سجلات كومبيوترية لـ«داعش» تقدر ماليتها بملياري دولار

ضبطت في مخبأ رئيس مجلسها العسكري بالموصل قبيل سقوطها

TT

قبل يومين من سقوط الموصل الثلاثاء الماضي بيد مسلحي تنظيم «داعش» كان ضباط استخبارات عراقيون يستجوبون واحدا من أكثر رسل التنظيم أمانة وموثوقية حذرهم من أن المدينة الشمالية المهمة ومركز محافظة نينوى «ستتحول إلى جحيم» في ذلك الأسبوع.

لكن الأهم من هذا التحذير الذي لم يؤخذ بجد كاف كما أثبتت الأحداث، هو أن هذا الرسول الذي يدعى «أبو هاجر» أرشد المحققين بعد استجوابه على امتداد أسبوعين إلى مخبأ زعيم المجلس العسكري لـ«داعش»، حسب تقرير في صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أمس.

ونسبت الصحيفة إلى أحد مسؤولي الاستخبارات قوله إن «أبو هاجر» قال لهم: «لا تدركون ماذا فعلتم»، قبل أن يضيف: «ستتحول الموصل إلى جحيم هذا الأسبوع».

بعد ذلك بعدة ساعات، سقط عبد الرحمن البيلاوي، الرجل الذي كان يعمل «أبو هاجر» رسولا لديه ويحاول حمايته، مقتولا في مخبئه بالقرب من الموصل. وحسب الصحيفة استطاعت القوات العراقية من خلال تفتيش منزل الرجل المقتول ومن خلال «أبو هاجر» الحصول على 160 وحدة من وحدات الذاكرة الخاصة بأجهزة الكومبيوتر المحمولة (فلاش ميموري) التي تحتوي على أكثر المعلومات التفصيلية المعروفة حتى تاريخه حول تلك الجماعة.

وورد أن كنز المعلومات ذلك تضمن الأسماء الحقيقية والحركية لجميع المقاتلين الأجانب لدى الجماعة، وأسماء كبار القادة والكلمات الرمزية، والأحرف الأولى لمصادرهم داخل الوزارات، والحسابات الكاملة للموارد المالية للجماعة. وصرح مسؤول استخباراتي كبير للصحيفة قائلا: «لقد أصابتنا الدهشة جميعا، وكذلك الأميركيون، مما اكتشفنا». وعكف المسؤولون، بمن فيهم ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، على فك شفرات وتحليل وحدات الذاكرة. وكشف المسؤول الاستخباراتي أنه «قبل الموصل، كان إجمالي مقدراتهم المالية يبلغ 875 مليون دولار. وبعد ذلك، ومع حساب الأموال التي سرقوها من البنوك وقيمة الإمدادات العسكرية التي نهبوها، يمكن إضافة مبلغ 1.5 مليار دولار إلى الرقم السابق».

يذكر أن مسؤولي الاستخبارات الأجنبية اكتشفوا خلال العام الماضي أن تنظيم «داعش» ضمن لنفسه تدفقات مالية هائلة من الحقول النفطية في شرق سوريا، التي كان قد سيطر عليها في أواخر عام 2012 الماضي، وقد بيع بعض منها مرة أخرى إلى النظام السوري. ومن المعروف أن التنظيم حقق مكاسب هائلة من تهريب جميع أنواع المواد الخام المنهوبة من الدولة السورية المنهارة، فضلا عن الآثار التي لا تُقدر بثمن من خلال الحفريات الأثرية.

وحسب تقرير الـ«غارديان»، فقد أصبحت تحت تصرف السلطات العراقية تقديرات حسابية كاملا لمجهود التنظيم الحربي وكيف أنه تحول خلال أقل من ثلاث سنوات من مجرد مجموعة متشرذمة من المتطرفين إلى واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية ثراء ومقدرة في العالم.