طهران وواشنطن تصفان الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية بـ«الفرصة التاريخية»

ويليام هيغ: لحظة حاسمة لتسوية أحد أصعب التحديات الخارجية في عصرنا

TT

استأنفت المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني أمس في فيينا، وعدت واشنطن الجولة الأخيرة «فرصة تاريخية»، كما رأت فيها إيران «فرصة لدخول التاريخ». وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ «إنها لحظة حاسمة في الجهود الدولية لتسوية أحد أصعب تحديات السياسة الخارجية في عصرنا».

من جهته، قال الناطق الأوروبي مايكل مان، إن «الأطراف تجتهد في العمل كما في كل مرة». وأضاف أن «المفاوضين جاءوا بتصميم على دفع العملية قدما والتوصل إلى اتفاق في 20 يوليو (تموز) الحالي».

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «لدينا مناسبة فريدة للدخول في التاريخ». لكنه أكد أيضا في مقالة نشرها في صحيفة «لوموند» الفرنسية أن إيران «لن تساوم على تقدمها التكنولوجي» الذي يشكل مصدر فخر وطني لا يمكن لإيران التخلي عنه. واستعرض ظريف في المقالة تاريخ هذا الملف الذي يسم علاقات إيران الدولية منذ عشر سنوات، فذكر بشكل مفصل بالجهود التي وافقت إيران على بذلها لجعل أنشطتها شفافة، مؤكدا مرة جديدة أن بلاده لا تريد حيازة القنبلة النووية سواء لأسباب «أخلاقية» أو «دينية» أو «استراتيجية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. كما شدد على أن العقوبات المفروضة على إيران لم تمنعها من مواصلة برنامج نووي مدني، محذرا الدول الكبرى من «التوهم» بإمكانية تخلي إيران عن هذا البرنامج.

وتشكل القدرة على تخصيب اليورانيوم التي ستحتفظ بها إيران واحدة من نقاط الخلاف الرئيسة التي منعت الطرفين من التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن احتفاظ إيران «ببضع مئات» من أجهزة الطرد المركزي مقبول. وتملك إيران حاليا نحو عشرين ألفا من هذه الأجهزة نصفها قابل للتشغيل، حسبما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أما إيران فهي مستعدة لتغيير خطط مفاعلها الذي يعمل بالمياه الثقيلة الذي يجري بناؤه في آراك من أجل ضمان عدم إنتاج البلوتونيوم، الوقود الآخر الذي يمكن أن تصنع منه قنبلة نووية، مع اليورانيوم المخصب.

في المقابل، ترفض إيران البحث في برنامجها للصواريخ (التي يمكن أن تحمل قنبلة)، مؤكدة أن هذه القدرات الباليستية مسألة مرتبطة بالدفاع الوطني وليس بالسياسة النووية. ويمكن تمديد المفاوضات ستة أشهر بالاتفاق بين الطرفين، لكن لا إيران ولا الدول الست تريد التفكير في هذا الحل حاليا. غير أن جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، أكد الثلاثاء الماضي أن «الولايات المتحدة وشركاءها لن يقبلوا بأي تمديد إن كان الهدف إطالة أمد المفاوضات».