كييف تلتفت إلى أوروبا بعد قطع روسيا إمداداتها من الغاز

موسكو تدين قتل صحافي في شرق أوكرانيا

عناصر من مجموعات الدفاع الذاتي في «ميدان» صنعوا ما سموه «ممر العار» وهو عبارة عن مجموعة صور لنواب من «حزب المناطق» الحاكم سابقا أمام مدخل البرلمان للمطالبة بحل المجلس وإجراء انتخابات مبكرة في كييف أمس (رويترز)
TT

أكدت أوكرانيا أمس أنها لا تخشى نقصا في الغاز بعدما قطعت روسيا إمداداتها لكنها أقرت بأنها تريد الالتفات نحو أوروبا للاستفادة من شحنات غاز مضمونة، وسعيا لخفض اعتمادها على موسكو.

ووصفت كييف قطع الغاز الذي قررته أول من أمس موسكو بأنه «اعتداء جديد» على الدولة فيما تشهد البلاد تمردا عنيفا يشنه الموالون للروس في شرق البلاد يمكن أن يؤدي إلى التصويت على إعلان القانون العرفي في منطقتين انفصاليتين. وأكد مدير عام مجموعة نفتوغاز الأوكرانية أندريي كوبوليف للشعب البالغ عدده 45 مليون نسمة أنهم يجب ألا يخشوا نقص الإمدادات حتى لو أوقفت روسيا تزويد أوكرانيا بالغاز ولم تعد تسمح إلا بمرور الكميات الموجهة لدول أوروبية. وقال في مقابلة مع شبكة تلفزيون محلية «أعتقد أن المستهلكين لن يتأثروا بأي شكل كان»، مضيفا «هناك مخزون من الغاز».

لكن أوكرانيا تراهن على إقامة نظام «دفق معاكس» لتلقي قسم من الغاز الروسي الذي تستورده الدول الأوروبية وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس أمام البرلمان أن «كمية صغيرة» من هذا الغاز بدأت تتدفق. وقال إن هذه الكميات الصغيرة «غير كافية لتزويد أوكرانيا بالغاز لكن حين يكون هناك دفق كبير يمكن أن تصل الإمدادات إلى 15 مليار متر مكعب. وهذا الحجم كاف لتأمين الغاز لأوكرانيا».

ويمر حوالي نصف الغاز المستورد من روسيا إلى أوروبا، أي حوالي 15 في المائة من الاستهلاك الأوروبي، عبر الأراضي الأوكرانية. وقال الناطق باسم وزارة الطاقة الأوكرانية أولينا ميشتشنكو إن وزير الطاقة يوري برودان ورئيس شركة نفتوغاز سيتوجهان إلى بودابست حيث يعقد منتدى حول الطاقة. وقال رئيس الوزراء من جهته إن «وفدنا سيلتقي الاتحاد الأوروبي».

وأعلن مدير عام شركة نفتوغاز أندريي كوبوليف مساء أول من أمس أن «شركات أوروبية جاهزة لتزويد أوكرانيا بالغاز. وتعرض عليها سعرا جيدا يبلغ 320 دولارا» للألف متر مكعب. لكن مدير عام شركة غازبروم الروسية أعلن أنه من الآن مثل هذه الإمدادات غير مشروعة.

وكان رئيس الوزراء الأوكراني أعلن الأسبوع الماضي أن أوكرانيا تنوي تنويع إمداداتها من الغاز عبر شرائه من بولندا والمجر وسلوفاكيا. ويقول خبراء إن اقتراب فصل الخريف يمكن أن يؤدي إلى جولات مفاوضات جديدة بين الروس والأوكرانيين. وبحسب بنك الاستثمار «في تي بي كابيتال» الذي يوجد مقره في موسكو فإن «الطرفين سيطلقان مفاوضات مع حلول الخريف لأنه يجب أن يكون لدى أوكرانيا مخزون لا يقل عن 18 مليار متر مكعب لكي تضمن النقل إلى أوروبا. لكن لا يمكن لأوكرانيا الاستمرار من دون شراء الغاز من غازبروم».

وقطعت روسيا أول من أمس الغاز عن أوكرانيا بعد فشل مفاوضاتهما حول أسعار الغاز الروسي الذي يرسل إلى أوكرانيا وتسديد ديون كييف المتراكمة التي تعادل 4.5 مليار دولار. ورفضت أوكرانيا ارتفاع الأسعار الذي قررته موسكو بعد وصول القادة الموالين للغرب إلى السلطة في نهاية فبراير (شباط) الماضي إثر إقالة الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، فقد ارتفع سعر الألف متر مكعب من الغاز من 268 إلى 485 دولارا وهو سعر غير مسبوق في أوروبا.

من جانب آخر، وصفت وزارة الخارجية الروسية أمس مقتل صحافي روسي في شرق أوكرانيا بأنه «جريمة جديدة للقوات الأوكرانية» وطالبت سلطات كييف بفتح تحقيق. وأفادت الوزارة في بيان «نطالب السلطات الأوكرانية بفتح تحقيق موضوعي حول هذه المأساة ومعاقبة المذنبين بقسوة». وأضافت «ننتظر من وسائل إعلام العالم أجمع أن تدين بحزم وبلا لبس هذه الجريمة الجديدة للقوات الأوكرانية».

وقتل إيغور مورنيليوك الصحافي في مجموعة التلفزيون العامة «في جي تي آر كاي» أمس قرب لوغانسك (شرق أوكرانيا). وأفادت الوزارة الروسية أن الصحافي قتل «في إطلاق القوات الأوكرانية قذائف هاون باتجاه موقع لا يحوي أي هدف عسكري». وكورنيليوك (37 عاما) المولود في أوكرانيا هو الصحافي الثاني الذي يقتل في شرق أوكرانيا منذ بدء العمليات العسكرية في 13 أبريل (نيسان) الماضي.