الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية وتتعهد باستعادة الأمن وتحقيق التنمية

محلب: المرحلة المقبلة لا تحتمل التجريب ولا الأيدي المرتعشة

أعضاء الحكومة المصرية الجديدة عقب أداء اليمين الدستورية في صورة تذكارية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس (الرئاسة المصرية)
TT

على غير المعتاد بروتوكوليا؛ وفي الساعة السابعة من صباح أمس، أدى رئيس الوزراء المكلف المهندس إبراهيم محلب وأعضاء حكومته اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مؤشر عده مراقبون دلالة على الانضباط والحزم، وهي المبادئ التي أكد السيسي على اتباعها عقب انتخابه رئيسا للبلاد مطلع يونيو (حزيران) الحالي، وترجمها محلب أمس في مؤتمر صحافي قال فيه إن «كل وزير سيكون في مكتبه بدءا من السابعة صباحا، كرسالة على حركة البناء، وكي نضرب المثل في البداية الجديدة ومكافحة الفساد وترشيد النفقات».

واستقالت الحكومة السابقة برئاسة محلب الأسبوع الماضي عقب أداء الرئيس السيسي اليمين الدستورية، قبل أن يكلفه السيسي مرة أخرى بتشكيل الحكومة الجديدة. وضمت حكومة محلب الثانية في تشكيلها 34 حقيبة وزارية، من بينها 13 حقيبة تشغلها وجوه جديدة. في حين استمر في الحكومة 21 وزيرا مع تغيير أسماء بعض الوزارات، وجرى إلغاء وزارتي الإعلام والتنمية الإدارية، واستحداث وزارة جديدة تحت اسم التطوير الحضري «العشوائيات».

وعقب اليمين، ترأس السيسي أول اجتماع للحكومة الجديدة لاستعراض المهام والتكليفات التي تتضمنها خطة عمل المرحلة المقبلة. وقال محلب إن «مصر تواجه حاليا تحديات جسام ومرحلة حرجة تعكس إرادة شعب. مرحلة فيها تحديات لا تتحمل فشلا أو تجريبا أو تقاعسا أو أيدي مرتعشة».

وأضاف، خلال مؤتمر صحافي أمس: «لا وقت للكلام. كل من السادة الوزراء سيتوجه لعمله، أيد قوية تأخذ القرار. ولا مجال للتراجع أو ثوابت تابعة للنظام السابق ستعود»، مشيرا إلى أنه «سيجري عقد اجتماع شهري يترأسه الرئيس السيسي لمتابعة ما جرى تنفيذه من تكليفات للنهوض بالوطن».

وتابع محلب أن «الرئيس أعطى، خلال اجتماعه بأعضاء الحكومة عقب أداء اليمين الدستورية، تكليفات واضحة لكل من السادة الوزراء. وستكون هناك متابعة دقيقة لتنفيذ تلك التكليفات ووضوح كامل في أسلوب العمل». وأضاف أن «كل وزير سيكون في مكتبه السابعة صباحا.. وهذه رسالة بأن هناك مرحلة جديدة، وسنضرب بأنفسنا المثل في البداية». وشدد محلب على أنه «لا محسوبية ولا وساطة مجددا»، وقال إن شعار المرحلة هو «الضمير الوطني اليقظ ومكافحة الفساد وترشيد النفقات. مصر غنية ويجب الاستفادة من مواردها وارداتها».

وعن تكليفات الحكومة، قال محلب إن الرئيس شدد على اتخاذ اللازم لتنفيذ باقي استحقاقات خريطة الطريق، وعلى ضرورة عودة الأمن والأمان، و«ستكون هناك مواجهة شرسة للإجرام والإرهاب على مدار اليوم». وأكد على ضرورة «مكافحة التحرش والتصدي لكل مغتصب. لا اغتصاب مهما طال الوقت. ولا يوجد شيء اسمه وضع يد على أراضي الدولة. الدولة قوية وستتصدى لكل من يحاول النيل منها». وأضاف أن الرئيس وجه بضرورة توفير «احتياجات المواطن الغذائية واستكمال منظومة الرغيف. وضرب كل من يتلاعب في الأسعار. والالتزام واضح بالحد الأقصى للأجور».

كما شدد على ضرورة الحفاظ على البيئة قائلا: «الحفاظ على البيئة ليس من الرفاهية، بل يتعلق مباشرة بصحة المواطنين»، وقال إن الرئيس وجه أيضا بضرورة وضع خطة عاجلة لرفع كفاءة الطرق وضبط منظومة العمل وتوفير الأدوية بالأسواق وضبط منظومة العمل في المستشفيات، وترويج مصر في الخارج وإعطاء صورة حقيقية للوضع الداخلي للنهوض بالسياحة. وقال إنه ستجري مراجعات شاملة لكل القوانين التي تتعلق بحقوق الإنسان، و«الدولة تحافظ على حقوق الإنسان، وإذا كان هناك تضارب في القوانين فستعدل وستوجد مراجعات كاملة ورصد لأي تجاوز في مجال حقوق الإنسان». وعن الوزارة الجديدة المستحدثة، وهي وزارة التطوير الحضاري والعشوائيات، قال إن هدفها «مصر نظيفة.. مصر جميلة بإذن الله. والوزارة (الجديدة) ستتفاعل مع المجتمع ومع المنظمات المجتمعية والجمعيات الأهلية».

في السياق ذاته، أدلى عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة بتصريحات إعلامية. وقال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، إن معركة الأجهزة الأمنية في الفترة الحالية تنصب على تصفية «البؤر الإجرامية»، وإزالة كل أشكال التعديات والإشغالات بالطريق العام لتحقيق السيولة المرورية. وأضاف إبراهيم أن الرئيس السيسي وجه بضرورة تكثيف الجهود الأمنية لمواجهة كل أشكال الجريمة وتحقيق الانضباط في الشارع، ووجه أيضا بضرورة تطبيق القانون على جميع المواطنين دون أي استثناءات، منوها بأن الأجهزة الأمنية بدأت في مداهمة البؤر الإجرامية على مستوى الجمهورية لتصفيتها، وقامت بحملات موسعة في عدد من المناطق أسفرت عن ضبط عناصر إجرامية شديدة الخطورة.

من جانبه، قال سامح شكري وزير الخارجية الجديد، إن سياسة مصر ستكون متوازنة ومنفتحة على كل دول العالم لتحقيق مصالح الشعب المصري، مؤكدا أنها ستكون سياسة قائمة على الاحترام المتبادل والندية في التعامل وحظر التدخل في شؤون الآخر الداخلية.

فيما أشار هشام زعزوع وزير السياحة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد استعادة النشاط السياحي، من خلال خطة للعلاقات الدولية والاتصال الدولي، والترويج للنشاط السياحي في البحر الأحمر، و«ستحل عملية التخوف من الذهاب لجنوب سيناء، وستجري مخاطبة الدول لرفع تحذيراتها عن جنوب سيناء»، مشيرا إلى أن هناك خط طيران مباشرا بين القاهرة والأقصر وأسوان التي سيجرى التركيز عليها أيضا.

وقالت غادة والي وزيرة التضامن، إن الرئيس السيسي شدد على ضرورة بدء العمل من السابعة صباحا «حتى نعطل المرور رفقا بالمواطنين»، وأضافت أن «الرئيس قال (للوزراء) إن من يخاف لا يحكم.. ومن يحكم لا يخاف».