الـ«ناتو» لا يريد دورا في العراق وتقارير عن إطلاق المختطفين الأتراك

لافروف: ما يحدث يثبت فشل المغامرة الأميركية ـ البريطانية

TT

دعا فريد ياسين سفير العراق لدى فرنسا مجلس الأمن الدولي، أمس، إلى الموافقة على تقديم مساعدة عسكرية إضافية للعراق تشمل دعما جويا وطائرات من دون طيار، بينما قال الأمين العام لحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فو راسموسن أمس إنه لا يرى دورا للمنظمة في العراق، بعد أن سيطر متشددون إسلاميون على مساحات كبيرة من الأراضي في البلاد، وأخذوا 80 رهينة تركية.

وأضاف في مؤتمر صحافي في مدريد: «ندعو الخاطفين للإفراج عن المخطوفين فورا. لا يوجد شيء يبرر هذا العمل الإجرامي، ولا أرى دورا لحلف الأطلسي في العراق.. ولكن نحن بالطبع نتابع عن كثب، وندعو جميع الأطراف إلى وقف العنف». وجاءت هذه التصريحات بعد أن عقد سفراء من حلف شمال الأطلسي اجتماعا طارئا بطلب من تركيا، أول من أمس (الأربعاء)، لبحث الموقف.

وفي أنقرة قال مسؤولون أمس إن تركيا تتفاوض لإطلاق سراح 80 مواطنا تركيا يحتجزهم مسلحون إسلاميون في مدينة الموصل بشمال العراق. وقال المسؤولون إنه لا يمكنهم تأكيد تقارير إطلاق سراح بعض الرهائن.

وقال مسؤول تركي: «ثمة تقارير في وسائل الإعلام عن إطلاق سراح مواطنينا لكن لا يمكننا تأكيد هذه التقارير في هذه المرحلة.. نجري مفاوضات منذ أمس لتأمين مواطنينا، ولا تزال المفاوضات جارية».

وكانت صحيفة «يني شفق» الموالية للحكومة قالت إن الرهائن، ومن بينهم دبلوماسيون وأطفال وقوات خاصة، أطلق سراحهم، وسيُنقلون إلى تركيا في وقت لاحق، أمس.

وقال جيتين نوح أوغلو رئيس اتحاد النقل الدولي التركي لـ«رويترز» إن 31 من الرهائن، وهم مجموعة من سائقي الشاحنات، كانوا يحتجزون في محطة كهرباء أطلق سراحهم لكنهم فيما يبدو محاصرون في الموقع بسبب انعدام الأمن في الموصل، بعدما استولى عليها مسلحون إسلاميون.

وفي وقت سابق، أمس، قال وزير العدل التركي بكير بوزداج إن الحكومة لا تسعى لأي تفويض جديد لشن عملية عسكرية داخل العراق، بعدما احتجز جهاديون 80 مواطنا تركيا.

وينقضي أجل التفويض البرلماني الذي يسمح لتركيا بشن عمليات عسكرية عبر الحدود في العراق في أكتوبر (تشرين الأول). وكان التفويض يهدف إلى تمكين أنقرة من شن هجمات على قواعد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أن تقدم المتمردين الإسلاميين في العراق يهدد وحدة وسلامة أراضي العراق، ويشكل فشلا «تاما» للتدخل الأميركي والبريطاني في هذا البلد.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية «إيتار تاس» إن «ما يحدث في العراق يعكس الفشل التام للمغامرة التي قامت بها أولا الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم فقدتا السيطرة عليها نهائيا». وأضاف: «قبل 11 سنة، أعلن رئيس الولايات المتحدة انتصار الديمقراطية في العراق، ومنذ ذلك الحين تدهور الوضع بشكل كبير». وقال: «حذرنا منذ فترة طويلة من أن المغامرة التي أطلقها الأميركيون والبريطانيون ستنتهي بشكل سيئ»، مشيرا إلى أن موسكو ليست مسرورة الآن «بأن توقعاتها صدقت».

وأضاف لافروف أن «وحدة العراق مهددة. هناك انفجار للإرهاب لأن قوى الاحتلال لم تعطِ عمليا أي انتباه للعملية الداخلية، ولم تقم بشيء من أجل إجراء حوار وطني»، وقال: «نعرب عن تضامننا مع السلطات العراقية، وعلى الشعب العراقي استعادة السلام والأمن في بلاده، ولكن تصرفات شركائنا الغربيين تثير كثيرا من التساؤلات».