نواب متطرفون إسرائيليون يهاجمون زعبي وينتقدون «تفويت فرصة» احتجاز «أم مازن»

يريدون طرد الأولى من الكنيست واستخدام الثانية ورقة لإطلاق المفقودين الثلاثة

TT

وصل الغضب الإسرائيلي بعد عملية اختفاء ثلاثة مستوطنين في الضفة إلى النساء أيضا، إذ صب وزراء ونواب كنيست جام غضبهم على النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي لقولها إن «مختطفي المستوطنين ليسوا إرهابيين»، بينما هاجم آخرون حكومتهم لتفويتها فرصة احتجاز زوجة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي كانت تتلقى علاجا في إسرائيل.

وتحولت جلسة مكانة المرأة في الكنيست أمس إلى عاصفة بعدما هاجمت عضوات كنيست، زعبي. وقالت رئيسة لجنة الداخلية ميري ريغيف لزعبي: «أنت خائنة ويجب طردك إلى غزة». وأضافت: «لم أستغرب تصريحاتك، كيف يمكن لخائنة مثلك أن توجه اتهامات لمن هي من بيئتهم؟». وردت النائبة زعبي على ذلك بالقول إن ريغيف «وقحة» قبل أن تطرد من الجلسة.

وكانت زعبي قالت إن عملية الاختطاف هي نتيجة للاحتلال وممارساته ورفضه تحرير الأسرى، مضيفة أن «عملية الاختطاف غير مفاجئة، فالناس الذي يقبعون تحت الاحتلال يعيشون في ظروف غير طبيعية».

وشن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان هجوما على زعبي قائلا: «إنها إرهابية وينبغي أن يكون مصيرها كالخاطفين».

وقال حزب البيت اليهودي إن زعبي «تواصل تمثيل الإرهابيين في الكنيست ويجب وقفها». بينما تعهد النائب موتي ياغيف من البيت اليهودي بإقصاء زعبي عن الكنيست، مؤكدا أن أقوالها تتجاوز كل الحدود.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن وزيرة القضاء، تسيبي ليفني، قررت التوجه للمستشار القضائي لمطالبته بفتح تحقيق حول تصريحات النائبة زعبي.

بدورها، ردت زعبي في بيان قائلة: «إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة لكل ما يتعلق بملف الخطف وسدّ أفق السلام العادل أمام الشعب الفلسطيني». وأضافت: «أنا لا أؤيد القتل ولا أريد أن أرى المفقودين يُقتلون. ما أريده هو الحياة والكرامة لشعبي الفلسطيني اللتين تسرقهما إسرائيل يوميا».

وكانت جماعات يمينية متشددة تخطط لتنظيم مظاهرة أمام منزل زعبي للمطالبة بطردها من الكنيست. وهذه الجماعات هي نفسها التي كانت طلبت احتجاز زوجة الرئيس الفلسطيني أم مازن في إسرائيل.

وهاجم أحد الكتاب أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لأنه لم يحتجز عقيلة الرئيس الفلسطيني لحين الإفراج عن المخطوفين في الضفة.

وقال نوح كليجر بأنه «كان يجب على تل أبيب الاحتفاظ بزوجة الرئيس عباس التي كانت تعالج في أحد المشافي الإسرائيلية، رهينة وورقة مساومة حتى إطلاق سراح المخطوفين». وأضاف: «في دولة ثانية كانت أم مازن يمكن أن تصبح منذ زمن بعيد ورقة مساومة ناجحة حتى عودة المخطوفين».

وجاء هذا الهجوم على نتنياهو بعد هجوم آخر شنه عضو «الكنيست» الإسرائيلي السابق ميخائيل بن آري، مبينا أن علاج أم مازن في مستشفى إسرائيلي يظهر كم أن الإسرائيليين «أغبياء». وقال بن آري: «عطفنا على أعدائنا يعلمهم كم نحن أغبياء، كان يجب احتجاز أم مازن في زنزانة معتمة حتى يعود الشبان المخطوفون».

وكانت عقيلة الرئيس الفلسطيني وصلت الخميس الماضي إلى مشفى «أوسوتا» في تل أبيب لإجراء عملية جراحية.

ويفترض أن يكون هذا الإجراء سريا، ووضعت زوجة الرئيس في غرفة خاصة دون أن يعلم أحد بهويتها، لكن تركيز الإعلام الإسرائيلي أجبرها على مغادرة المستشفى بعد يوم واحد بدل من أربعة أيام.

ورفض وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش الربط بين علاج أم مازن في إسرائيل وبين اختطاف الإسرائيليين، بينما التزمت الرئاسة الفلسطينية الصمت.