حزب المسار التونسي يعقد مؤتمره الأول لاختيار قيادة جديدة

جلسة مساءلة برلمانية اليوم لوزراء الداخلية والعدل والدفاع حول الوضع الأمني

TT

انطلقت أمس بالعاصمة التونسية فعاليات المؤتمر الوطني الأول لحزب المسار الاجتماعي الديمقراطي (حركة التجديد سابقا)، وستستمر على مدى ثلاثة أيام، في انتظار استئناف بقية الأنشطة بمدينة الحمامات (شمال شرقي تونس).

ومن المنتظر أن يفرز المؤتمر قيادة سياسية ومكتبا سياسيا جديدين، ويحظى سمير الطيب، القيادي في حزب المسار، بحظوظ وافرة لخلافة أحمد إبراهيم، رئيس الحزب، الذي سبق له أن صرح بأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لرغبته في ضخ دماء شابة، وقناعته بضرورة تجديد قواعد الحزب قبل أشهر قليلة من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تونس.

وغيرت حركة التجديد، ذات التوجه اليساري، اسمها بعد الثورة إلى حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي. وكان يعد من أهم الأحزاب المناهضة لحكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إلى جانب الحزب الديمقراطي التقدمي، بزعامة أحمد نجيب الشابي، وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، بقيادة مصطفى بن جعفر. ويبحث الحزب عن موقع قدم أفضل في الساحة السياسية، بعد فشله في الفوز في انتخابات المجلس التأسيسي (البرلمان) التونسي التي جرت في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011.

وذكرت مصادر مقربة من قياداته السياسية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن اجتماعا سياسيا عقد قبل يوم من بداية المؤتمر، وطرحت خلاله إمكانية تغيير القيادات السياسية، ولم يرفض الطيب إمكانية ترشحه لخطة أمين عام للحزب. وذكرت المصادر ذاتها، أن القيادات السياسية القاعدية قد لمحت إلى الطيب بالاستعداد لتحمل هذه المسؤولية الجسيمة قبل الانتخابات المقبلة.

وكان حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي من بين الأحزاب المؤسسة للاتحاد من أجل تونس، الذي تتزعمه حركة نداء تونس، ودعم في مرحلة أولى فكرة الدخول إلى الانتخابات المقبلة ضمن جبهة سياسية موحدة وبمرشح واحد للانتخابات الرئاسية، بيد أن تخلى نداء تونس عن الاتحاد، وإعلانه الدخول بلوائح انتخابية منفردة إلى الانتخابات عقد الأوضاع السياسية داخل الاتحاد المهدد بالاندثار، ودفع حزب المسار إلى تغيير استراتيجيته السياسية، مع التلميح بمواصلة البحث عن تحالفات سياسية أخرى.

من ناحية أخرى، يعقد المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) اليوم جلسة عامة، ويتضمن جدول الأعمال مساءلة وزراء الداخلية والعدل والدفاع الوطني حول الوضع الأمني في تونس، خاصة بعد أن شهدت البلاد مواجهات مسلحة متكررة مع عناصر إرهابية لا تزال متحصنة في المناطق الجبلية الممتدة على طول الحدود التونسية - الجزائرية.