الأمين العام للأمم المتحدة يخشى نزاعا طائفيا في العراق يتخطى الحدود

ممثله في بغداد يعد ما يجري تهديدا لبقاء البلد.. واليونيسكو تطالب بحماية تراثه الثقافي

TT

حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جنيف أمس من تحول الهجوم الذي يشنه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى نزاع طائفي يتخطى حدود هذا البلد.

وقال كي مون في تصريح صحافي أدلى به في جنيف «أشعر بقلق شديد بسبب التدهور السريع للوضع في العراق، والمعلومات التي تتحدث عن إعدامات جماعية تقوم بها الدولة الإسلامية في العراق والشام». وأضاف «ثمة خطر حقيقي لاندلاع مزيد من أعمال العنف الطائفي على نطاق واسع، داخل العراق وخارج حدوده».

وقال الأمين العام «أدين بشدة كل هذه الهجمات الإرهابية وجرائم قتل المدنيين وخطف الدبلوماسيين. إنها انتهاكات غير مقبولة لحقوق الإنسان». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية «يجب إحالة جميع منفذي هذه الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان أمام القضاء».

وبينما تدرس واشنطن شن غارات جوية وأقرت أنها تشاطر إيران الشيعية الرأي نفسه بضرورة وقف هؤلاء المقاتلين، رفض بان كي مون المشاركة في مناقشة احتمال القيام بتدخل دولي. وقال «أعرف أن كثيرا من الدول المعنية تدرس خيارات لمساعدة الحكومة العراقية»، مشيرا إلى أنه أجرى محادثات مع دول عدة منها إيران وتركيا.

وأدى الهجوم إلى تأزم العلاقات المتوترة أصلا بين الطوائف الثلاث الرئيسة في العراق: الشيعة والسنة والأكراد. وأكد بان كي مون على ضرورة أن تشجع كل الأطراف المعنية أنصارها على تجنب عمليات الانتقام. وعلى غرار ما يحصل في أي بلد مأزوم، يتعين على العراق إعادة النظر في طريقة حكمه لتهدئة التوترات الطائفية. وفي هذا السياق، قال الأمين العام إن «قسما كبيرا من هذه المشكلات مردها إلى أن الزعماء عندما ينتخبون أو يحصلون على تفويض، يتخيلون أن هذا الأمر حق مكتسب».

وقال كي مون إن الشرعية تأتي أيضا من «الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان». وخلص إلى القول «عند فقد بعض هذه العناصر، لا بد أن يشعر البعض بالقلق. عندئذ يؤدي هذا الشكل من الاضطراب السياسي إلى توفير أرضية مواتية للتطرف والإرهاب».

بدوره، عد مبعوث الأمم المتحدة في العراق أن هجوم «داعش» يشكل «تهديدا لبقاء» العراق وأكبر خطر على سيادته منذ عدة سنوات. وقال نيكولاي ملادينوف متحدثا حول الأزمة التي يمر بها العراق «حاليا، إنه تهديد لبقاء العراق لكنه يشكل أيضا خطرا جديا على المنطقة». وأضاف أن «العراق يواجه أكبر تهديد لسيادته وسلامة أراضيه» منذ سنوات. وتابع «لذلك يجب أن يكون هناك إدراك في المنطقة، يجب أن تحل الأزمة العراقية من قبل العراقيين لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك من دون المجتمع الدولي والتعاون البناء في المنطقة». ورأى ملادينوف أن «الأزمة وطنية» وترتبط بتوتر العلاقات بين المجموعات الثلاث في البلاد الشيعة والسنة والأكراد.

على صعيد آخر ذي صلة، أعلنت مديرة منظمة اليونيسكو، إيرينا بوكوفا، أن العنف الحالي في العراق يعرض للخطر التراث الثقافي لهذا البلد الذي يشكل تدميره «جريمة حرب». وقالت بوكوفا في بيان «أدعو جميع الأطراف الفاعلة إلى تجنب أي شكل من أشكال تدمير التراث الثقافي ولا سيما المواقع الدينية». وأضافت أن «تدميرها المتعمد جريمة حرب وضربة إلى هوية وتاريخ الشعب العراقي». وقالت «يجب أن يتحمل القائمون بها مسؤولية أعمالهم». ودعت مديرة اليونيسكو التي تتخذ من باريس مقرا «جميع العراقيين إلى توحيد صفوفهم لحماية التراث الثقافي لبلادهم». وقالت «إنه شاهد فريد للإنسانية وجذور حضارتنا والتعايش بين الإتنيات والأديان».