المقدسي يرفض «خلافة داعش» ويصف إعلانها بـ«مؤامرة» على «الجهاديين»

المرجع الروحي للجماعات المتطرفة قال إن «البيعة» يجب أن تكون بإجماع الناس والعلماء

أبو محمد المقدسي
TT

حذر الشيخ عاصم البرقاوي، المعروف بأبو محمد المقدسي، أحد أبرز المراجع الروحية للجماعات الجهادية في العالم، المسلمين في العالم من الاستجابة إلى دعوات تقديم البيعة للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مبينا أن «هذه البيعة مستكرهة غير ملزمة».

وكان تنظيم «داعش» أعلن أخيرا إقامة الخلافة الإسلامية وتسمية زعيمه أبو بكر البغدادي «خليفة» للمسلمين. وجاء الإعلان بعد التقدم الميداني الذي أحرزه التنظيم في العراق بعد أن بسط سيطرته على مدينة الموصل ومدن عراقية أخرى الشهر الماضي.

وقال المقدسي في رسالة نشرت أمس: «أن تأتي جماعة يغلب عليها الخطاب المغالي، والنهج الإقصائي الاستئصالي لكل مخالف، وعدم الاعتبار لعلماء الأمة وكبرائها، وتدعي رغبتها بتحكيم الشرع على الأمة ولما تقبل هي بالتحاكم إليه في الخصومات والدماء والأموال مع الآخرين، ثم تتغلب على بعض النواحي من ديار المسلمين، وقبل أن تستتب لها الأمور ويجتمع عليها الناس والعلماء الفضلاء حتى في تلك البلاد تعلن وجوب بيعة خليفتها الذي سمته على المسلمين في كل أنحاء العالم ووجوب هجرة المسلمين إليه وإثم من لم يفعل ذلك». وتابع قائلا: «الخلافة يجب أن تكون ملاذا وأمنا لكل مسلم.. لا تهديدا ووعيدا وتخويفا وفلقا للرؤوس».

وقال المقدسي: «ما دعاني لكتابة هذه الكلمات ما رتبوه من الطلاق بين أفراد المجاهدين وجماعاتهم وقياداتهم وما سينشرونه من بلبلة للصفوف وزعزعة للبنيان حين قال ناطقهم الرسمي: «رسالة إلى الفصائل والجماعات على وجه الأرض كافة، المجاهدين، والعاملين لنصرة دين الله، والرافعين الشعارات الإسلامية، فإلى القادة والأمراء نقول: اتقوا الله في أنفسكم، اتقوا الله في جهادكم.. إننا والله لا نجد لكم عذرًا شرعيًّا في التخلّف عن نصرة هذه الدولة» وقال: «وأما أنتم يا جنود الفصائل والتنظيمات؛ فاعلموا أنه بعد هذا التمكين وقيام الخلافة: بطلت شرعية جماعاتكم وتنظيماتكم، ولا يحل لأحد منكم يؤمن بالله: أن يبيت ولا يدين بالولاء للخليفة» فتأمل كيف يبطلون جهاد المجاهدين ويحرضون الأتباع على المتبوعين والطلبة على الشيوخ.. أي مؤامرة هذه لشق صف المجاهدين وتقويض صفوفهم وتوهين بنيانهم».

وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن المقدسي الشهر الماضي بعد أن أنهى حكما بالسجن أربع سنوات لإدانته بدعم حركة طالبان الأفغانية. وخلال السنوات العشرين الأخيرة قضى المقدسي نحو 14 عاما في السجون الأردنية بتهم عدة تتعلق بالإرهاب.

وخلص المقدسي في رسالته أمس: «نحن نحذر عامة المسلمين وخاصتهم من الاستجابة لدعوات شق الصفوف وزعزعة البنيان وشرذمة المجاهدين وندعوهم بأن لا يتضرروا بالترهيب الفكري أو المعنوي أو الحسي الذي يبثه دعاة التشرذم وأن يبقوا على العهد ثابتين وحول قياداتهم ملتفين ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله».

وقال: «إنها مؤامرة أخرى على هذا التيار المبارك وجماعاته المخلصة؛ ملخصها: إما أن تكونوا معنا وإما أن نبث الفرقة في صفوفكم؛ ونعمل على تشتيت صفكم؛ وهي طريقة يستعملها الفوضويون في بلادنا حين يفرضون أنفسهم على الآخرين في اللعب فتجد أحدهم يقول: (لعّييب أو خرّيب)؛ يعني إما أن يفرض نفسه ويقبل لاعبا أساسيا أو أنه سيخرّب اللعبة؛ هذه الأخلاق تليق بأولاد الشوارع لكنها لا تليق بتاتا بمن ينتسب إلى الدعوة والجهاد».

وعن ارتباط داعش بتنظيم القاعدة، قال المقدسي: «لقد أبطلوا بيعتهم الأولى لقيادتهم وتمردوا على أمرائهم، وتطاولوا على كبرائهم حين أعلنوا الدولة الأولى، وحين أعلنوا الثانية سفكوا الدم الحرام ورفضوا التحاكم للشرع، ولذلك حق لنا أن نتساءل ماذا عساهم يفعلون بعد إعلان الخلافة؟».