مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وأنصار «الإخوان» في الذكرى الأولى لعزل مرسي

خلفت قتيلين وعشرات المصابين.. والشرطة تلقي القبض على نحو 200 فرد

مواجهات دارت بين قوات الأمن المصرية وآلاف المتظاهرين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين أمس (رويترز)
TT

قتل اثنان وأصيب العشرات خلال مواجهات عنيفة دارت أمس بين قوات الأمن المصرية وآلاف المتظاهرين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، الذين خرجوا للاحتجاج على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في نفس ذلك التوقيت من العام الماضي. وبينما وقعت عدة تفجيرات بقنابل بدائية الصنع في مناطق بالقاهرة والجيزة، قالت وزارة الداخلية إنه تم إلقاء القبض على 196 شخصا من مختلف المحافظات خلال مظاهرات الأمس من مثيري الشغب.

وخرج الآلاف من أنصار «الإخوان» أمس استجابة لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، المؤيد لمرسي، والذي ناشد أنصاره الاحتشاد في ذكرى العزل باعتباره «يوم غضب تصعيديا لمواصلة الثورة لتكون بداية لانهيار الانقلاب العسكري»، وطالب الشباب بـ«اتخاذ مواقعهم القيادية في الميادين والشوارع وتلقين الانقلاب دروسا جديدة».

وعزل قادة الجيش مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان والمصنفة رسميا كـ«جماعة إرهابية»، في 3 يوليو (تموز) من العام الماضي، عقب احتجاجات عارمة ضده خرجت في جميع المحافظات تطالب بتنحيه. ويقبع الرئيس الأسبق حاليا في سجن برج العرب بالإسكندرية، حيث يحاكم في عدة تهم منها التخابر واقتحام السجون وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين. ويطالب «الإخوان» بالإفراج عن مرسي وإعادته للحكم، بالإضافة إلى الإفراج عن آلاف المسجونين معه من قادة وأنصار الجماعة، الذين يحاكمون منذ عام مضى.

وبدا أن السلطات المصرية قررت عدم السماح مطلقا بأي تجمع أو اعتصام محتمل لأنصار مرسي أمس، حيث أغلقت قوات الجيش ميدان «التحرير» ورابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة أمام حركة السيارات والمشاة منذ صباح أمس. وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية «إن قوات الشرطة والجيش أغلقت كل المداخل المؤدية إلى ميدان التحرير، بالإضافة إلى نشر الآليات العسكرية أمام المتحف المصري من ناحية ميدان عبد المنعم رياض، وبمدخل الميدان من ناحية كوبري قصر النيل، وشوارع عمر مكرم، وقصر العيني، ومحمد محمود، والفلكي وطلعت حرب، بالإضافة إلى نصب حواجز الأسلاك الشائكة أمام تلك الآليات».

وقد أشرف على خطة تأمين تلك الميادين الحيوية قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء أركان حرب توحيد توفيق، الذي قام أمس بتفقد قوات التأمين من عناصر القوات المسلحة بميداني التحرير والنهضة للوقوف على الحالة الأمنية. وقالت وزارة الداخلية إنها «ألقت القبض أمس على 39 شخصا من أنصار جماعة الإخوان من المطلوب ضبطهم، منهم 17 بالقاهرة و4 بالجيزة واثنان بالإسكندرية واثنان بالبحيرة و9 بالمنيا وشخص بسوهاج و3 بقنا وشخص بالبحر الأحمر».

وأوضحت الداخلية، في بيان نشرته أمس، أن «عمليات الضبط تمت عقب اتخاذ الإجراءات القانونية، وفي إطار توجيه ما سمته ضربات استباقية لعناصر «تنظيم الإخوان الإرهابي». وأضافت الداخلية أن قوات الأمن ضبطت 157 شخصا ممن سمتهم «مثيري الشغب» بمحافظات القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والدقهلية، والمنوفية، ودمياط، والفيوم، والمنيا، وأسيوط خلال المسيرات، وضبطت بحوزتهم عددا من زجاجات المولوتوف والألعاب النارية.

وكان أنصار «الإخوان» قد بدأوا فعالياتهم الاحتجاجية أمس بقطع حركة المرور بثلاثة شوارع رئيسة بالقاهرة والجيزة. وقام عناصر الجماعة بإشعال النيران في إطارات السيارات وقطع حركة مرور السيارات بشارع النصر بمدينة نصر، وشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، وشارع الهرم، مرددين العديد من الهتافات المناهضة للقوات المسلحة والشرطة، حتى قامت قوات الأمن بالمناطق المشار إليها بتفريقهم وإعادة فتح الطرق الثلاثة مرة أخرى.

ووقع انفجار أمس في سيارة عثر بداخلها على قنبلة محلية الصنع بشارع أحمد سعيد أمام مستشفى القوات الجوية بالعباسية (شرق القاهرة)، دون وقوع أي إصابات، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط أحد مستقلي السيارة. وقال شهود العيان، إن الانفجار وقع بداخل سيارة ملاكي كانت تقف بجوار مستشفى القوات الجوية، وأن متهمين اثنين كانا يهمان بالخروج للفرار منها إيذانا بتفجيرها، قبل أن تنفجر بطريق الخطأ إحدى العبوات الناسفة المعدة للتفجير والموضوعة بداخل السيارة، على نحو تسبب في تعرضهما للانفجار.

وأمر المستشار إبراهيم صالح، المحامي العام الأول لنيابات غرب القاهرة الكلية، بتكليف جهاز الأمن الوطني وإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية بسرعة إجراء التحريات الأمنية، في شأن حادث التفجير وندب خبراء المفرقعات بمصلحة الأدلة الجنائية لرفع الآثار الفنية التي خلفتها التفجير.

وفي طريق الأوتوستراد من أمام النادي الأهلي بحي مدينة نصر، شرق القاهرة، قطع المئات من الطلاب المنتمين لما يسمى «طلاب ضد الانقلاب» الطريق في إطار الفعاليات الاحتجاجية، قبل أن تفرقهم قوات الأمن.

وفي حي حلوان جنوب القاهرة، أطلقت قوات الأمن المركزي عددا من القنابل المسيلة للدموع على مسيرة لعناصر جماعه الإخوان، فيما قامت عناصر الجماعة بوضع بعض الحواجز الحجرية وإشعال النيران في الإطارات لعرقلة وصول قوات الأمن إليهم.

وفي محافظة الجيزة، قالت مصادر أمنية إن مجهولين ألقوا قنبلتين بدائيتين على نقطتي شرطة «المنيرة الغربية والعمال» بمنطقة إمبابة بالجيزة، دون وقوع أي إصابات، حيث انتقل خبراء المفرقعات على الفور لفحص محيط الانفجار والوقوف على أسبابه.

كما تمكنت قوات الأمن من تفريق مسيرة تابعة لجماعة الإخوان خرجت في شارع «الهرم»، بعد اشتباكات دارت بين قوات الأمن المركزي وعناصر «الإخوان»، حيث أطلقت القوات قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، بعد قطعهم الشارع. وقال مصدر أمني إن قوات الحماية المدنية أبطلت مفعول عبوتين ناسفتين وأخمدت حريقا بمحطة وقود بشارع الهرم. وقالت مصادر إخوانية إن «قوات الأمن اعتدت بالرصاص الحي على المتظاهرين في منطقة الهرم، أمام فندق الأهرامات الثلاثة، ما أسفر عن مقتل شابين في المرحلة الجامعية، ووقوع عشرات الإصابات حتى الآن، منهم إصابة خطيرة».

وفي مدينة كرداسة، التي تعد معقلا للإسلاميين، قالت مصادر أمنية إن «شخصين قتلا في انفجار عبوة ناسفة كانا يصنعانها».

وفي الإسكندرية، أكد اللواء أمين عز الدين، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، أن أنصار «الإخوان» قاموا بتنظيم عدة مسيرات في منطقة شرق المدينة‏ بدائرة قسم شرطة العطارين، رددوا فيها هتافات معادية للقوات المسلحة و‏الشرطة، وقاموا بتعطيل الحركة المرورية و‏المواصلات العامة والخاصة، مشيرا إلى أن قوات الأمن تدخلت وقامت بتفريقهم، حيث تم ضبط 15 من عناصر الإخوان أثناء فرارهم، وبحوزتهم كمية من زجاجات الخل والمنشورات والألعاب النارية.

وقطع أنصار «الإخوان» بمحافظة البحيرة طريق الكوبري العلوي داخل مدينة دمنهور، والذي يوجد بنهايته مركز شرطة دمنهور، بالإضافة إلى قرب المنطقة من مبنى ديوان عام المحافظة والمؤمن بمدرعتي جيش للقوات المسلحة، وذلك تزامنا مع الذكرى الأولى لعزل مرسي.

من جهته، أكد تحالف دعم الشرعية أن أنصاره «احتشدوا في عز الحر والصيام، بفعاليات قوية مهيبة، ووصلوا إلى عدة ميادين ومواقع مؤثرة رغم الترتيبات الأمنية». وحمل التحالف السلطات مسؤولية القتلى والمصابين في صفوف المتظاهرين، الذين وصفهم بـ«السلميين». واستنكر التحالف استمرار حملة الاعتقالات في صفوف قياداته، وآخرها القبض على الدكتور مجدي قرقر أمين عام حزب الاستقلال، مؤكدا أنه «تصعيد ضد الشعب بعد التفافه حول دعوات انتفاضة 3 يوليو».