تراجع عمليات «داعش» بدير الزور.. و«المرصد السوري» يرجح ترقبه إمدادات من العراق

فصائل المعارضة تواجه صعوبة في إخلاء جرحاها بعد إقفال منافذ عاصمتها

مواطنون سوريون وسط أنقاض لمباني منهارة تم قصفها ببراميل متفجرة من قبل قوات النظام في حي الفردوس بحلب أمس (رويترز)
TT

تواجه كتائب المعارضة السورية صعوبات كبيرة في إجلاء جرحاها من مدينة دير الزور، بشرق سوريا، بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) قبل أيام على مدخل المدينة الوحيد الذي كان مفتوحا أمامها، في حين أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس توقف المواجهات التي يخوضها هذا التنظيم مع كتائب المعارضة منذ 4 أيام.

«المرصد» أفاد عن مقتل عنصر من الكتائب الإسلامية وإصابة 34 عنصرا من الكتائب المقاتلة المعارضة بجروح، بعضهم في حالة خطرة وحياتهم مهددة بالخطر، وذلك بسبب إغلاق «الدولة الإسلامية» جسر السياسية، المعبر الوحيد لنقل الجرحى خارج المدينة التي هي العاصمة الإدارية لمحافظة دير الزور المتاخمة للعراق. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أمس، إن عناصر «داعش» لا يقاتلون منذ أربعة أيام، ولا يوجد إلا بعض المناوشات إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب. ولم يستبعد عبد الرحمن أن يكون التنظيم «ربما تفاوض على هدنة مع كتائب المعارضة المنافسة في سوريا على الرغم من أنه ما زال يضرب حصارا على أجزاء من مدينة دير الزور حيث يتحصّن مقاتلو جبهة النصرة أيضا»، مرجحا أن يكون عناصره بانتظار الحصول على إمدادات أسلحة من الجانب العراقي.

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد بدأ هجوما مباغتا في العاشر من شهر مايو (أيار) الماضي على مناطق عدة في شمال العراق وغربه، وتمكن من السيطرة على محافظة نينوى ومناطق كثيرة في محافظتي صلاح الدين وديالى بجانب وجوده في محافظة الأنبار، تزامنا مع توقف المعارك في الجانب السوري، وفق ما أكده المرصد السوري أمس.

ميدانيا، في هذه الأثناء، يخوض مقاتلو المعارضة السورية في دير الزور معارك على جبهتين: الأولى تتركز داخل المدينة مع قوات النظام، والثانية في ريفها الشمالي مع مقاتلي «داعش». وفي حين تسيطر القوات النظامية على غالبية مداخل المدينة والمناطق المحيطة، باستثناء مدخل جسر السياسية، يحاصر مقاتلو «داعش» تقريبا المناطق التي يتمركز فيها مقاتلو المعارضة في دير الزور. ولقد تمكن تنظيم «داعش» في الأيام الأخيرة من الحصول على أسلحة واليات عسكرية من تشكيلاته في العراق، عبر منطقة الهول الحدودية، جنوب شرقي محافظة الحسكة، إلى الشمال الشرقي من دير الزور، حيث لا توجد فيها معابر رسمية. ويقول المرصد السوري إن «السواتر الترابية الموجودة على الحدود في المنطقة قد أزيلت وفتحت معابر غير قانونية يمر السلاح عبرها بشكل يومي».

هذا، وأظهرت صور نشرها مؤيدو التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي معدّات عسكرية تشمل عربات من نوع همفي، الأميركية الصنع يجري نقلها. ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن ماثيو هنمان، رئيس مركز دراسات الإرهاب والتمرد في مجلة «جينز»، إشارته في تقرير، إلى أن «استيلاء داعش على أراض عراقية على امتداد الحدود السورية، سيعطي التنظيم حرية حركة أكبر لنقل الرجال والعتاد عبر البلدين». وأردف أن «الأسلحة الخفيفة والثقيلة والعربات العسكرية والأموال التي استولى عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أثناء اجتياحهم للموصل ستنقل إلى المناطق الصحراوية في شرق سوريا الذي يستخدمه التنظيم في إطلاق هجماته».

من ناحية أخرى، كان المجلس العسكري الأعلى في «الجيش السوري الحرّ» قد طالب مطلع الأسبوع، الدول الصديقة للمعارضة السورية بدعم فصائله المقاتلة في محافظة دير الزور لمواجهة «داعش»، كما طالبها باعتبار محافظة دير الزور «منطقة منكوبة». وفي سياق متصل، أطلق ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس شعار «دير الزور تستغيث» في يوم الجمعة الذي دأبت فيه المعارضة إجمالا على الدعوة إلى اعتصامات ومظاهرات تحت شعارات مختلفة كل أسبوع لدعم مطالبها.

وفي أنحاء أخرى من سوريا، أعلنت فصائل إسلامية وأخرى تابعة لـ«الجيش الحرّ» تشكيل «غرفة عمليات صدى الشهباء» في ريف محافظة حلب الشمالي، وتضم كتيبة «فرسان الشريعة»، و«لواء أحرار سوريا»، و«لواء النصر»، وكتائب «سيوف الشهباء»، وتجمّع «كتائب سيوف الله الأحرار»، وكتيبة «الشهيد محمد صطوف». وقالت، في بيان مصوّر بثّ على موقع «يوتيوب»، إنها «ستعمل على استهداف مواقع لميليشيات عراقية ولبنانية في مدينتي نبّل والزهراء الشيعيتين، وذلك ردا على قصف قوات النظام للمدنيين في حلب وريفها»، داعية «المدنيين في نبّل والزهراء إلى نبذ الميليشيات المستهدفة». وفي محافظة حلب أيضا، قصف الطيران الحربي بلدات الابزمو وحيان وكفر كرمين ومارع في الريف الشمالي، إضافة إلى أحياء داخل مدينة حلب، ما أسفر عن جرح عدد من المدنيين. وذكرت وكالة «سمارت نيوز» المعارضة أن «الطيران المروحي ألقى برميلا متفجرا على حي الفردوس، ما أوقع عددا من الجرحى، بينهم طفل. كما سقط جرحى في قصف مماثل على حي بستان القصر».

وفي وسط سوريا، ارتفعت حصيلة تفجير السيارة المفخّخة في حي وادي الدهب الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية في مدينة حمص، قبل يومين، إلى 12 قتيلا بينهم طفل وامرأة وأكثر من أربعين جريحا، وكان الإعلام الرسمي أفاد أول من أمس بمقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو خمسين بجروح.

وفي محافظة درعا، بأقصى جنوب سوريا، سقط خمسة قتلى من «الجيش الحرّ» وجرح عدد آخر من جراء قصف صاروخي قرب بلدة عتمان القريبة من مدينة درعا عاصمة المحافظة. وأفادت وكالة «سمارت نيوز»، بأن القوات النظامية استهدفت بصاروخ حراري، عربة لكتيبة «أحرار اليادودة»، التابعة لـ«لواء المعتز بالله»، قرب مدخل عتمان، ما أدى إلى مقتل خمسة مقاتلين، وجرح عدد آخر. وفي درعا المدينة، اعتقلت القوات النظامية عددا من الشبّان، خلال مداهمتها منازل قرب «مصرف التسليف الشعبي» بمنطقة درعا المحطة، واقتادتهم إلى مقراتها في المدينة الرياضية.