عمليات خطف الإسرائيليين لم تتوقف لكنها فشلت في الضفة و«نجحت» مرة في غزة

انطلقت بعد الانتفاضة الأولى.. وصفقة شاليط الوحيدة التي حققت أهدافها

TT

إذا صح أن الفلسطينيين خطفوا الشبان الإسرائيليين الثلاثة قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية، الخميس الماضي، فلن تكون هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها فلسطينيون في الضفة باختطاف إسرائيليين، لكنها على الأقل ستكون العملية الأكثر نجاحا في ظل افتقاد إسرائيل المعلومات الدقيقة حول هوية وطبيعة المنفذين ومصير المخطوفين.

وعلى مدار السنين الماضية، نفذ الفلسطينيون عمليات مشابهة في الضفة وقطاع غزة، لكن اللافت أن جميع عمليات الضفة انتهت إلى الفشل في تحقيق أهدافها، أما عن طريق كشفها أو قتل جميع المتورطين فيها، أما في غزة، فإن العملية الوحيدة التي نفذت فيها «نجحت»، وانتهت بعملية بتبادل كبير بين إسرائيل وحركة حماس.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون واضحا، أمس، عندما تحدث عن إحباط 30 محاولة اختطاف في 2013، و14 في 2014، في مؤشر على أن مثل هذه المحاولات لن يتوقف.. فما أشهر عمليات خطف إسرائيليين في الضفة وغزة؟

نفذت أول عملية ناجحة داخل الأراضي الفلسطينية بعد اندلاع الانتفاضة الأولى بعامين في 1989، عندما اختطفت مجموعة عسكرية جنديين إسرائيليين هما إيلان سعدون وافيس سبورتاس، لكن المجموعة التي انطلقت من الضفة الغربية، لم تستطع الاحتفاظ بهم أحياء، فقتلتهم سريعا، ووجدت إسرائيل جثثهم لاحقا.

وفي 1992، أعلنت كتائب القسام عن اختطافها جنديا يدعى نسيم طوليدانو من القدس، وأمهلت الحكومة الإسرائيلية عدة ساعات لإطلاق سراح مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، لم تستطع المجموعة الانتظار طويلا، فقتلت الجندي تحت الضغوط، وألقت به في القدس.

وفي عام 1993، حاول مسلحون اختطاف حافلة كاملة في القدس، لكن الجيش الإسرائيلي تنبه وأجرى مطاردة ساخنة انتهت بقتل الخاطفين.

وبعد عام واحد فشلت محاولة أخرى لاختطاف زوار أحد المطاعم في إسرائيل كرهائن، وقتلت وحدات إسرائيلية خاصة المهاجمين.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1994 اختطفت كتائب القسام الرقيب ناخشون فاكسمان، وأخفت آثاره في أحد أكبر العمليات نجاحا في الضفة، وبعد أيام وزع منفذو العملية شريط فيديو يظهر الجندي محتجزا، ويطالب بإطلاق سراح أسرى، وبعد أيام، نجحت إسرائيل في تحديد مكان الاحتجاز، واقتحمت المنزل الكائن في بير نبالا قرب رام الله، وقتلت جميع المتورطين في العملية.

وفي العام نفسه، اختطف مسلحون الجندي اريك فرنكتل، من القدس، لكن مطاردة واسعة من قبل الجيش أجبرتهم على قتله.

وفي عام 1996 اختطفت حماس الجندي شارون ادري من القدس وقتلته وأخفت جثته أشهرا عدة، قبل أن تعتقل إسرائيل الخلية كاملة.

وفي عام 2005، استدرج فلسطينيون ضابطا إسرائيليا يدعى ساسون نورائيل إلى منطقة قريبة من رام الله، حاولوا نقله حيا إلى رام الله، لكنهم فشلوا فقتلوه.

وفي 2006، نجح مسلحون في غزة باختطاف الجندي جلعاد شاليط عند الحدود، وأخفوه سنوات، ومن ثم نجحوا بعقد صفقة جرى بموجبها إطلاق سراح ما يزيد عن ألف أسير فلسطيني، وتعد عملية غزة الوحيدة التي نفذت داخل الأراضي الفلسطينية، وانتهت بصفقة ناجحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

والآن يجري البحث عن ثلاثة فتية تقول إسرائيل إن حماس خطفتهم قرب الخليل في الضفة الغربية.

ومن غير المعروف بعد كيف ستنتهي هذه العملية في خضم الحرب التي تشنها إسرائيل على جنوب الضفة الغربية.

ويدل تاريخ عمليات الاختطاف التي بدأت بعد الانتفاضة الأولى على فشل جميع العمليات في الضفة، ونجاح العملية الوحيدة في غزة، ويعود ذلك إلى طبيعة المنطقتين، إذ تسيطر إسرائيل على الضفة الغربية، وهي لم تغادرها مطلقا، ويمكنها الوصول إلى أي نقطة في أي لحظة، بينما انسحبت من قطاع غزة، وليست موجودة على الأرض.

ويسهل وجود الإسرائيليين في الضفة الوصول إلى المعلومات بشكل أكبر وأسرع من غزة، فمثلا في حادثة اختطاف الجندي في بير نبالا عام 1994. حقق الإسرائيليون مع الفلسطينيين طويلا حول عمليات شراء معلبات أكثر من المعتاد، وحول عمليات شراء أشرطة فيديو حديثة، وحققوا مع سائقي السيارات العمومية حول نقل مسلحين، وعمل عملاؤهم دقيقة بدقيقة لمساعدتهم على ذلك ونجحوا أخيرا في تحديد مكانه.