الآلاف من التركمان الشيعة النازحين ينتظرون في أربيل نقلهم إلى النجف

ميليشيات عرضت على الشبان منهم رواتب مجزية للتطوع

TT

أعرب الآلاف من التركمان الشيعة النازحين من قضاء تلعفر إلى إقليم كردستان عن استيائهم من صعوبة الأوضاع المعيشية وقالوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنهم ينتظرون نقلهم، بالتنسيق بين الحكومة في بغداد وإقليم كردستان، إلى محافظتي النجف وكربلاء، فيما ذكر عدد من الشبان النازحين أنهم سيتوجهون إلى كربلاء ليتطوعوا هناك لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال النازح حسن علي «نزحنا من تلعفر بسبب (داعش) والقصف المستمر الذي لا نعرف مصدره، نحن ننتظر أن ينقلوننا إلى النجف». وتابع علي «الأوضاع هنا في المخيم سيئة، فرغم أن هناك توزيعا مستمرا للماء والطعام فإن العدد هائل جدا، والحرارة مرتفعة، وهناك نقص في الكهرباء».

محمد كاظم البالغ من العمر 62 سنة، وهو أيضا نازح من تلعفر، أكد أن وجودهم في أربيل مؤقت لأن الحكومة رتبت نقلهم إلى جنوب العراق وبالأخص إلى النجف وكربلاء. وأضاف: «احتلت مدينتنا من قبل مسلحي (داعش)، ونحن تركمان شيعة وأفضل مكان لنا هو الجنوب. ننتظر الطائرة، تم تقسيمنا إلى دفعات لنقلنا إلى الجنوب».

وهناك في ناحية «بحركة» التي تقع على بعد 15 كم شمال أربيل نحو خمسة آلاف نازح تركماني شيعي وصلوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى أربيل قادمين من سنجار، من أجل نقلهم إلى بغداد ومنها إلى الجنوب العراقي حسب خطة أقرتها الحكومة الاتحادية.

وخلال تجوال «الشرق الأوسط» في المخيم شاهدت أعدادا كبيرة من النازحين يتزاحمون أمام بوابة مخزن «مؤسسة بارزاني الخيرية» التي بدأت توزع على النازحين أهم المستلزمات الضرورية من ماء وطعام. ومؤسسة ومنظمة «روانكه» كانتا الوحيدتين في المخيم، وخصصتا قاعة كبيرة لتوزيع المياه والطعام والدواء للنازحين، الذين يفدون يوميا إلى أربيل. وقال رزكار عبيد مسؤول فرع مؤسسة بارزاني الخيرية في المخيم «نحن موجودون هنا على مدار 24 ساعة، ووزعنا عليهم المياه المعقمة والطعام، ووفرنا لهم مستلزمات المبيت». وأضاف: «هناك في المخيم أكثر من خمسة آلاف شخص، كانوا في البداية عشرة آلاف لكن جرى نقل أكثرهم على دفعات إلى بغداد والنجف بالطائرات، والباقون أيضا مقسمون على دفعات ليتم نقلهم إلى بغداد ومنها إلى النجف وكربلاء، وهناك تنسيق بين الإقليم وبغداد لإتمام ذلك».

بدوره، قال سياح عبد الله قاسم، الشخصية التركمانية المعروفة في أربيل: «لا يوجد هنا في كردستان أي فرق من ناحية القومية أو المذهب، فكما قدمت أنا التركماني المساعدات لهؤلاء النازحين قدم أهالي أربيل أيضا مساعدات كبيرة لهم، لكن نرى أن هناك نواقص في الخدمات وخاصة في حليب الأطفال»، داعيا كافة المواطنين في أربيل إلى تقديم يد العون إلى النازحين التركمان.

وذكرت مجموعة من الشبان التركمان في المخيم، أنهم سيتطوعون في النجف لقتال «داعش». وقال ولي جعفر: «اتصلوا بنا من النجف وقالوا نحن بانتظاركم، سيعطوننا رواتب مجزية ومكانا جيدا للمبيت، وفي المقابل سنستجيب نحن لفتوى المرجعية ونلتحق بسرايا المتطوعين». وتابع جعفر «نحن في الأساس مدربون، لأننا كنا شرطة في تلعفر وهربنا من دون أن نقاتل لأن الجيش انسحب من دون قتال».