واشنطن تعلن عن «تدابير جديدة» في نقاط العبور بمنطقتي أوروبا والشرق الأوسط

تشديد الأمن في مطارات دولية بعد تحذير أميركي من هجوم في أوغندا

TT

أعلنت بريطانيا أمس تعزيز الإجراءات الأمنية، ردا على دعوة أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تشديد اليقظة في المطارات التي تنطلق منها رحلات إلى الولايات المتحدة في منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا بسبب «تهديدات جديدة» إرهابية.

ولم توضح واشنطن في تحذيرها طبيعة أو مكان والموعد المحتمل لهذا الخطر الجديد الذي يأتي عشية اليوم الوطني الأميركي في الرابع من يوليو (تموز). وأعلن وزير الأمن القومي الأميركي جيه جونسون أن إجراءات أمنية جديدة ستطبق «في الأيام المقبلة» دون تحديد المطارات المعنية. وصرح جونسون في بيان «نحن نتبادل معلومات حديثة وذات صلة مع حلفائنا، ونتشاور مع قطاع الطيران». وقال «سنواصل تعديل الإجراءات الأمنية لتعزيز أمن الطيران دون خلق أي إزعاجات غير ضرورية للمسافرين». وأوضح مسؤول في الوزارة أن المطارات المعنية هي في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأكد نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ، ووزير النقل باتريك ماكلولين، تبني إجراءات جديدة في مواجهة «تهديدات جديدة حقيقية». وقال ماكلولين إن «الإجراءات المناسبة اتخذت، وآمل ألا تسبب تأخيرا كبيرا في الرحلات»، في محاولة لتهدئة المخاوف من حدوث فوضى خلال رحلات عطلة الصيف. وأوضحت السلطات البريطانية أيضا أن مستوى الإنذار في بريطانيا يبقى على حاله عند الدرجة الثالثة من سلم من خمس درجات. وفي هيثرو، المطار الدولي الأول في العالم في عدد المسافرين، لم يشاهد أي انتشار للشرطة ولا صفوف انتظار طويلة صباح أمس.

في هذه الأجواء، حذرت السفارة الأميركية في أوغندا من خطر وقوع هجوم إرهابي خلال نهار أمس في مطار كمبالا الدولي. وقالت السفارة على موقعها الإلكتروني إنها «تبلغت من الشرطة الأوغندية بأنه استنادا إلى مصادر في أجهزة الاستخبارات هناك خطر محدد بوقوع هجوم على مطار عنتيبي الدولي من قبل مجموعة إرهابية مجهولة مساء اليوم (أمس) 3 يوليو». ولم يذكر اسم أي جماعة محددة، لكن الإسلاميين الصوماليين الشباب المرتبطين بتنظيم القاعدة تبنوا في الآونة الأخيرة هجمات في كينيا وجيبوتي. وذكرت السفارة بأن «التهديد من هجمات إرهابية محتملة مستمر في البلاد»، ونصحت المسافرين الذين كانوا يريدون التوجه مساء أمس إلى المطار الواقع في ضاحية المدينة إلى «مراجعة خططهم». وعزز الجيش والشرطة وجودهما في كمبالا وحولها ونشرا آليات ثقيلة. إلا أن الوضع بدا طبيعيا في الشوارع.

وأكدت السلطات الأوغندية وجود «تهديد»، إلا أنها سعت لطمأنة السكان. وقال الناطق باسم الحكومة افوونو أوبوندو «تلقينا معلومات عن تهديد.. ونتعامل معها». وأضاف أن نشر القوات جاء «لمواجهة هذا التهديد، لكننا لا نتوقع حدوث شيء». وتابع أن «مستوى الإنذار المرتبط بالإرهاب في أوغندا مرتفع منذ نحو عام»، معبرا عن أسفه لأن الولايات المتحدة «بالغت في رد فعلها» في التحذيرات التي توجهها إلى المسافرين. لكن الناطق باسم الجيش بادي انكوندا قال إنه «على السكان التزام الحذر والإبلاغ عن أي شخص مشبوه». ومن جهته، قال المتحدث باسم الشرطة فريد اينانغا إن تعزيز الأمن في المدينة مرتبط بتنظيم مؤتمرين دوليين وكذلك بالمونديال وبشهر رمضان.

ويأتي الإعلان الأميركي على خلفية انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط وإحالة المشتبه به الأبرز في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي أمام القضاء الأميركي. كما أن تقدم «الجهاديين» في العراق، حيث أعلنوا إقامة «الخلافة الإسلامية» انطلاقا من الأراضي التي سيطروا عليها في العراق وسوريا، يمثل تهديدا للمصالح الأميركية.

وفي الأشهر الماضية، رأى خبراء أميركيون في مكافحة الإرهاب أنه من المرجح أن يكون المتطرفون اعتمدوا استراتيجيات جديدة للالتفاف حول الإجراءات الأمنية في المطارات خصوصا من خلال صنع متفجرات لا يمكن رصدها. وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأحد الماضي، من أن مواطنين أوروبيين «متمرسين» بعدما حاربوا إلى جانب جهاديين في العراق وسوريا يشكلون تهديدا للولايات المتحدة لأن جوازات سفرهم تتيح لهم الدخول إلى أراضيها دون تأشيرات. وقال أوباما «نحن اليوم نخصص كما نفعل منذ سنوات وقتا كبيرا لتحسين قدراتنا الاستخباراتية لمواجهة هذا الوضع. علينا تحسين سبل المراقبة والاستطلاع والاستخبارات».

ولتبرير غياب توضيحات حول الإجراءات التي ستطبق في الأيام المقبلة، أوضح مسؤول في وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن «كل المعلومات المحددة حول الإجراءات أو الأماكن هي معلومات حساسة، فنحن لا نريد الكشف عن معلومات حول مستويات محددة من الأمن لعناصر يريدون إلحاق الضرر بنا». وأضاف «ذلك من شأنه أن يعطيهم تقدما غير مبرر علينا. نحن نستهدف بعض المطارات في الخارج بناء على معلومات آنية». ورفض المسؤول الرد على الأسئلة حول وجود تهديد محدد كشفته أجهزة الاستخبارات عشية اليوم الوطني الأميركي. واكتفى المسؤول بالقول إن «الوكالة الأميركية للنقل الجوي ستقوم بالتعديلات الضرورية مع تطور التهديد»، مشيرا إلى أن الأمر يتضمن إجراءات «معروفة وأخرى جديدة» مثل «تدقيق إضافي بالأشخاص والأمتعة». ونصح «المسافرين بالوصول إلى المطار قبل الوقت المقرر بكثير لإجراء عمليات التفتيش حتى لا تفوتهم رحلتهم».

وبرز التهديد الذي يمثله «جهاديون» أوروبيون مع قضية الفرنسي مهدي نموش الذي قاتل إلى جانب متشددين في سوريا طيلة أكثر من عام، والذي يشتبه في أنه أطلق النار داخل متحف يهودي في بروكسل مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص في 24 مايو (أيار) الماضي.