ظريف: المفاوضون بدأوا صياغة الاتفاق النووي النهائي

معهد أمني أميركي يؤكد قدرة طهران على إنتاج القنبلة خلال ثلاثة أشهر

TT

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المفاوضين الإيرانيين ونظراءهم الذين يمثلون مجموعة الدول الست الكبرى بدأوا أمس صوغ نص اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني، ولكن مع استمرار وجود تباينات عدة. وقال جواد ظريف لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إسنا) من فيينا «بدأنا ببطء صوغ نص اتفاق نهائي، لكن لا تزال هناك تباينات كثيرة».

من جانبه، قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أمس، إنه من غير المرجح في الوقت الراهن إجراء مزيد من المحادثات مع إيران - على هامش اجتماعات البرنامج النووي الإيراني - بشأن التعاون في التعامل مع الأزمة في العراق. وأضاف في تصريح صحافي «ربما تجرى مناقشات في المستقبل على مستوى أقل.. على الرغم من أننا لا نتوقع طرح الموضوع مرة أخرى خلال هذه الجولة».

واشترطت إيران من أجل تعاون محتمل مع الولايات المتحدة بخصوص العراق، نجاح المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وقال محمد نهونديان، رئيس مكتب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن محادثات إيران مع مجموعة «5+1» تعد «اختبار ثقة»، مضيفا «إذا ادى ذلك إلى حل نهائي، فيمكن أن تكون هناك فرص مباحثات حول مواضيع أخرى»، وذلك ردا على سؤال حول هذا التعاون المحتمل.

وقال معهد أمني أميركي إن إيران يمكنها تجميع مواد لصنع قنبلة نووية في غضون ثلاثة أشهر أو أقل. بينما أشار خبراء إيرانيون إلى أن الإطار الزمني المطلوب يزيد عن ذلك بستة أمثال في خلاف يدخل في جوهر المحادثات بين طهران والقوى العالمية. وتعقد الخلافات حول المدى الزمني الذي قد تستغرقه إيران لتخصيب يورانيوم لإنتاج قنبلة نووية محاولة للتوصل إلى اتفاق بحلول أواخر يوليو (تموز) تحد طهران بموجبه من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات التي تصيب اقتصادها بالشلل. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن إيران لديها القدرة على إنتاج يورانيوم مخصب لإنتاج قنبلة واحدة خلال شهرين إذا قررت ذلك. ويقول مسؤولون غربيون وخبراء إن هذا الإطار الزمني يجب أن يمدد بشكل جوهري في ظل أي اتفاق يستهدف إنهاء الخلاف النووي المستمر منذ نحو عشر سنوات.

وفي محاولة لتفنيد هذا الرأي في ما يبدو، نشر موقع إلكتروني إيراني هذا الشهر تقريرا يقول إن الوقت اللازم لذلك قد يستغرق 18 شهرا على الأقل، وهو إطار زمني قد يصل إلى ثلاث سنوات إذا تضمن ذلك تحويل المواد إلى فلز اليورانيوم وصبه في قوالب، وهي خطوات ضرورية لصنع قنبلة. يضاف إلى ذلك وقت آخر مطلوب لتطوير وسيلة لنقل القنبلة إلى الهدف المطلوب مثل صاروخ أو نحوه. وقال التقرير إنه من المستحيل أن تنتقل إيران خلال شهور إلى المسار النووي، وإن الفترة الزمنية المطلوبة تقدر بسنوات. وشدد التقرير على أن هذا الأمر مجرد سيناريو افتراضي. ويقول الموقع الإلكتروني إنه مكرس لتوفير معلومات دقيقة وحقيقية عن البرنامج النووي الإيراني الذي تقول الجمهورية الإسلامية إنه سلمي تماما. وقال معهد العلوم والأمن الدولي ومقره الولايات المتحدة، الذي يتابع الأنشطة النووية الإيرانية، أمس الأربعاء، إن الموقع الإلكتروني الإيراني يعبر عن مواقف حكومية عامة في ما يتعلق بالقضايا النووية. وأضاف المعهد معلقا على التقرير الإيراني «هذه الدراسة تتضمن أخطاء، وتستخدم افتراضات غير موثقة للوصول إلى ما خلصت إليه من نتائج». ومضى يقول «باستخدام معلومات التقرير وتصحيح الأخطاء نخلص إلى أن هذه الفترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر لإنتاج 25 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب للدرجة اللازمة لإنتاج سلاح نووي.