وزير العدل اللبناني: نرفض الأمن الذاتي في طرابلس وسنحاسب المجرمين

خلال افتتاح مسجد السلام بعد تفجير مدخله العام الماضي

رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي خلال افتتاح مسجد السلام أمس (تصوير: دلاتي ونهرا)
TT

هدد وزير العدل اللبناني أشرف ريفي أمس بـ«أن من يتعرض لأمن مدينة طرابلس سيحاسب والمجرمين سيعاقبون»، وشدد على متابعة قضية التفجير مهما كلف الأمر وكل إنسان يساهم بزعزعة أمن المدينة سيدفع الثمن، في إشارة إلى التفجيرين اللذين استهدفا مسجدي السلام والتقوى في عاصمة الشمال اللبناني خلال شهر أغسطس (آب) الماضي.

ريفي، الذي كان يتكلم خلال الاحتفال بإعادة فتح مسجد السلام في أمام المصلين بحضور حشد من الرسميين وأهالي طرابلس، قال: «نرفض الأمن الذاتي في طرابلس وسنعاقب المجرمين.. وبعض المجرمين الذين كشفهم فرع المعلومات وراء القضبان والبعض الآخر نملك أسماءهم، واليوم سنتابع القضية حتى النهاية وبعد توقيع عريضة من قبل 70 ألف شخص ستأخذ الأمور مجراها الطبيعي».

ويذكر أن القضاء العسكري اللبناني كان قد أصدر مذكرة توقيف غيابية بحق النائب السابق علي عيد، وهو قيادي علوي سبق له أن مثل طرابلس في البرلمان، بتهمة تهريب مطلوبين للعدالة في تفجير المسجدين من طرابلس إلى سوريا. ولم يمثُل عيد أمام القضاء اللبناني حتى تواريه ونجله رفعت عن الأنظار منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، عند بدء الحكومة اللبنانية تطبيق خطة أمنية صارمة في المدينة. ورجّحت تقارير إعلامية أن يكون عيد وابنه انتقلا من منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية إلى سوريا. وأسفر تفجير مسجدي السلام والتقوى خلال أغسطس الماضي عن سقوط 50 قتيلا وإصابة 500 جريح.

هذا، وفي حين أشار ريفي إلى «وطنية طرابلس التي تحتضن أبناءها من كل الطوائف»، أعرب رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وهو من أبناء طرابلس وأحد نوابها في البرلمان، عن سعادته «بهذا اللقاء في رحاب مسجد السلام بعد الفترة الصعبة التي مررنا بها»، مستذكرا «مؤسسي مسجد السلام وكل من ساهم في بنائه وكل من استشهد في هذا الانفجار». وشدد ميقاتي، بدوره، على وجوب ملاحقة الفاعلين وإنزال اشد العقوبة بهم، متمنيا للجرحى الشفاء والصحة والعافية وكشف فاعلي كل الجرائم الإرهابية وملاحقة الفاعلين والمسؤولين عن انفجار المسجد. ووجه تحية إلى رئيس تيار «المستقبل» ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري الذي ساهم ببناء المسجد أيضا.

من جهة ثانية، كان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، قد أكد المضي قدما «في الرد على كل خطوات الإرهاب التي لن تنال لا من عزيمتنا ولا من إرادتنا ولا من وجودنا»، شاكرا «قسم المعلومات (قوى الأمن الداخلي) الذي استطاع أن يكشف اليد الأثيمة الفاعلة لتدمير المسجدين».

وقال الشعار: «اليوم نفتتح مسجد السلام الذي تعرض إلى أخطر انفجار حدث في لبنان، ولكن أهل طرابلس والمصلين في هذا المسجد ردوا على كل ذلك بتمسكهم بوطنيتهم وببلدهم وبقيمهم». ووجه الشكر إلى «جميع من ساهم في عملية البناء من أهل طرابلس الذين تبرعوا ببعض من أموالهم وفي مقدمهم الرئيس نجيب ميقاتي»، وخص «بالتحية والشكر أيضا الرئيس الحريري».