الفلسطينيون والإسرائيليون يستخدمون الحرب النفسية سلاحا ثانيا في المعركة

اختراقات وفيديوهات ورسائل متبادلة بجميع اللغات عبر الإعلام والشبكات الاجتماعية

TT

حين أعلنت حماس سلفا يوم السبت الماضي أنها ستقصف تل أبيب بصواريخ جديدة في تمام الساعة التاسعة مساء، كانت تستخدم جزءا من الحرب النفسية التي تعود الإسرائيليون طويلا على استخدامها ضد الفلسطينيين.

ومنذ بدأت الحرب الأخيرة على غزة قبل سبعة أيام، استخدم الإسرائيليون والفلسطينيون الحرب النفسية سلاحا ثانيا على الجبهة التي يسعى كل طرف فيها لتثبيت صورة انتصار.

ويوما بعد يوم يزداد التأثير النفسي لهذه الحرب التي بدت وسائل الإعلام جزءا مهما منها إضافة إلى الشبكات الاجتماعية.

لكن ما أشكال هذه الحرب؟

لا يتوقف تلفزيون «الأقصى» التابع لحماس عن بث رسائل متواصلة باللغة العبرية للجنود الإسرائيليين يتوعدهم فيها بالموت في غزة إذا دخلوا برا، وأخرى للإسرائيليين المدنيين يخبرهم فيها بأن قادتهم ورطوهم في حرب لا قبل لهم بها وأن عليهم انتظار الصواريخ.

وخلال اليومين الماضيين أنتجت «كتائب القسام» أغنية بالعبرية بثت لمئات المرات، تقول ترجمتها: «سنزلزل أمن إسرائيل».

ويشعر الفلسطينيون هذه الأيام، خصوصا أثناء موعد بث التلفزيونات الإسرائيلية برامج مباشرة، أن فضائية «الأقصى» الحمساوية تتحول إلى فضائية لمخاطبة الإسرائيليين وليس الفلسطينيين، خصوصا أن القنوات الإسرائيلية تترجم ما يقولون عليها أولا بأول. ويبث التلفزيون الحمساوي، إلى جانب فضائيات محسوبة على الحركة الإسلامية وحركة الجهاد الإسلامي في غزة، صورا منتظمة لمقاتلين ملثمين يحملون قناصات وصواريخ، وصورا أخرى لراجمات الصواريخ وهي تعمل، في تحد مباشر لإسرائيل. وعادة ما تستخدم إسرائيل هذه الأساليب؛ إذ ترد القنوات الإسرائيلية عبر محلليها باستخفاف على تحدي حماس لهم ونتائج إطلاق الصواريخ على مدن إسرائيلية.

ويركز الجيش الإسرائيلي في إطار هذه الحرب، في منشوراته وبياناته على قدرته على تدمير حماس ويؤلب المواطنين ضد الحركة التي تورطهم.

ونشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عشرات الصور، مثلا، بينها صور لطائرات «إف16» ومعلومات عن مقاتلي الجيش الإسرائيلي وصورا تقول إن حماس اختارت لأهل القطاع الصواريخ والرصاص بدل البندورة والخيار.

ونشر ناطقون بلسان الجيش الإسرائيلي فيديوهات أخرى تظهر مهاجمة منزل نائب قائد «القسام» في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، الذي كان بمثابة مقر للقيادة العسكرية، حسب ما قالوا. ولم تقتصر الحرب النفسية على الإعلام الرسمي وناطقيه، بل دخل الأفراد والمدونون على الخط وأخذوا يبادرون بالنشر بواسطة الشبكات الاجتماعية.

وفي الأيام الأخيرة، نشر مؤيدو حماس عددا من الأفلام على الشبكات الاجتماعية التي خُصصت لتهديد الإسرائيليين، ونشر الإسرائيليون فيديوهات يدعون فيها للتوحد ضد حماس وسحقها.

وأظهر أحد الفيديوهات الإسرائيلية كيف يرمي أطفال من حماس صواريخ من ورق على أطفال يهود، ومن ثم عندما يضربهم الأطفال اليهود بلطف يأخذون في البكاء. وأظهر فيديو آخر لفلسطينيين كيف يجري انتشال أطفال من تحت بيوت تدعي إسرائيل أنها أهداف.

ونشر فلسطينيون صورا لرئيس الوزراء الإسرائيلي وقائد الجيش ملطخين بالدماء.

وسخر إسرائيليون من حماس في فيديو آخر أظهر قادة «القسام» يسعون للسلام بواسطة الـ«كاريوكي».

وتبادل فلسطينيون فيديو على نطاق واسع لحماس يظهر تدريبات لوحدة كوماندوز بحرية في المياه، وفيها مقاتل يركع تحت الماء. ورد الإسرائيليون بنشر فيديوهات عن وحدة البحرية الإسرائيلية «شييطت13».

وحتى أمس كانت هذه الحرب على أشدها؛ إذ اخترق عناصر من حماس موقع شركة «دومنيز بيتسا» على الإنترنت، ونشروا بوست باللغة العربية والعبرية والإنجليزية يقولون فيه: «اليوم سوف نضرب أعماق إسرائيل.. تل أبيب، القدس، حيفا، عسقلان، أسدود، بأكثر من 2000 صاروخ، وذلك عند الساعة السابعة مساء».

وقبل ذلك، اخترق الإسرائيليون قناة «الأقصى» وشوشوا عليها وبثوا رسائل عبر الإذاعات تحذر السكان من مساعدة حماس، فيما نجحت «القسام» في اختراق القناة العاشرة لثوان وأظهرت مقاتلا بسلاحه وسط البحر.

ويبدو أن ميزة هذه الحرب الوحيدة أنها لا تتوقف حتى لو توقفت الحرب الحقيقية.