أحد مؤسسي الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر يضرب عن الطعام في سجنه احتجاجا على «حرمانه» من «المصالحة»

تنظيم سلفي يدعو إلى التصدي للمتشيعين في شرق البلاد

TT

دخل أحد أبرز قادة العمل المسلح بالجزائر، في إضراب عن الطعام أمس في سجنه بالعاصمة، تعبيرا عن تذمره من «حرمانه» من تدابير «السلم والمصالحة الوطنية». في غضون ذلك، حذر تنظيم سلفي غير معتمد من «استفحال ظاهرة التشيع» في أهم منطقة بالشرق الجزائري.

وقال مصدر على صلة بـعماري صايفي الشهير بـ«عبد الرزاق البارا»، لـ«الشرق الأوسط» إنه قرر الصوم لأجل غير مسمى احتجاجا على «ظروف سجنه القاسية وعزلته في زنزانة انفرادية تحت الأرض».

ويوجد البارا موضع بحث من الشرطة الدولية بناء على مذكرات اعتقال صدرت عن عدة دول غربية، بسبب تورطه في اختطاف مواطنين أوروبيين وصلاته مع تنظيم القاعدة. وكان البارا أبرز قادة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت مطلع 2007 إلى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».

وذكر المصدر الذي رفض نشر اسمه، أن صايفي (46 سنة) «يعاني من آلام حادة في عظام ساقيه ومن انتفاخ رجليه بسبب ارتفاع الرطوبة في الزنزانة». ويقع سجن «سركاجي»، الموروث عن الفترة الاستعمارية، في مكان رطب جدا. وأعلنت وزارة العدل منذ سنوات طويلة عزمها غلقه بسبب وجوده في قلب حي سكني.

وأضاف المصدر ذاته أن صايفي، المعروف أيضا بـ«أبي حيدرة الأوراسي»، قرر الإضراب «احتجاجا على حرمانه من إبطال المتابعة القضائية والأحكام التي صدرت بحقه، وبالتالي غلق الباب أمام إمكان استفادته من تدابير المصالحة، على عكس قياديين آخرين جرى اعتقالهم ثم أفرج عنهم في إطار المصالحة فعادوا إلى المجتمع بشكل طبيعي». ونقل عنه أن ضباط مخابرات زاروه في بداية سجنه، وتحديدا في مارس (آذار) 2011. وأنهم وعوده بأنه سيغادره قريبا. وقال أيضا بأنهم وعدوه عندما جرى تسلمه من ليبيا قبل 11 سنة أنه سيستفيد من عفو رئاسي يسبقه إلغاء كل الأحكام القضائية التي صدرت بحقه. ولكن ذلك لم يحدث وهو في قمة الإحباط، خاصة أنه تعاون مع الأجهزة الأمنية في كل ما يتعلق بشبكات الإرهاب بالجزائر، وفي صحراء الساحل التي يعرفها جيدا.

ويثير البارا (كلمة فرنسية تعني عسكري مظلي، وقد كان صايفي مظليا في الجيش الجزائري قبل التحاقه بالإرهاب)، جدلا واسعا في الوسط القانوني بالعاصمة، إذ يطالب المحامون الذين يترافعون لصالح متهمين ضالعين في قضايا يوجد بها اسم قيادي «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقا، بإحضاره إلى المحاكمات على أساس أنه موجود لدى السلطات منذ 11 سنة. وكانت وزارة الداخلية هي من أعلنت في بيان رسمي أنها تسلمته من ليبيا، التي تسلمته بدورها من جماعة تشادية معارضة احتجزته مدة تزيد على خمسة أشهر شمال تشاد. ووقع صايفي في أسر الجماعة شهورا قليلة بعد الحصول على فدية من الحكومة الألمانية، قيمتها خمسة ملايين يورو نظير الإفراج عن 32 سائحا أغلبهم ألمان، اختطفهم بصحراء الجزائر مطلع 2003. وجرت إدانة الكثير من المسلحين الذين شاركوا في الاختطاف بالسجن.

من جهة أخرى، دعا تنظيم سلفي رفضت السلطات اعتماده يدعى «حركة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية الجزائرية»، في بيان أمس، سكان قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)، إلى «التصدي للمتشيعين الذين ينشرون بذرة التشيع ويفتنون بعض عائلات أهل حي القنطرة (الشعبي) بضلالهم المذهبي والفكري في هذا الحي». من دون ذكر من هم الأشخاص الذين ينشرون التشيَع، فيما سبق للصحافة أن كتبت «استفحال ظاهرة التشيع» في الكثير من ولايات الجزائر، منها قسنطينية.

وجاء في البيان «بعد قيام الدولة الخمينية الصفوية الرافضية الباطنية، تحاول إيران من خلال عملائها نشر بذرة التشيع بين الناس في سرية تامة وكتمان كبير، لأنهم يعرفون تركيبة المجتمعات المغاربية ولا سيما المجتمع الجزائري الذي لن يقبل دعوتهم الكفرية المبنية على الإلحاد في حق الله والطعن في رسول الله، وتكفير الصحابة رضي الله عنهم وتحريف القرآن والطعن في السنة، وتكفير عموم المسلمين والمذاهب والمدارس السنية».