ارتفعت حصيلة انهيار ثلاث بنايات في الدار البيضاء إلى 15 قتيلا، بعد تمكن فرق الإنقاذ من انتشال سبع جثث جديدة من تحت الأنقاض، بينها الممثلة آمال معروف ووالدتها وشاب وطفلان ورجل وزوجته حسب مصادر الوقاية المدنية، فيما لا يزال البحث متواصلا عن مفقودين يرجح أنهم لا يزالون تحت الأنقاض.
وأفرغت فرق الإنقاذ ثلاث بنايات مجاورة للمباني المنهارة حفاظا على سلامة السكان، كما عمدت إلى تثبيت إحدى العمارات بدعائم بسبب تصدع جدرانها حتى تتمكن من تأمين عملية إزالة الأنقاض ومواصلة البحث عن المفقودين.
وانهارت العمارات الثلاث قبيل فجر الجمعة نتيجة قيام صاحب إحداها بأشغال وترميمات في الطابق السفلي بهدف توسيعه واستعماله كمحل تجاري. ويعتقد أن صاحب العمارة أزال أحد الأعمدة الأساسية للمبنى في سياق هذه الأشغال.
وتنفيذا لتوجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي زار موقع الحادث وتفقد المصابين في المشفى عقب صلاة الجمعة، أعادت سلطات الدار البيضاء إيواء دفعة أولى من الأسر المتضررة، تضم 23 أسرة.
وزار العاهل المغربي مجددا الجرحى المصابين في الحادث زيارة ثانية يوم أول من أمس، حيث غادر معظم الجرحى الذين تجاوز عددهم 60 جريحا المستشفى، ولم يبق سوى 17 جريحا تحتاج حالتهم رعاية خاصة.
في غضون ذلك، أعلنت النيابة العامة في الدار البيضاء فتح تحقيق حول أسباب حدوث الانهيار.
وأشارت النيابة في بيان لها إلى أن قاضي التحقيق توجه إلى موقع الحادث رفقة عناصر من الشرطة القضائية لمباشرة التحقيق، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل المتورطين في المخالفات التي تسببت في الكارثة.
وتقع العمارات الثلاث في ملتقى شارع المهدي بن بركة وشارع محمد المكناسي في منطقة بوركون. ويعود بناء العمارات إلى عقد الخمسينات من القرن الماضي، غير أن أصحاب العمارات أضافوا عدة طوابق بشكل غير قانوني في فترات مختلفة، الشيء الذي أثقل العمارات. وقال شهود عيان إن صاحب العمارة الجانبية بدأ قبل شهر أشغال توسعة الطابق السفلي، وتهيئته لكي يتخذه محلا تجاريا.
ويشك السكان في كون صاحب العمارة هدم أحد أعمدة البناء، الأمر الذي تسبب في انهيار العمارة تحت ثقل الطابقين غير القانونيين اللذين أضافهما قبل سنوات. وأدى انهيار العمارة، التي تتكون من خمسة طوابق، إلى جر العمارتين الملاصقتين لها، وكلتاهما تتكون من أربعة طوابق، في حين أن قانون تهيئة الحي الذي تتجاوز فيها العمارات المنكوبة لا يسمح سوى بثلاثة طوابق.