سباق محموم للتعرف على لغز انتقال «إيبولا» من وسط أفريقيا إلى غربها

الباحثون لم يرصدوا حالات وبائية بين الحيوانات الناقلة له

TT

يجاهد العلماء للتعرف على منشأ فيروس «إيبولا» القاتل الذي انتقل من الحيوان إلى الإنسان وانتشر بين البشر في دول غرب أفريقيا.

وقد أثار انتشار الوباء دهشة العلماء لأن سلالة الفيروس، التي تفتك حاليا بالناس المقيمين بمناطق حضرية في دول غرب أفريقيا، ظلت محدودة ضمن المناطق الريفية والغابات في مناطق بعيدة جدا تقع في أواسط القارة الأفريقية.

وإن تمكن العلماء من التعرف على نوع الحيوان الذي حمل سلالة الفيروس هذه المسماة «فيروس إيبولا زائير» وكيفية انتقاله أو «تحقيقه قفزة» نحو الإنسان في مناطق غرب أفريقيا - فإن بوسعهم وضع استراتيجيات لمنع انتشار الوباء في المستقبل، وفقا لتقرير علمي نشر أمس في موقع «ساينس نيوز» الإلكتروني. وقد ظل انتشار «فيروس إيبولا زائير» محصورا ضمن دول وسط أفريقيا منذ السبعينات من القرن الماضي.

ظهر الفيروس في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي في قرية قرب الغابات المطرية في شرق غينيا، إلا أن الأطباء لم يتعرفوا عليه إلا فيما بعد، لأن أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، وخصوصا أنه لم يرصد في غرب أفريقيا من قبل.

ويقول كيفن أوليفال الباحث في بيئة الأمراض بمنظمة «إيكو هيلث أليانس» في نيويورك، إن التهمة غالبا ما توجه إلى خفافيش الفواكه، بوصفها المسؤولة الأولى عن حمل الفيروس. ويشمل نطاق انتشار هذه الخفافيش مناطق وسط أفريقيا وغربها. إلا أن الباحث يعتقد أن الدراسات حول نطاق انتشارها لا تزال محدودة.

كما أن أنواعا أخرى من الحيوانات يمكن أن تحمل الفيروس، إذ يمكن للقرود الكبيرة وغزلان الغابات الإصابة بالفيروس ثم إصابة الصيادين الذين يتناولون لحومها، به.

وفي محاولة للتعرف على نوع الحيوانات الناقلة لفيروس «إيبولا»، توجه فابيان ليندرتز، الباحث في علوم الأوبئة بمعهد روبرت كوخ في برلين، إلى غينيا على رأس فريق من 17 باحثا في أبريل (نيسان) الماضي. وراقب الباحثون حيوانات الغابات وقبضوا على خفافيش لاختبارها. ورغم أن الباحث لا يزال ممتنعا عن الحديث عن نتائج دراسته قبل نشرها، فإنه يقول إنه لم يرصد حالة وبائية بين الحيوانات التي يمكن لها حمل فيروس «إيبولا» ونقله إلى الإنسان. وأضاف: «إننا لم نجد حالات لهلاك حيوانات بسبب فيروس (إيبولا)». ويعتقد الباحث الألماني أن الفيروس ربما انتشر بسبب جسم لحيوان مصاب، جرى تناول لحمه. أما بالنسبة للخفافيش، فإنها ربما قد لامست سوائل من ذلك الجسم المصاب.