القوات الحكومية تصد هجوم المسلحين في ديالى.. وتستعد لمواجهتهم في تكريت

المالكي لضباط الجيش في سامراء: المتطوعون سيصلون خلال ساعات لإنهاء «داعش»

متطوعون يرددون هتافات في بغداد أمس تأييدا لدعوة المرجعية الشيعية إلى حمل السلاح (رويترز)
TT

بدأت القوات العراقية أمس تتجاوز صدمة فقدان السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد، حيث تمكنت في الساعات الأخيرة من استعادة ثلاث نواحٍ في محافظة صلاح الدين التي مركزها تكريت، ونجحت في صد زحف مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في ديالى المجاورة.

وبينما تواصل تدفق آلاف المتطوعين لحمل السلاح تلبية لنداء المرجعية الشيعية، أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي أن الحكومة منحته «صلاحيات غير محدودة» بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بينما أكدت السلطات في بغداد أن العاصمة تشهد عمليات استباقية.

ووصل المالكي، الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويسعى للبقاء على رأس الحكومة لولاية ثالثة، إلى سامراء أول من أمس بعد وقت قصير من دعوة المرجعية الشيعية للعراقيين لحمل السلاح ومقاتلة التنظيمات المسلحة وحماية الأماكن المقدسة. وأعلن المالكي في سامراء أمس أن مجلس الوزراء منحه «صلاحيات غير محدودة» للتحرك ضد التنظيمات المسلحة، وهي صلاحيات كان ليحصل عليها أيضا لو نجح البرلمان في التصويت الخميس على طلب إعلان حالة الطوارئ. قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لضباط في مدينة سامراء إن متطوعين سيصلون في غضون ساعات لمساعدة الجيش في إلحاق الهزيمة بمتشددين إسلاميين اجتاحوا مناطق سنية في اتجاه بغداد.

وقال المالكي: «سامراء ليست هي خط الدفاع الأخير وإنما ستكون هي محطة تجميع وتجمع للانطلاق». وأضاف المالكي في تصريحات نقلها التلفزيون العراقي: «في غضون الساعات المقبلة سيصل كل المتطوعين. وهذه بداية النهاية لهم»، في إشارة إلى مسلحي «داعش». وأضاف المالكي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، بعد وقت قصير من إصداره لبيان أعلن فيه انطلاق عملية «تطهير المدن» من المسلحين: «لو تحولت رؤوسنا إلى قنابل لما توقفنا حتى ننهي وجود هؤلاء الإرهابيين في العراق». وقال المالكي مخاطبا كبار ضباط الجيش في سامراء: «سنتخذ عقوبات قاسية بحق المتخاذلين والخونة الذين تركوا مواقعهم العسكرية في مدينة الموصل بالقصاص تصل إلى حكم الإعدام». وأضاف المالكي أن «ما حصل لم يكن نقصا في السلاح وإنما كان خدعة وتواطؤا، وانسحاب بعض منتسبي الوحدات، مما أدى إلى إرباك». وتوعد المالكي «الذين تسببوا أو كان لهم دور بالانسحاب من الواجب وترك مواقع الجيش بأنهم سيعاقبون بأقصى العقوبات وتصل إلى الإعدام». وأضاف المالكي: «هناك من يريد إلباس المعركة ضد (داعش) ثوبا طائفيا، ونحن لا نريد إلا أن نلبسها ثوبا وطنيا».

وفي الوقت الذي لم يشهد الوضع في محافظة نينوى أي تطور لافت بعد الإعلان عن تسمية محافظ لنينوى من قبل المسلحين، وهو ضابط سابق ومؤرخ ويدعى أزهر العبيدي، فإنه وطبقا لما أعلنه المالكي فإن عملية العد العكسي للهجوم على «داعش» ومن يقف معها سيبدأ من سامراء.

وفي التفاصيل الميدانية قال الفريق الركن صباح الفتلاوي قائد عمليات سامراء (110 كلم شمال بغداد) في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن «القوات العراقية استعادت السيطرة على ناحية الإسحاقي صباح اليوم (أمس)»، التي تقع على بعد نحو 20 كلم إلى الجنوب من سامراء. وأكد ضابط برتبة عقيد في شرطة صلاح الدين سيطرة القوات العراقية على الناحية، مشيرا إلى أن «القوات العراقية سيطرت أيضا على الطريق الرئيس بين بغداد وسامراء»، بينما أعلن ضابط برتبة مقدم العثور في الإسحاقي على 12 جثة محترقة تعود لعناصر في الشرطة.

وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر أمنية أن القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة أيضا على ناحية المعتصم التي تقع في المنطقة الجغرافية ذاتها. وجاءت استعادة السيطرة على هاتين الناحيتين بعد ساعات قليلة من قيام عناصر من الشرطة المحلية بمساعدة السكان بطرد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق الشام» الذين يسيطرون مع جماعات مسلحة أخرى منذ مساء الاثنين الماضي على مناطق واسعة من شمال البلاد، من ناحية الضلوعية القريبة.

وفي وقت سابق أمس، أعلن ضابط برتبة عقيد في الجيش في سامراء أن القوات العراقية في المدينة «تستعد للتحرك باتجاه تكريت» (160 كلم شمال بغداد) وقضاءي الدور الواقع بين تكريت وسامراء، وبيجي (40 كلم شمال تكريت). وأضاف: «ننتظر الأوامر العسكرية».