أنصار الصدر يستعرضون في بغداد ومدن الجنوب بأسلحة ثقيلة وصواريخ

قيادي في تياره: قواتنا ستكون بإمرة زعيمنا وتنتظر أوامره

عناصر في «سريا السلام» التي شكلها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يستعرضون أسلحتهم بما فيها الصواريخ في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

تلبية للدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأسبوع الماضي لأنصاره بتنظيم استعراض عسكري لما سماه «سرايا السلام» التي شكلها كبديل لـ«جيش المهدي» على إثر دخول تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) محافظتي نينوى وصلاح الدين، نظم الآلاف من الصدريين أمس استعراضات عسكرية في العاصمة بغداد وفي عدد من محافظات الوسط والجنوب.

وحمل المستعرضون ولأول مرة أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتوسطة بينها صواريخ كاتيوشا. وأكد عدد من قيادات التيار الصدري في المدن التي شملها الاستعراض أنهم يسعون لتبيان جاهزية أنصار التيار للدفاع عن المقدسات وعن أرض العراق من التنظيمات الإرهابية بكل أشكالها بعيدا عن الطائفية والتطرف.

وفي وقت أكدت المرجعية الشيعية العليا في العراق، التي دعت إلى ما سمته «الجهاد الكفائي»، على ضرورة أن تنظم عملية التطوع لمقاتلة «داعش» في إطار الدولة وتحت إشرافها، فإن أنصار التيار الصدري أكدوا خلال الكلمات التي ألقوها أثناء عملية الاستعراض أن «سرايا السلام» هي بإمرة زعيم التيار الصدري وهم بانتظار أوامره.

ورغم أن الصدر كان قد أعلن تجميد جيش المهدي أوائل عام 2012، بعد إتمام الانسحاب الأميركي من العراق، فإنه وطبقا للكلمات التي ألقاها ممثلو الصدر في الاستعراض فإن من بين المستعرضين هم جيش المهدي، بالإضافة إلى «سرايا السلام»، وهو ما يعني ضمنا رفع التجميد عنه.

لكن مصدرا مقربا من التيار الصدري أبلغ «الشرق الأوسط» أن «المتطوعين الذين يشار إليهم على أنهم يمثلون جيش المهدي إنما هم في الحقيقة لواء اليوم الموعود الذي لم يجمده الصدر من الناحية العملية لكن لم تكن له طوال الفترة الماضية مهام محددة»، مشيرا إلى أن «مهمته كانت تنحصر بمقاومة الاحتلال الأميركي وما يتبقى منه لأنه كان هناك إشارات خلال انسحاب الأميركيين إلى أنهم سيتركون قواعد وجيوشا بصيغة خبراء أو شركات أمنية، وهو ما رفضه الصدر في وقتها». وأضاف المصدر المطلع أن «مستعرضي التيار الصدري نوعان.. نوع كان قد خضع لتدريبات على كل أنواع الأسلحة ولديه خبرات قتالية خلال عملية مقاومة الاحتلال الأميركي للعراق، وبالتالي فإنه جاهز تماما للمواجهة، والنوع الثاني هو المتطوعون الجدد الذين باتوا يخضعون الآن لتدريبات مكثفة لغرض زجهم في مواجهة (داعش)».

ومن بين الأسلحة التي رفعها المستعرضون صواريخ باسم «مقتدى» ومدافع وراجمات وصواريخ «كاتيوشا» و«غراد» وقاذفات «آر بي جي» وأسلحة رشاشة. كما تقدمت «سرية انتحاريين» مستعرضي محافظة ذي قار جنوب العراق. وفي الاستعراض الذي أقيم في مدينة الصدر ببغداد شاركت سرية أطلق عليها «سرية العبوات الناسفة»، وبلغ عددهم نحو 50 عنصرا.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، جواد الجبوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الاستعراض إنما هو رسالة اطمئنان وتحذير في الوقت نفسه، حيث إن للصدريين تجربة سابقة في مقاومة الاحتلال، ولديهم وجود على الأرض، وإنهم يتكيفون حسب مقتضى الحال وطبقا للوضع الذي يبدو فيه وضع البلد والنظام الذي يحكمه أو يتحكم فيه». وأضاف أنه «حين جرى الاتجاه لبناء الدولة فقد تحول التيار الصدري إلى العمل السياسي من خلال كتلة الأحرار التي لديها ثقل في البرلمان وفي مؤسسات الدولة، وكان أنصار التيار الصدري حاضرين من خلال المظاهرات التي يقومون بها في مختلف المناسبات لغرض الإصلاح»، مشيرا إلى أن «الظرف اليوم اختلف تماما، إذ نواجه اليوم عدوانا صريحا على العراق بكل أطيافه وقومياته وأديانه ومذاهبه وبالتالي فإنه لا بد من العمل وبالتالي فإن ما نقوم به إنما هو رد فعل إيجابي لفعل سلبي». وردا على سؤال بشأن الكيفية التي ستتولى بها هذه السرايا مهامها، خصوصا وأنها تحمل أسلحة بعضها ثقيل بينما أكدت المرجعية على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، قال الجبوري إن «عمل هذه السرايا لن يخرج عن إطار فتوى المرجعية من الناحية الشرعية، كما أن السيد الصدر وأثناء دعوته إلى تشكيل هذه السرايا طلب أن تكون في إطار عمل الأجهزة الحكومية وبالتنسيق التام معها حتى لا نعطي ذريعة لتفكيك الدولة».

من جانبها، أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن «استعراض الصدريين يعطي رسالة اطمئنان للشارع العراقي من جهة، ومن جهة ثانية يردع جهود (رئيس الوزراء نوري) المالكي في عسكرة المجتمع». وقال عضو اللجنة عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود أسلحة لدى تيارات وطنية معتدلة مثل التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي بات يعطي رسالة اطمئنان للناس بأن هذه الأسلحة لن تستخدم ضدهم على العكس من الجيش الذي يفترض أنه وطني لكن سياسات رئيس الحكومة جعلته مصدر شكوك لدى كل المكونات الشيعية والكردية والسنية لأنه استخدم بطريقة خاطئة، وهو ما حصدنا نتيجته في أحداث الموصل».