الأفغان يختارون رئيسهم اليوم ونشر 400 ألف عسكري لتأمين الاقتراع

الدور الثاني من السباق الرئاسي ينحصر بين عبد الله عبد الله وأشرف غني

الشرطة الأفغانية تستعد للانتشار في كابل أمس عشية الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية (أ.ب)
TT

يتوجه الناخبaون الأفغان إلى مراكز الاقتراع اليوم للمرة الثانية في غضون عشرة أسابيع، لانتخاب رئيس يتولى السلطة، مع استعداد القوات الأجنبية للرحيل، بعد قرابة 13 عاما على اندلاع حرب، لم تحسم نتيجتها بعد. ولم يتمكن أي من المرشحين الثمانية الذين خاضوا الدورة الأولى من الانتخابات في 5 أبريل (نيسان) الماضي، من الفوز بأكثر من 50 في المائة من الأصوات، وتعين بالتالي تنظيم دورة ثانية اليوم بين المرشحين اللذين حازا أعلى نسبة من الأصوات، وهما وزير الخارجية الأسبق عبد الله عبد الله، ووزير المالية الأسبق أشرف غني. وسيخلف الفائز في اقتراع اليوم الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي الذي لا يتيح له الدستور خوض الانتخابات لفترة ولاية ثالثة، في المنصب.

وكان عبد الله القائد السابق في التحالف الشمالي المناهض لطالبان حصل على نسبة 45 في المائة من الأصوات في الدورة الأولى، بينما حصل عبد الغني على 31.6 في المائة. لكن عبد الغني المنتمي لقبائل البشتون سيحصل فيما يبدو على مزيد من أصوات البشتون، التي كانت منقسمة بين مرشحي الدورة الأولى. وينتمي عبد الله جزئيا إلى البشتون، لكنه محسوب بشكل أكبر على أقلية الطاجيك العرقية.

وعشية تنظيم الاقتراع، وضعت قوات الأمن في حالة تأهب لمنع أي محاولة اعتداء قد تشنها حركة طالبان، التي كانت هددت بعرقلة العملية الانتخابية. وخلال الدورة الأولى من الانتخابات، لم تتمكن طالبان، على رغم الهجمات الكثيرة، من منع المشاركة الكبيرة التي أشادت بها المجموعة الدولية.

وقال الجنرال شير محمد كريمي، في تصريح صحافي بكابل، أمس: «نأمل في أن تتسم تدابيرنا الأمنية بفاعلية تفوق فعاليتها في الدورة الأولى». وأضاف أن القوات الأمنية موجودة «في حالة استنفار قصوى». وأوضح أن «العدو مني بهزيمة نكراء المرة الماضية، ولذلك توعد بالتشويش على الدورة الثانية».

وأمر الرئيس كرزاي أيضا قوات الأمن بالبقاء على الحياد خلال الانتخابات، وتعهدت السلطات الانتخابية بمكافحة التزوير الذي شاب الانتخابات الرئاسية السابقة في 2009. وقال الجنرال محمد ظاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع إن نحو 400 ألف جندي وشرطي وعنصر في أجهزة الاستخبارات يشاركون في التدابير الأمنية، لحماية انتخابات اليوم.

ونجا المرشح عبد الله عبد الله الأسبوع الماضي من هجوم انتحاري استهدف موكبه، وأسفر عن 12 قتيلا في العاصمة كابل. وفي بيان صدر في 2 يونيو (حزيران) الحالي، خاطبت حركة طالبان الناخبين بقولها: «من مصلحتكم أن تبقوا بعيدين عن مراكز التصويت يوم 14 يونيو (حزيران) 2012، إذا أردتم أن لا تُقتلوا أو تُصابوا».

ومن المتوقع أن تدوم عملية فرز الأصوات أكثر من أسبوعين، إذ إن النتائج الأولية ستُعلن في 2 يوليو (تموز) المقبل، تعقبها مرحلة تلقي الطعون قبل إعلان النتائج النهائية في 22 يوليو.