قادت الحملة العسكرية الضخمة التي تشنها إسرائيل في الضفة الغربية بحثا عن ثلاثة مستوطنين تقول: إن حركة حماس الفلسطينية اختطفتهم، إلى حل خلاف طويل بين قيادة الجيش الإسرائيلي ووزارة المالية حول الموازنة العسكرية للجيش، إذ اتفقت الوزارتان على تحويل مبلغ مليار شيقل (الدولار: 3.50 شيكل) لأغراض أمنية.
وجاء الاتفاق بعد أشهر من الخلاف العميق الذي لم يجد طريقه للحل، وفي ذروة العمل الإسرائيلي في الضفة.
وقالت مصادر إسرائيلية بأن «الاتفاق وضع حدا للصراع بين الوزارتين، ويقضي بتحويل مبلغ مليار شيقل مقابل إخلاء وزارة الدفاع أراضي عسكرية تقدر بـ20 دونما، تابعة لمطار سدي دوف بمدينة تل أبيب حتى العام 2017. لإفساح المجال لبناء 16 ألف وحدة سكنية في موقعي المطار، المدني والعسكري، على أن تتعهد وزارة الدفاع بوقف تقديم طلب آخر لزيادة ميزانيتها خلال عام 2014».
وعقب مصدر في وزارة الدفاع بالقول: «جاء الاتفاق الذي جرى التوصل إليه كجزء من رغبة الوزارتين بالامتناع عن الحرب الكلامية في وسائل الإعلام. وسيمكن هذا المبلغ الجيش الإسرائيلي من استكمال برنامجه والقيام بواجبه في العام الحالي».
ومن المتوقع أن يجدد الجيش الإسرائيلي تدريبات الاحتياط وتدريبات سلاح الجو التي أعلن أنها توقفت الشهر الماضي بسبب الضائقة المالية. وشكك مراقبون في أن يلتزم الجيش بالاتفاق ولا يطلب زيادة أخرى على ميزانيته في ظل ما أعلنه قائده بيني غانتس، عن الاستعدادات لعملية طويلة ومعقدة في الضفة الغربية.
وتبحث إسرائيل عن ثلاثة مستوطنين اختفوا في وقت متأخر الخميس الماضي في منطقة قريبة من الخليل عندما كانوا ينتظرون سيارة لتقلهم. ودفع هذا الحادث المستوطنين وشركات متخصصة في إسرائيل للبحث عن حلول أمنية جديدة لمنع تكرار هذه العمليات.
ودعت مجالس المستوطنات من سكانها، تحاشي التوقف على الطرقات الرئيسية في الضفة بهدف السفر المجاني، والبقاء داخل المستوطنة، كما طالبوا الجيش بنشر مزيد من القوات على المواقف والطرقات الرئيسية القريبة من المستوطنات.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الجيش يبحث عن وسائل لمنع المستوطنين من الوقوف على الطرقات الرئيسية ومن بين المقترحات، تأمين حركة المواصلات العامة من داخل المستوطنات طيلة الوقت.
كما بدأت مجالس المستوطنات العمل مع شركات متخصصة لإطلاق تطبيقات خاصة بالهواتف الذكية لتجنب عمليات الاختطاف.
وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن «المجلس الإقليمي شومرون» يعمل على تطوير تطبيق جديد على الهواتف الذكية، سيساعد الإسرائيليين على الاتصال فورا بالسلطات المعنية في حال التعرض للخطف، ويمكن السلطات من تحديد موقع أصحاب الهاتف من دون إجراء أي مكالمة أو استخدام الهاتف.
ويعمل التطبيق على تنبيه السلطات بموقع صاحب الهاتف الذي يتعرض للخطر من خلال نظام الخرائط، ويستمر بإرسال رسائل متتالية حول تحركات صاحب الجهاز، بصرف النظر عن حالة الجهاز.