كيري لزيباري: الدعم الأميركي لن يكون فعالا ما لم يضع القادة العراقيون خلافاتهم جانبا

الخارجية الإيرانية تؤكد رفض طهران أي تدخل عسكري أجنبي

TT

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره العراقي هوشيار زيباري، أمس، أن الولايات المتحدة «ملتزمة» بدعم العراق في معركته ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن كيري أكد خلال اتصال هاتفي مع زيباري، أن الولايات المتحدة «ملتزمة بدعم العراق».

وأضاف كيري، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «مساعدة من الولايات المتحدة لن تكون فعالة ما لم يكن لدى القادة العراقيين إرادة في وضع خلافاتهم جانبا وتطبيق معالجة منسقة وفعالة لضمان وحدة البلاد الضرورية من أجل التقدم ومواجهة تهديد (الدولة الإسلامية في العراق والشام)».

ودعا وزير الخارجية الأميركي الحكومة العراقية إلى المصادقة على نتائج الانتخابات «بلا تأخير» وتشكيل حكومة جديدة واحترام حقوق كل المواطنين من مختلف الانتماءات الدينية والقومية. وقالت الخارجية الأميركية، إن كيري «أكد لوزير الخارجية (العراقي) أن الولايات المتحدة على اتصال مع الأسرة الدولية والدول المجاورة للعراق للتأكيد على التهديد الذي يواجهه العراق والمنطقة بوجود (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وضرورة مساعدة العراق في هذا الوضع الحرج».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن أول من أمس أنه لن يرسل قوات برية إلى العراق لوقف هجوم المتطرفين السنة، لكنه سيبحث خيارات مختلفة أخرى «في الأيام المقبلة». وفي نفس اليوم أمرت الولايات المتحدة الجمعة بإرسال حاملة الطائرات «يو إس إس جورج إتش دبليو بوش» إلى الخليج بسبب الأزمة في العراق. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن الأمر الذي أصدره وزير الدفاع تشاك هيغل «سيعطي القائد الأعلى مرونة أكبر في حال تطلب الأمر شن عملية عسكرية أميركية لحماية أرواح أميركيين ومواطنين ومصالحنا في العراق».

من ناحية ثانية، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس، بأن إيران تعارض «كل تدخل عسكري أجنبي» في العراق. وقالت أفخم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا)، إن «العراق لديه القدرة والاستعداد اللازمان لمكافحة الإرهاب والتطرف، وأي تحرك يمكن أن يعقد الوضع في العراق ليس في مصلحة هذا البلد والمنطقة».

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن أول من أمس، أن طهران مستعدة لمساعدة بغداد من دون أن تتدخل عسكريا. ولم يستبعد روحاني أيضا تعاونا مع الولايات المتحدة إذا قررت واشنطن التدخل ضد الجهاديين في العراق. وقال: «إذا رأينا أن الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الإرهابية، فعندئذ يمكننا التفكير».

وفي القاهرة، أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين «جميع الأعمال الإرهابية» التي يقوم بها تنظيم «داعش» في العراق. وحسب وكالة الأنباء الألمانية، جدد المجلس إدانته للإرهاب بكل أشكاله وصوره وكل الممارسات الإرهابية التي من شأنها أن تهدد السلامة الإقليمية للعراق ووئامه المجتمعي، ودعم الجهود التي يبذلها العراق في هذا الإطار. ودعا المجلس، في ختام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي عقدت أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة المغرب والمخصصة لبحث موضوعي العراق ودعم الجيش اللبناني، إلى تحقيق الوئام والوفاق الوطني بين جميع القوى والفعاليات السياسية العراقية، وذلك عبر الانخراط في حوار جدي شامل يفضي إلى تحقيق توافق وطني حول الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة الراهنة ومواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه، فضلا عن تشكيل حكومة وفاق وطني، كما أكد مجددا الالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية ورفض التدخل في شؤونه الداخلية. كما نوه البيان بأنه جرى الاتفاق على إبقاء هذا الموضوع قيد المتابعة لمواكبة المستجدات بما في ذلك مواصلة المشاورات لعقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب على هامش الدورة 41 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المزمع عقدها يومي 18 - 19 الشهر الحالي بالسعودية.