مليون وثلاثمائة ألف ناخب موريتاني يصوتون اليوم لاختيار رئيس للبلاد

مؤيدو ولد عبد العزيز يراهنون على المناطق الشرقية للرفع من نسبة المشاركة

TT

يتوجه الموريتانيون، اليوم، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد من بين خمسة مترشحين، يعد الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز أوفرهم حظا للفوز، ويراهن فيها على الرفع من نسبة المشاركة رغم مقاطعتها من طرف المعارضة.

وكان أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن قد أدلوا بأصواتهم، أمس، في مختلف مناطق البلاد، وخاصة العاصمة نواكشوط التي صوت فيها 64 في المائة من الفروع الأمنية والعسكرية، في حين أكدت مصادر انتخابية لـ«الشرق الأوسط» أن نسبة مشاركة العسكريين في الانتخابات كانت مرتفعة جدا، وقد تزيد على 80 في المائة.

في غضون ذلك، يتوجه أكثر من مليون وثلاثمائة ألف ناخب موريتاني للإدلاء بأصواتهم داخل نحو ثلاثة آلاف مكاتب تصويت موزعة على مختلف مناطق البلاد، وتعد العاصمة نواكشوط أكثر المدن الموريتانية فيما يخص الحجم الانتخابي، إذ يصل عدد الناخبين فيها إلى أكثر من 254 ألف ناخب، أي ما يعادل نسبة 20 في المائة من ناخبي البلاد.

وعلى الرغم من أن خمسة مترشحين يتنافسون في هذه الانتخابات، فإن مؤيدي الرئيس ولد عبد العزيز يركزون على حث الناخبين على التصويت من أجل رفع نسبة المشاركة للتقليل من شأن وحجم مقاطعة المعارضة للانتخابات، وهم يراهنون على المناطق الشرقية التي توصف دائما بأنها «خزان انتخابي جاهز»، حيث تحظى المحافظات الشرقية الثلاث (الحوض الشرقي، الحوض الغربي، لعصابه) بأصوات أكثر من 400 ألف ناخب، أي ما يعادل ثلث الناخبين الموريتانيين. أما المناطق الشمالية فينخفض فيها الحجم الانتخابي بشكل كبير، ليصل في الولايات الثلاث الشمالية (تيرس الزمور، داخلت نواذيبو، إنشيري) إلى أقل من مائة ألف ناخب.

وبحسب بعض المراقبين، فإن نسبة المشاركة ستكون أقل في المدن الكبيرة، وخاصة العاصمة نواكشوط، التي تعد معقلا للمعارضة، كما يبتعد فيها الناخب عن الضغوطات المحلية المتمثلة في القبيلة والجهة، إذ يكون أكثر استقلالية من الناخبين في الأرياف والمناطق الداخلية.

ويشارك في هذه الانتخابات عدد من الجاليات الموريتانية، حيث بلغ عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية في الخارج عشرة آلاف و772 ناخبا، سيصوتون في 23 مكتبا، ويعد مكتب المملكة العربية السعودية أكبرها، يليه مكتب كوت ديفوار، ثم فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ويتنافس في هذه الانتخابات خمسة مترشحين يتقدمهم الرئيس المنتهية ولايته ولد عبد العزيز، ثم رئيس حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي بيجل ولد هميد، ولاله مريم بنت مولاي إدريس، والمناضل الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيد، وأخيرا رئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية - حركة التجديد، إبراهيما مختار صار.

في غضون ذلك، حذرت حملة المترشح ولد الداه ولد اعبيد، من حدوث عمليات تزوير لنتائج الانتخابات، وقالت في بيان صحافي وزعته أمس في نواكشوط «نحذر وننذر السلطات العمومية واللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والمجلس الدستوري من كل ما يمكن أن تُشتم منه رائحة التزوير في الاقتراع، أو في حساب أو إخراج النتائج». وأضافت «لن نقبل ولن نتساهل مع تلك الحالات إن تأكدنا منها، مهما كلف الثمن، ولكننا نعدهم، في المقابل، بأننا لن نتردد لحظة في قبول النتائج والإشادة بها، إذا كانت كل العمليات شفافة ونزيهة وواضحة»، وفق نص البيان.

على صعيد آخر، قللت المعارضة المقاطعة للانتخابات من شأن نسبة المشاركة التي سيعلن عنها خلال هذه الانتخابات، وشككت في نزاهة اللجنة المشرفة عليها، وقالت في بيان أصدرته أمس إنه «مهما تكن نسبة المشاركة التي ستعلن عنها اللجنة (المستقلة) للانتخابات، فإن الوقائع والحقائق والمشاهدات ستبقى فوق كل محاولات التزوير والتزييف والتحريف؛ وقد أجمع كل المراقبين على رفض الشعب الموريتاني لهذه المهزلة الانتخابية».

وقالت المعارضة المقاطعة إن «المواطنين عزفوا أصلا عن التسجيل على اللائحة الانتخابية، التي لا تضم اليوم سوى نحو نصف المواطنين البالغين سن الاقتراع»، مشيرين إلى أن الدليل على فشل هذه الانتخابات هو «مقاطعة أحزاب وقوى سياسية وازنة كانت قد شاركت في الانتخابات النيابية والبلدية الماضية».