مجلس الجامعة العربية يدين إرهاب «داعش» ويؤكد التزامه بوحدة العراق واستقراره

دعا الأطراف العراقية للانخراط في حوار جدي شامل

TT

أدان مجلس جامعة الدول العربية في ختام اجتماعه غير العادي على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة أمس، ما وصفه بـ«الأعمال الإرهابية» التي يقوم بها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، وما أدت إليه من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين العراقيين، فيما شارك وفد عسكري لبناني للمرة الأولى في الاجتماع غير العادي لإطلاع الجامعة العربية على أوضاعه واحتياجاته.

وبسط إسلاميون متشددون سيطرتهم على مناطق واسعة في شمال العراق خلال الأيام الماضية، لكن السلطات العراقية قالت قبل يومين إن تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» باتجاه العاصمة يتباطأ.

ودعا مجلس الجامعة العربية الأطراف العراقية إلى تحقيق الوئام والوفاق الوطني بين جميع القوى والفعاليات السياسية، وذلك عبر الانخراط في حوار جدي شامل يفضي إلى تحقيق توافق وطني حول الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة الراهنة، ومواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه، وتشكيل حكومة جديدة منبثقة عن الانتخابات التشريعية الأخيرة، مؤكدا رفضه التدخل في شؤون العراق الداخلية والالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية.

وقال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في القاهرة أمس، إن التطورات الميدانية التي يشهدها العراق، ستناقش على نطاق واسع خلال اجتماع تشاوري على هامش الدورة الـ41 لاجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية، يومي 18 و19 يونيو (حزيران) الحالي.

وكان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه العرب حول الأوضاع في العراق. وشملت اتصالات فهمي، هوشيار زيباري وزير خارجية العراق، وكلا من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات، وناصر جودة وزير الخارجية الأردني، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية.

واعترف مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير قيس العزاوي بوجود صعوبات في التوصل إلى موقف عربي قوي تجاه الأوضاع الخطيرة الحالية في العراق، وقال في تصريحات صحافية عقب انتهاء اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ إن هذه الصعوبات حالت دون التوصل إلى موقف عربي جماعي قوي. ولم يشر العزاوي إلى طبيعة هذه الصعوبات.

ونفى العزاوي طلب العراق أي مساعدات عسكرية أجنبية، قائلا إن العراق ليس في حاجة إلى دعم عسكري أجنبي ليتمكن من إيقاف امتداد القوى الإرهابية، مؤكدا قدرة بلاده على العمل مع مرور الوقت على محاربة الجماعات الإرهابية وطردها.

وعلى صعيد متصل، شارك وفد عسكري لبناني للمرة الأولى في الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية أمس، حيث أطلع الوفد العسكري مجلس الجامعة العربية على حقيقة أوضاعه واحتياجاته.

وقال الأمين العام للجامعة العربية إن اجتماع المجلس جاء لمناقشة آليات الدعم العسكري للبنان من أجل تعزيز قدرات الجيش اللبناني لتمكينه من حفظ أمن البلاد وحماية المؤسسات الدستورية، والحفاظ على الوحدة الوطنية ونسيج المجتمع اللبناني.

وأشار السفير خالد زيادة مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية إلى أن اجتماع أمس جاء تنفيذا لقرار القمة العربية الأخير بدولة الكويت بشأن تقديم الدعم العسكري للجيش اللبناني.

وقال زيادة إن لبنان يقدر عاليا مساهمات الدول العربية لدعم الجيش اللبناني وخاصة السعودية التي قدمت هبة غير مشروطة بقيمة ثلاثة مليارات دولار بالتنسيق مع فرنسا التي تؤمن جزءا كبيرا من احتياجات الجيش اللبناني.

وعلى صعيد التطورات الليبية، أكد الأمين العام للجامعة أن الدكتور ناصر القدوة، المبعوث الخاص للجامعة العربية إلى ليبيا لم يذهب حتى الآن إلى ليبيا، نظرا لصعوبة توفير سبل أمنه هناك، موضحا أن الدكتور القدوة يقوم حاليا بإجراء اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف الليبية للبحث عن سبل دعم الجامعة العربية للدولة الليبية في ظل الظروف الراهنة.