رئيس الوزراء الجزائري ينذر المتورطين بالمعاقبة في المواجهات الطائفية بغرداية

المعارضة تستنكر «عدم تجاوب السلطة» مع نتائج «ندوة الانتقال الديمقراطي»

رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال (أ. ف. ب)
TT

قال رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال إن الحكومة «ستطبق بكل صرامة قوانين الجمهورية لحماية الأرواح والممتلكات، وستواصل مصالح الأمن مهامها بجدية لبسط الطمأنينة والأمن».

وزار سلال أمس مدينة غرداية (600 كلم جنوب العاصمة)، للمرة الثالثة في أقل من سنة، والتقى بأعيان المنطقة في مسعى يهدف إلى وضع حد لحرب طائفية، بين الإباضيين (بنو ميزاب) الناطقين بالأمازيغية والمالكيين (الشعانبة) الناطقين بالعربية. وخلفت المواجهات التي تدوم منذ قرابة عام، قتلى وجرحى ودمارا في الممتلكات الخاصة وحالة من انعدام الأمن، لم تعرفها غرداية من قبل.

وذكر سلال في اللقاء الذي حضرته الصحافة، أن السلطات «لن تقبل أبدا التلاعب بمصير الوطن، لذلك سنطبق قوانين الجمهورية بكل صرامة وسيؤدي القضاء دوره كاملا وفق القانون»، في إشارة إلى متابعة أشخاص متورطين في العنف، ولكن قوات الأمن عجزت عن تحديد هوياتهم. وأضاف سلال «لن تتراجع الحكومة خطوة واحدة إلى الوراء، فيما يخص التطبيق الصارم للقانون، لأن البعض حاول إحداث فتنة، لكنهم لم ينجحوا بفضل وقوف أهل غرداية ووقوف الدولة الجزائرية (ضدهم)، التي لا تقبل التلاعب بمصير الوطن الواحد»، مشيرا إلى أن «الدولة ستبقى على نهج الحوار الحضاري، والتشاور المستمر والمصالحة الوطنية».

وتابع سلال: «تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، جرى فتح تحقيقات لمعرفة إن كانت هناك تجاوزات في الأحداث الأخيرة التي عرفتها الولاية. فلا الرئيس يقبل بهذه التجاوزات ولا القانون». وقتل ثلاثة أشخاص وجرح نحو 100 آخرين في مارس (آذار) الماضي، في حرب شوارع بغرداية اندلعت بين شباب الطائفتين، وزار وزير الداخلية الطيب بلعيز المنطقة بعد الأحداث، ووعد بـ«الوصول إلى القاتل».

وأعلنت رئاسة الجمهورية أمس، عن تنحية والي غرداية (ممثل الحكومة على المستوى المحلي)، وتعيينه واليا بإليزي (أقصى الجنوب)، فيما عين والي إليزي في المنصب نفسه بغرداية. ولم تقدم الرئاسة تفسيرا لهذا التغيير. وفي موضوع آخر، قال أمين عام «حركة النهضة» الإسلامية، محمد ذويبي أمس في اجتماع لأطر الحزب ببسكرة (400 كلم جنوب شرق العاصمة)، إن نشطاء «ندوة الانتقال الديمقراطي» التي عقدتها المعارضة الثلاثاء الماضي، «كانوا يترقبون تجاوبا من السلطة مع نتائج الندوة، وذلك لمصلحة الجزائر، لكنها راحت توظف أصواتا مأجورة من وكلائها ممن احترفوا تكريس الرداءة السياسية لحسابات شخصية، على حساب القيم والأخلاق السياسية والنضال الحقيقي لرفع مستوى الأداء السياسي والرقي بالأمة إلى نجاح التجربة الديمقراطية». ولم يذكر ذويبي من يقصد، ولكن يرجح بأنه استهدف عبد القادر بن صالح أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي» وهو أحد أحزاب السلطة، عندما هاجم المعارضة بشدة الخميس الماضي، ووصفها بـ«دعاة الفتنة». كما يهاجم الإعلام المحسوب على السلطة، المعارضة منذ لقائها الذي وصف بـ«التاريخي» كونه جمع إسلاميين وعلمانيين ويساريين، ورؤساء حكومات، ووزراء سابقين عارضوا ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، في انتخابات الرئاسة التي جرت في 17 أبريل (نيسان) الماضي.

وأفاد ذويبي أن «اجتماع المعارضة الوطنية بكل مكوناتها، هو مكسب للجزائر وصمام أمان لمستقبلها، بعد فشل النظام في مواكبة التطورات الوطنية والإقليمية والدولية، مما رهن سيادة الجزائر وعرض القرار السياسي للدولة للابتزاز الخارجي».