نتنياهو يأمر بتوسيع الهجوم البري واشتباكات عنيفة على بوابات الأحياء الشمالية

استهداف الأنفاق خلّف أكثر من 30 قتيلا ومئات الجرحى و30 ألف نازح وأغرق غزة في الظلام

TT

وسعت إسرائيل هجومها البري على قطاع غزة، بعد ساعات من أوامر رئيس الوزراء بدء الهجوم البري. وقصفت المدفعية الإسرائيلية على حدود القطاع وطائرات من الجو وزوارق من البحر، بعنف، مناطق شاسعة على طول الحدود، مما أدى إلى انفجارات ضخمة، فيما شوهدت الدبابات وجنود مشاة يدخلون عبر السياج الحدودي إلى القطاع.

وقال نتنياهو أمس: «الجيش شرع في العملية البرية في قطاع غزة بعد أن جرى استنفاد جميع الخيارات الأخرى للتعامل مع الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية المنطلقة من القطاع، وبعد أن وصلنا إلى نتيجة تقول إنه من دون هذه العملية سندفع ثمنا أغلى بكثير».

وأضاف: «سنوسع العملية البرية الآن بشكل ملحوظ، بهدف استعادة الأمن والهدوء للمواطنين في البلاد».

وحمل نتنياهو حركة حماس المسؤولية عن الإصابات التي تلحق بالأبرياء في القطاع متهما إياها باستخدام المدنيين دروعا بشرية.

ومضى يقول: «نحن وافقنا على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار واستجبنا لمبادرة الأمم المتحدة الإعلان عن هدنة إنسانية إلا أن حركة حماس واصلت إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية».

ولم يحدد نتنياهو الشكل المحتمل للعملية الموسعة وإلى أين يمكن أن تصل، لكنه وأوضح أن جيشه يستهدف الأنفاق بشكل رئيس.

فيما تحدث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن الصراع في غزة، وأكد تأييد الولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وأضاف في حديث إلى الصحافيين في البيت الأبيض نقلته «رويترز» أن الولايات المتحدة وحلفاءها قلقون بشأن مخاطر تصعيد الصراع، وأنه يأمل في أن تستمر إسرائيل في التصرف بطريقة تقلل الخسائر بين المدنيين إلى أدنى حد.

وأضاف أوباما أنه أبلغ نتنياهو بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري مستعد لزيارة المنطقة.

وكانت إسرائيل استدعت الخميس 18 ألفا من جنود الاحتياطي للانضمام إلى أكثر من 30 ألفا آخرين تمت تعبئتهم بالفعل لتعزيز القوات النظامية وأطلقت عمليتها مع فجر الجمعة.

بدأ الهجوم الإسرائيلي من محاور عدة، وتركز شمال قطاع غزة في محيط بيت لاهيا وبيت حانون، العطاطرة ومحررة دوغيت، وشرق الشجاعية، وشرق خان يونس.

وواجهت القوات الإسرائيلية مقاومة عنيفة من مقاتلين فلسطينيين استمرت حتى ساعات الصباح على أطراف أحياء بيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس.

واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده وإصابة سبعة آخرين. وقال الناطق بلسان الجيش أفيخاي أدرعي في بيان: «قتل جندي من جيش الدفاع خلال العملية العسكرية».

وقال الفلسطينيون إنهم قتلوا الجندي من خلال قناص محترف، وتعهدوا بمزيد من المفاجآت.

وعادت الاشتباكات أمس بعد الظهر لكن بشكل متقطع.

وأدى الهجوم البري إلى مقتل أكثر من ثلاثين فلسطينيا الجمعة فقط، بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة ليرتفع عدد الضحايا منذ بدء العدوان إلى 170 على الأقل ونحو 2000 جريح.

واتهم الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي بإدخال المستشفيات إلى دائرة الاستهداف، بعد ما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائفها تجاه مستشفى بيت حانون شمال قطاع غزة، وأوقعت أضرارا مادية في المبنى العلوي له.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الغارات الإسرائيلية ألحقت أضرارا بمستشفى قديم وآخر جديد وثلاثة مستوصفات.

ولم يتعمق الجيش الإسرائيلي حتى الأمس داخل القطاع، وظلت مناوراته قريبة من الحدود.

وقال المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، إن للجيش ثلاثة أهداف من وراء الهجوم البري، هي، زيادة الضغط على حركة حماس من أجل الموافقة على اتفاق وقف النار، وتقليص عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل من خلال الضغط على مقاتلي حماس ومحاولة الوصول إلى إمكان إطلاق الصواريخ، وإيجاد الأنفاق التي تستخدمها حماس سواء للحركة أو التصنيع أو إطلاق الصواريخ، وهو السبب الرئيس للعملية البرية.

وتحدت حماس إسرائيل بالدخول بريا بشكل كامل إلى غزة، وتوعدت الحركة بإغراق جيش الاحتلال في أوحال غزة. وقالت في تصريح صحافي للمتحدث باسمها سامي أبو زهري، أمس، «نتنياهو يقتل أطفالنا وسيدفع الثمن، والعدوان البري لا يخيفنا، ونتعهد بأن يغرق جيش الاحتلال في أوحال غزة».

ورد أدرعي بقوله إن قوات من ألوية المشاة غولاني وغفعاتي والمظليين، إضافة إلى قوات من سلاحي المدرعات والهندسة ووحدات خاصة، ستواصل عملها في القطاع حتى النهاية.

وأعلن أدرعي بأن جيشه قتل منذ بدء العملية البرية أربعة عشر مقاتلا فلسطينيا، واعتقل ثلاثة عشر آخرين، كما تمت مهاجمة 150 هدفا منها 21 منصة خفية لإطلاق الصواريخ، وأربعة منازل لنشطاء، وأربعة أنفاق، وموقع لإنتاج الوسائل القتالية.

ولم تعقب حماس أو الجهاد على هذه المعلومات.

وفي هذا الوقت دعا نتنياهو العالم والمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب «إسرائيل» في حربها للقضاء على ما أسماه «الإرهاب في غزة» كما دعا «الإسرائيليين» للتكاتف والوقوف إلى جانب الجيش والحكومة في عمليتهم ضد القطاع.

وقال نتنياهو للإسرائيليين، إنه «لا يوجد ضمان بنجاح العملية البرية في قطاع غزة مائة في المائة، لكننا سنفعل كل شيء للحصول على أقصى نتيجة وسنعمل على إنجاحها».

وقطع الاجتياح البري الكهرباء والهواتف عن قطاعات واسعة في غزة. وقال جمال الدردساوي، المسؤول في شركة كهرباء غزة، إن القصف الإسرائيلي العنيف أدى إلى قطع ستة خطوط كهرباء ناقلة للتيار الكهربائي من إسرائيل، وأضر بخطين يغذيان مدينة غزة والشمال، فيما بقيت أربعة خطوط تعمل.

وأوضح الدردساوي، إن نسبة قطع التيار وصلت إلى 80 في المائة وإن ما تبقى من تيار هو أقل من 20 في المائة من الاحتياج الفعلي للسكان (107 ميغا من أصل 500 يحتاجها القطاع).

واضطر نحو 30 ألف فلسطيني، يسكنون قرب الحدود، إلى مغادرة منازلهم بسبب التهديدات الإسرائيلي والقصف وقطع الكهرباء والماء والهواتف.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) إن ما يزيد عن 300 ألف شخص نزحوا إلى 34 من مدارسها في مناطق قطاع غزة منذ مساء الخميس.

وقال مدير عمليات الأونروا في غزة، روبرت تيرنر، «مع عدم وجود بوادر انفراج فيما يتعلق بأعمال العنف الحالية بين إسرائيل وحماس، فإننا ندرك بأن هذا الأمر زاد من أعباء اللاجئين الضعفاء أصلاً في غزة.. إننا نأمل، من خلال الإسراع في عمليات توزيع المعونات الغذائية وتقديم دعم إضافي للأسر المحتاجة، بأن نتمكن من تخفيف بعض من أعباء حياتهم اليومية».

وعبرت المنظمة عن الجزع والقلق حيال الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وعلى الرغم من الهجوم البري على غزة، لم يتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وأطلقت حماس والفصائل أكثر من 70 صاروخا حتى ساعات ظهر أمس.