قال مسؤولون أمنيون مصريون إن متشددين إسلاميين استهدفوا معسكرا لقوات الأمن وحيًّا سكنيا في مدينة العريش وحاجزا أمنيا في رفح على الحدود مع قطاع غزة بثلاث قذائف هاون مساء أول من أمس، وفي وقت مبكر من صباح يوم أمس (الاثنين)، بينما انفجرت عبوة بدائية الصنع بالقرب من مجمع محاكم في دلتا النيل، وأوقف خبراء مفرقعات مفعول عبوة أخرى قبل انفجارها، أمس أيضا.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن سبعة مدنيين قتلوا وأصيب 25 آخرون إثر سقوط قذيفة هاون على منطقة سكنية في العريش. وأشار مسؤول أمني إلى أن القذيفة كانت تستهدف على الأرجح مديرة أمن شمال سيناء التي تبعد عن موقع سقوط القذيفة بنحو 200 متر.
ومنذ عامين تنشط جماعات إسلامية متشددة في شبه جزيرة سيناء، لكن تلك الجماعات كثفت من عملياتها التي تستهدف عناصر الجيش والشرطة بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) الماضي.
وأضاف بيان وزارة الداخلية أن القذيفة «أدت إلى وفاة سبعة مواطنين بينهم طفل وإصابة 25 آخرين جرى نقلهم إلى المستشفى لإسعافهم». ولفت مصدر أمني إلى أن معظم المصابين جروحهم طفيفة، لكنه أشار إلى وجود حالة أو حالتين في حالة خطرة جراء إصابتهم بشظايا القذيفة.
وقال شاهد عيان إن قائمين على المساجد في مدينة العريش ناشدوا السكان عبر مكبرات الصوت التوجه إلى مستشفى العريش العام للتبرع بالدم. ويشار إلى أنه لم يسبق للمتشددين الإسلاميين أن استهدفوا مناطق سكنية أو مدنيين خلال عملياتهم باستثناء استهدافهم لحافلتين كانتا تقلان عمالا من خارج مدينة العريش خلال الشهور الماضية، وحوادث أخرى ذات صبغة طائفية تتجدد من آن لآخر.
وأعلنت القوات المسلحة في مايو (أيار) الماضي أن عناصرها ساندت أبناء القبائل في سيناء في عملية تصفية شادي المنيعي، أحد قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أعلن مسؤوليته عن معظم الهجمات التي استهدفت منشآت وأفراد الجيش والشرطة.
وتزامن سقوط القذيفة على الحي السكني بالعريش مع هجوم آخر بقذيفة هاون أيضا استهدف معسكرا لقوات الأمن في العريش. وأوضح العميد محمد عبد العزيز غنيم المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أن مجندا قتل وأصيب سبعة آخرون في وقت متأخر من ليل الأحد جراء الهجوم. وقال غنيم إن القوات المسلحة تؤكد أن مثل هذه العمليات لن تنال من عزمها على اقتلاع جذور الإرهاب.
وفي غضون ذلك، قال مصدر أمني في مدينة رفح إن مجندا أصيب في هجوم بقذيفة هاون على حاجز أمني في المدينة التي تقع على الحدود مع قطاع غزة في وقت مبكر من صباح أمس.
ويأتي تكثيف التنظيمات الإسلامية من عمليتها في سيناء في وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن قوات الأمن أحبطت مساء (الأحد) إطلاق صاروخين من شمال سيناء على إسرائيل، التي تشن غارات من الجو والبحر على القطاع منذ نحو أسبوع.
وقالت الوكالة إن الصاروخين «جرى نصبهما على الحدود المصرية (مع غزة) بأرض زراعية شمال غربي منطقة الماسورة برفح في انتظار الإطلاق على الأراضي الإسرائيلية من الأراضي المصرية».
وأضافت نقلا عن مصادر أمنية: «جرى ضبط الصاروخين حيث كانا مثبتين على قاعدتيهما وجاهزين للانطلاق من قبل بعض الجماعات المسلحة. وقد أمكن مصادرتهما ومنعهما من الانطلاق».
وقبل يومين قالت مصادر أمنية إن قوات الأمن ضبطت 20 صاروخا وقواعد إطلاقها كانت معدة لتهريبها من شمال سيناء إلى غزة عبر أنفاق سرية تحت خط الحدود، دأبت السلطات المصرية خلال الشهور الماضية على هدمها.
وقالت مصادر أمنية بمحافظة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس (شرق القاهرة) إن قوات الأمن رفعت درجة استعدادها إلى الحد الأقصى على طول المجرى الملاحي للقناة في أعقاب هجمات المتشددين في سيناء.
وعلى صعيد الأوضاع الأمنية في دلتا مصر، قالت مصادر أمنية إن عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت أمس في محيط مجمع محاكم بمدينة سمنود بمحافظة الغربية (وسط دلتا مصر) دون وقوع إصابات، مشيرة إلى أن خبراء المفرقعات تمكنوا من تفكيك عبوة بدائية أخرى كانت معدة للتفجير بالقرب من مجمع محاكم سمنود أيضا.