السيسي وبلير يقودان محاولات التهدئة ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

الرئيس المصري استقبل مبعوث «الرباعية الدولية» وحذر من مخاطر التصعيد العسكري

الرئيس السيسي يلتقي بلير في مقر الرئاسة المصرية (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر دبلوماسية في القاهرة أمس إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط توني بلير، يقودان محاولات للتهدئة ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأكدت أن السيسي حذر من مخاطر التصعيد العسكري من جانب إسرائيل على غزة وما يسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء.

واستقبل السيسي بلير في مقر الرئاسة بمصر الجديدة (شرق القاهرة)، في حضور سامح شكري وزير الخارجية لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية وفي مقدمتهما الأوضاع المشتعلة بين إسرائيل وغزة، وكشفت مصادر دبلوماسية أن السيسي وبلير يقودان اتصالات مع الأطراف المعنية لوقف الحرب في أسرع وقت ممكن، والعودة إلى اتفاق التهدئة الذي أقره الطرفان (إسرائيل وحماس)، العام قبل الماضي.

ومن جانبه، قال السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن لقاء السيسي بلير، استهدف استعراض الموقف الحالي في الأراضي المحتلة في ضوء التصعيد الذي تشهده مؤخرا، حيث أشار الرئيس المصري إلى الجهود المصرية الجارية في هذا الصدد على الصعيدين السياسي والإنساني، منوها إلى ما تشهده الاتصالات المصرية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف العنف والعمليات العسكرية التي يسقط ضحيتها المدنيون الأبرياء من عناد وتعنت.

وبينما حذر الرئيس المصري من مخاطر التصعيد العسكري، وما سيسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء، أكد تضامن مصر، دولة وشعبا، مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وحرصها على المساهمة في توفير احتياجاته الإنسانية، حيث جرى فتح معبر رفح لاستقبال وعلاج الجرحى والمصابين من الأشقاء الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، فضلا عن تقديم خمسمائة طن من المؤن الغذائية والأدوية كهدية من الشعب المصري للشعب الفلسطيني في غزة.

وأضاف السفير بدوي، أن بلير الذي جاء قادما من إسرائيل بعد أن أجرى زيارة استمرت ليومين التقى خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أشار إلى أن التصعيد لن يكون في صالح أي طرف ولن يسفر سوى عن مزيد من الضحايا المدنيين. كما دعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والاستجابة لكافة الجهود المخلصة الرامية إلى التهدئة بين الجانبين واستئناف الهدنة في ما بينهما، مثمنا جهود مصر في هذا الصدد، واصفا إياها بأنها الطرف الأكثر مصداقية وقدرة على إقناع الجانبين للتوصل إلى هذه التهدئة.

في غضون ذلك، جدد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، استنكاره للجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. ووصف الطيب في بيان صادر عن مشيخة الأزهر أمس، الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها «بمثابة إبادة جماعية للشعب الفلسطيني المسالم الأعزل».

ودعا شيخ الأزهر إلى تحرك عاجل وفوري لكل من الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن، وكل منظمات حقوق الإنسان، للتصدي لتلك الاعتداءات الغاشمة، مترحما على كل الشهداء الذين سقطوا جراء تلك الاعتداءات الجائرة والظالمة.

بدوره أعلن الدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان في مصر، استقبال أربعة مصابين فلسطينيين جدد أمس، وأوضح الوزير أنه جرى تحويل المصابين إلى مستشفى العريش العام لتلقى العلاج، وذلك بواسطة سيارات الإسعاف المتمركزة عند المعبر لنقل الجرحى والمصابين الفلسطينيين ضحايا العدوان على قطاع غزة.

يذكر أن وزارة الصحة المصرية رفعت درجة الاستعداد بالمستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين، كما دفعت بـ30 سيارة مجهزة في محيط معبر رفح لاستقبال الحالات والتحويل إلى مستشفيات داخل محافظة شمال سيناء وخارجها.

وعلى الصعيد الشعبي نددت العديد من الأحزاب والنقابات بالحرب الإسرائيلية على غزة. وأصدرت أكثر من 40 منظمة حقوقية في مصر بيانا أمس، لإدانة الممارسات الإسرائيلية والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة والضفة الغربية. ودان مجلس نقابة الصحافيين، بشدة، العدوان على الأراضي الفلسطينية، مطالبًا بالمساندة المصرية الكاملة للشعب الفلسطيني.

وينظم شباب قافلة دعم غزة واللجنة الشعبية لدعم انتفاضة شعب فلسطين وعدد من النشطاء والشخصيات السياسية، اليوم (الأحد)، إفطارا جماعيا أمام نقابة الصحافيين بوسط القاهرة، يتبعها وقفة صامتة حدادا على أرواح قتلى غزة.