سلام: الهبة السعودية تؤكد أن المملكة معنية بدعم أمن لبنان واستقراره

عسيري ينهي مهامه في بيروت بدعوة المسؤولين إلى التعالي على خلافاتهم وتعزيز الوحدة الوطنية

رئيس الحكومة اللبنانية يكرم السفير السعودي لدى بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
TT

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أن «الهبة الأخيرة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى لبنان بقيمة مليار دولار، لتأمين الحاجات الملحة للجيش والقوى الأمنية، هي رسالة تؤكد المؤكد، وهو أن المملكة العربية السعودية في سياستها إزاء لبنان معنية فقط، بتعزيز الدولة ومؤسساتها الدستورية، وقواها المسلحة الشرعية، وتدعيم أمنها واستقرارها، في مواجهة كل أنواع المخاطر وأولها التطرف والإرهاب».

ودعا سلام، في كلمة ألقاها خلال مأدبة غداء تكريمية أقامها على شرف سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، لمناسبة مغادرته لبنان، بحضور حشد من المسؤولين اللبنانيين وعدد من السفراء العرب والأجانب وقادة الأجهزة الأمنية، إلى «البناء على وقفة الإجماع الوطني، التي تجلت في أحداث عرسال للانطلاق في معالجة جدية، للانشطار القائم على مستوى الوطن». وأكد «أننا مطالبون بإعادة التباينات بيننا إلى سوية طبيعية، بحيث تكون مصدر غنى لحياتنا الوطنية، وليس مآزقا سياسيا لا يكف عن التوالد».

وتحدث سلام بإسهاب عن السفير السعودي، قائلاً: «حل بيننا في منتصف عام 2009، حاملا تجربة غنية في العمل الدبلوماسي، ليكمل في بيروت مسيرة من سبقوه في خدمة مصالح المملكة العربية السعودية، ورعاية العلاقات الأخوية بين البلدين». وأشار إلى أنه «كان خير أمين على العلاقات اللبنانية - السعودية، وجهد بصمت لتقديم كل ما من شأنه إبقاء بلدنا عزيزا معافى».

سياسياً، شدد سلام على أنه «لا حل إلا بالحوار القادر وحده على إنتاج التسويات، وأي مشروع غلبة هو مغامرة تهدد تماسك البنيان الوطني»، مضيفاً أنه «لا حل إلا بتحصين لبنان وإبعاده عن كل معادلة أكبر من قدرته على التحمل، لا حل إلا بالالتفاف حول الجيش وجميع القوى الأمنية التي تشكل السياج الشرعي الحامي للوطن والضمانة الوحيدة لأمن اللبنانيين».

وبعد تسلمه درعا تذكارية من سلام، استودع عسيري الحاضرين بكلمة وصفها بأنها «من أخ لأشقائه»، وقال فيها: «أحبوا لبنان، احرصوا على لبنان، تعالوا على خلافاتكم، تحاوروا، وتصارحوا، وتصالحوا، عززوا وحدتكم الوطنية، حصنوا لبنان، عمروه، طوروه، ازرعوا أرضه، واجعلوا أرزه شامخا، أمنوا لأبنائكم مستقبلا جميلا زاهرا، وسلموهم بلادا آمنة، مزدهرة، مستقرة، لؤلؤة مشعة في هذه المنطقة. لا تورثوهم الخلافات والمشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية، تمسكوا بهم واجعلوهم يؤمنون بأرضهم ووطنهم وأرزهم».

وفي حين أثنى عسيري على الروابط القائمة بين لبنان والمملكة، أوضح أنه «خلال فترة عملي سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى لبنان، سعيت مخلصا إلى تمثيل المملكة ورعاية مصالحها ومصالح مواطنيها، وبنفس القدر سفيرا للبنان لدى المملكة من خلال الحرص على تنمية علاقات المملكة وشعبها بهذا البلد الشقيق وشعبه، منطلقا في ذلك من العلاقات الإنسانية التاريخية التي تجمع قيادتينا وشعبينا ومن المحبة التي يكنها كل مواطن سعودي لهذا البلد العزيز وشعبه الطيب ومن الحرص الذي يبديه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في الوقوف إلى جانب لبنان وتقديم كل دعم أو مساعدة ممكنة له على الصعد كافة».

وشكر عسيري، الذي ينهي مهامه الدبلوماسية في لبنان قبل انتقاله إلى باكستان سفيرا للمملكة، الرئيس سلام على التكريم، وقال: «اسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لأقدم التهنئة من هذا السراي بالذات للمسلمين بشكل خاص واللبنانيين كافة بانتخاب سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا جديدا للجمهورية اللبنانية مع تمنياتي بأن يكون توحيد كلمة المسلمين مقدمة وفأل خير لتوحيد كلمة اللبنانيين كافة، وأن يتحلق كل مخلص للبنان مسلما كان أو مسيحيا حول سماحته لمؤازرته في مهمته الجديدة».