ما يرفع عدد القتلى في تلك المدينة إلى ثلاثة خلال الأيام القليلة الماضية. وقتل الجندي بعد إطلاق النار عليه عند نقطة عسكرية في مدينة الحوطة، بحسب مصدر أمني. وتصاعد التوتر في الحوطة منذ موجة من الاعتقالات التي استهدفت مسلحين يشتبه بأنهم من القاعدة، وأدت إلى هجوم على مركز للشرطة الأحد، حيث كانوا يحتجزون، ما أسفر عن مقتل جندي. وفي أواخر أبريل (نيسان) شن الجيش اليمني هجوما بريا على تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة. وقال قادة الجيش إنهم قتلوا أكثر من 500 مسلح، إلا أن تنظيم القاعدة أعاد تجميع صفوفه في الجبال وفي المحافظات المجاورة. وقتل مدني بنيران مسلح من القاعدة في الحوطة أول من أمس.

من جهة ثانية وصل وفد لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي أمس إلى صنعاء، للوقوف على آخر التطورات، قبل رفعها لتقرير للمجلس، عن الجهات المعرقلة للعملية السلمية في اليمن. وكان مجلس الأمن قد شكل هذه اللجنة في فبراير (شباط) الماضي، لتقييم الأوضاع وكشف الجهات المعرقلة للعملية السياسية، قبل توقيع عقوبات قد تصل إلى تجميد الأرصدة والمنع من السفر. والتقى أعضاء اللجنة أمس وزير الخارجية أبو بكر القربي لبحث التطورات.