السيسي يقود ماراثون للدراجات ويدعو المواطنين للحد من استهلاك الطاقة

قال إن بلاده لن تبنى إلا بالاعتماد على المصريين

الرئيس السيسي يقود مئات المصريين خلال ماراثون للدراجات أقيم في القاهرة، يهدف لزيادة وعي المواطنين للحد من استهلاك الطاقة (رئاسة الجمهورية)
TT

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مواطني بلاده، أمس (الجمعة) خلال ماراثون دراجات أقيم تحت رعايته وشارك فيه بنفسه، إلى استخدام الدراجات والمزيد من المشي بغرض الحد من استهلاك الطاقة التي تدعمها الدولة بمليارات الدولارات سنويا، وجدد رهانه على ما سماه «الطاقة الذاتية للمصريين».

وقاد السيسي، الذي أدى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد قبل أسبوع، مرتديا الملابس الرياضية، المئات من الشباب الجامعيين وطلاب من أكاديمية الشرطة وطلاب الكلية الحربية، بمشاركة فنانين وإعلاميين، ماراثون للدراجات امتد لمسافة 19 كيلومترا، وانطلق من الكلية الحربية شرق القاهرة، في ساعة مبكرة من صباح أمس، معتبرا أن دعوته محاولة لتأكيد وحدة الشعب المصري، ولحث المصريين على دعم اقتصاد بلادهم.

وقالت الرئاسة، في بيان لها أمس، إن الرئيس السيسي وصل في الخامسة والنصف من صباح الجمعة إلى منطقة انطلاق الماراثون، حيث كان في استقباله رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وعدد من الوزراء.

وأوضح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس ألقى كلمة قبل بدء الماراثون، رحب فيها بجميع المشاركين، متناولا رمزية التجمع حول هدف واحد يحمل معاني الوحدة وعدم الاختلاف ويتسع لمشاركة جميع أبناء الوطن، مشيرا إلى أهمية أن يقف المصريون جنبا إلى جنب، وأن يتحابوا ويتجمعوا على قلب رجل واحد من أجل المستقبل.

وقالت الحكومة المصرية قبل أيام إنها أنفقت نحو 170 مليار جنيه (24 مليار دولار) من ميزانية الدولة في دعم الطاقة خلال السنة المالية التي تنتهي بنهاية الشهر الحالي، مشددة على أنها تعتزم تخفيض الدعم في العام المقبل إلى 104 مليارات جنيه، في مسعى لخفض عجز الموازنة ليصل إلى 14 في المائة من الناتج المحلي بحلول العام المقبل.

وتعد أسعار الطاقة في مصر من بين الأرخص في العالم. ووجدت الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد صعوبات متزايدة أمام خفض دعم الطاقة خشية اندلاع احتجاجات، في دولة يقبع نحو 40 في المائة من سكانها تحت خط الفقر.

وأشار السيسي في كلمته قبل انطلاق الماراثون إلى أن المنظمين حددوا مسافته كمتوسط للمسافات التي يقطعها المصريون يوميا من منازلهم إلى أعمالهم أو جامعاتهم، لافتا إلى ما يمكن أن يمثله تطبيق ذلك من ترشيد وتوفير لموارد الدولة، معربا عن ثقته في أنه في يوم من الأيام سيكتب التاريخ أن كل المصريين تحملوا تكلفة بناء الوطن.

وقال السيسي: «حضرتك لو راكب سيارة سوف تدفع تقريبا أربعة جنيهات في الـ20 (أو) 25 كيلومترا تلك (مسافة الماراثون) ومصر سوف تدفع ثمانية جنيهات.. يعني أنا إذا تمشيت إن كنت أقدر أو لقيت وسيلة مثل هذه (دراجة) يبقي أنا في هذا اليوم أعطي مصر 16 جنيها».

وأضاف في الكلمة التي أذاعتها وسائل الإعلام الرسمية والخاصة: «طيب حين يكون فيه (هناك) معي 3000 يعملوا كده يبقي في اليوم بكام. أنا قلت على مشوار واحد مش كل المشاوير. نعم لن تبنى بلدنا بغير هذا».

ويعول الرئيس السيسي كثيرا، على ما يبدو، على مشاركة واسعة من المصريين في تخفيض استهلاك الطاقة. وخلال فترة الدعاية في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أواخر الشهر الماضي، وفاز فيها بنسبة تجاوزت 96 في المائة، دعا السيسي المواطنين إلى استخدام «اللمبات الموفرة» لمواجهة نقص الوقود الذي تسبب خلال العامين الماضيين في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في البلاد.

وبشكل كبير يعتمد توليد الكهرباء في مصر على الغاز الطبيعي الذي يوجد نقص فيه بعد أن أرجئت القرارات المتصلة بالسياسات الاستثمارية طويلة المدى بشكل متكرر لأسباب مختلفة، بينها ثلاث سنوات من الاضطراب السياسي والانتفاضات في المنطقة العربية.

وأشارت الرئاسة إلى أنه عقب انتهاء الماراثون، ألقى عدد من المشاركين من الطلاب والفنانين كلمات عبروا فيها عن المعاني والقيم التي يمثلها لهم هذا الحدث وتطلعهم للمشاركة في بناء مصر الجديدة.